فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 11:07
المحور:
الادب والفن
يأخذنا المنزل في أروقة ومساقط ضوء
يأخذنا في النار إلى حجر
والماء إلى نبع ...وُضُوء
نخطو نتنسم ريحاً وتراب
والمنزل مفتوح مثل كتاب
يعطينا أفضية
أحيازاً نلقي فيها الأجساد
ونؤثث
وحدتنا بالصمت وتأخذنا الأبعاد
والمبنى توق بشرى
للظل, وللبيت
كأني حين فقدت البيت, بكيت
المنزل مَنْجى لخطى تائه
وسلالم للروح
ومداخل تأخذنا
غرفاً تدعونا
نحكي ونبوح
أسراراً وصليل جروح
والمنزل
يسكننا.. صمتا
يسكننا حلماً
المنزل يطلق فينا
كل بكاء الروح
حيطان المنزل واقفة دون سؤال
واقفة طول الوقت تئنّ
بلا لون يرجى
أو صورة وهم يسقط
من غيب الآمال
حيطان, حجر شب من النار
ماء وتراب
جمر ورماد, كومة أحجار
حيطان المبنى
أسماء وصفات
سطرها المعمار وحيداً
ومضى يتلو الصلوات
ومات
*
قصائد المدينـــــة
(1)
ظل هو الحائط القديم
وخبايا تلتم عند الظهيره
نهبط من برج أيامنا
مثل ذكرى كسيرة
ثم نلقي بأجسادنا
في الفضاء الرحيم
(2)
يأخذنا القول نغفل
أطفالنا يلعبون
لغة مثل رف الأيائل
يسعى
وحكايا ملفقة
نتوهم أنا بها سنكون
وإذا ما انتهينا
مضينا إلى درب صحوتنا
تتقاسمنا في الطريق الظنون
(3)
نزعم أنا ابتكرنا لها الخطوات
واكتشفنا ـ لتمضي بنا
الطرقات
وقرأنا أشعارنا
وابتدأنا لنغني
غير أن الذي ابتكرناه
كان وهم الحياة
(4)
امرأة تركت إرث كلام
وامرأة خطت سهما
وامرأة أضفت قطرات دم
وامرأة خابت:
ما كان لدي القلب
لترسم فوق الحائط
ذكرى لغرام
(5)
نعبر جسر الشهداء
صمت وتراب كلام
وبقايا صوت قصائدنا
ونثار الأسماء
ما كنا نعلم أنا نمضي
في طرق الأيام
لنصحو كلّ تحت سماء
(6)
الوقت يرسم للمدينة هيكلاً
وشوارعاً.. تمضي وألوانا
الوقت يسلب نشوة الشعراء
يسلبنا قصائدنا
ويرثي ما تبقى من حكايانا
أتُرى قصائدنا
كانت خطايانا
(7)
المدينة تجمعنا عند مقهى على الشط
تحصي ملامحنا, ما تبقى وما ينبري للزوال
تتعجب هذا المآل
ووحيداً يمر المساء
على مجلس من بقايا الظلال
*
من ديوان تفاصيل لأيامنا
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟