مساعدة النساء اللواتى يتعرضن للعنف ( 1 - 3 )

مجدى زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 08:21
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

" ربما سيتغير هذه المرة "
روكسانا امرأة جذابة ومفعمة بالحيوية, ام لأربعة اولاد ومتزوجة بجراح محترم فى اميركا الجنوبية. تقول عنه : " زوجى ساحر فى نظر النساء وشخصية محبوبة عند الرجال ". ولكن هناك جانب سلبى عند زوج روكسانا حتى اصحابها الاحماء لا يرونه. " فهو فى البيت وحش. انه يغار كثيرا ".
ارتسم القلق على وجه روكسانا وهى تتابع قصتها. " بدأت المشكلة بعد زواجنا بأسابيع قليلة. فعندما أتى اخوتى وامى لزبارتنا, ورحت أتحدث واضحك معهم. ولكن بعد مغادرتهم, دفعنى زوجى بقوة على الاريكة وهو يشتعل غضبا. لم اصدق مايحدث ".
من المؤسف ان هذا لم يكن سوى بداية محنة روكسانا , فقد بقيت سنوات عديدة تتعرض للضرب, وبدت الاساءة دورة تتكرر باستمرار. فزوج روكسانا يضربها, ثم يعتذر كثيرا ويتعهد ألا يعيد الكرة, ويتحسن سلوكه, انما لبعض الوقت. ثم تبدأ المأساة من جديد.
تذكر روكسانا : " اقول لنفسى دائما ربما سيتغير هذه المرة. وكل مرة اهرب فيها, لا البث ان اعود اليه ".
تخشى روكسانا ان يتفاقم عنف زوجها اكثر. تقول : " لقد هدد بقتلى وقتل الاولاد والانتحار. وفى احدى المرات وضع مقصا تحت عنقى. ومرة اخرى هددنى بمسدس وصوبه نحو اذنى وضغط على الزناد. من حسن التوفيق ان المسدس لم يكن محشوا, لكنى كدت اموت من الخوف ".
ملايين النساء حول العالم مثل روكسانا يعانين الامرين بسبب عنف الرجال. ( لا ننكر ان رجالا كثيرين يقعون ايضا ضحية العنف. لكن الدراسات تظهر انه من المحتمل ان تتعرض النساء لأذى اخطر بكثير مما قد يتعرض له الرجال. لذلك تعالج هذه المقالات الاساءة التى تكون فيها الضحية امرأة ) وكثيرات يلزمن الصمت ولا يتكلمن عن محنتهن. ففى رأيهن لن يجدى التبليغ نفعا. فأزواج مسيئون كثيرون انكرو التهم بمجرد القول : " زوجتى انفعالية ". او " انها تبالغ كثيرا ".
من المؤسف ان تعيش نساء كثيرات فى خوف دائم من الضرب فى بيتهن. المكان الذى يفترض ان يشعرن فيه بالامان. ومن المؤسف ايضا انه غالبا مايتعاطف مع الجانى لا مع الضحية. فالبعض لا يصدقون ان الرجل الذى يبدو مواطنا محترما يضرب زوجته. تأملوا فى ماحدث مع امرأة تدعى انيتا عندما اقصحت عن اساءة زوجها المحترم لها. تخبر : " احد المعارف قال لى : كيف لك ان توجهى هذه التهمة الى هذا الرجل المحترم ؟. وقال اخر انه لابد انى كنت استفزه. حتى بعدما فضح زوجى, بدأ بعض اصدقائى يتجنبوننى, ففى رأيهم كان يجب ان اتحمل لأن هذه طبيعة الرجال.
كما تظهر قصة انيتا, يستصعب كثيرون استيعاب الواقع الاليم ولا يصدقون ان رجلا يسئ الى رفيقة زواجه.
فماذا يدفع الرجل الى معاملة المرأة التى التى يدعى انه يحبها بهذه الوحشية ؟ وكيف يمكن مساعدة ضحايا العنف ؟
الى المقالة القادمة
ملاحظة : الاشكال المتعددة للعنف المنزلى
بحسب " اعلان الامم المتحدة للقضاء على العنف ضد المرأة ". يمكن ان تشير عبارة " العنف ضد المرأة " الى اى فعل عنيف قائم على اساس جنسها يترتب عليه, اذى او معاناة للمرأة, سواء من الناحية الجسمانية او الجنسية او النفسية, بما فى ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل او القسر او الحرمان التعسفى من الحرية, سواء حدث ذلك فى الحياة العامة او الخاصة. ومن الامور التى يشتمل عليها هذا العنف : " العنف البدنى والجنسى والنفسى الذى يحدث فى اطار الاسرة وفى اطار المجتمع العام, بما فى ذلك الضرب والتعدى الجنسى على الاطفال الاناث, والعنف المرتبط بالدوطة, واغتصاب الزوجة, وختان الاناث وغيره من الممارسات التقليدية المؤذية للمرأة.

#مجدى_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات