أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم حسن - الاحلام : الرمز والمعنى - 1














المزيد.....


الاحلام : الرمز والمعنى - 1


إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 22:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يوجد أحداً منا لا يتحلم، او لا يتذكر حلم من الاحلام التي خاضها اثناء النوم في حياته. وقد اختلفت تفسيرات ورؤى العلماء بخصوص الاحلام وطبيعتها وكيفية تفسيراتها ومنابعها. كان ابرزهم عالم النفس الشهير سيغموند فرويد، الذي يرى ان الاحلام انعكاساً للواقع، و تلبية للرغبات المكبوتة داخل النفس الانسانية. طروحات فرويد تأتي في وقت كانت النمسا تعيش حالة يمكن ان يقال عنها انها كانت السبب في تفسيرات فرويد هذه، وهي ان كانت صحيحة في النمسا فأنها ربما لا تصح في مجتمع آخر. وعلى العموم فأن وضع آراء فرويد ضمن اطار عالمي يثير الكثير من الامتعاض

وبغض النظر عن اراء فرويد وأريك فروم وغيرهم من الباحثين في علم النفس والاجتماع والانثروبولوجيا ، فإن كثير من الاشخاص يؤمنون بالاحلام ايماناً قاطعاً . وتؤثر على حياتهم وسلوكهم وقراراتهم. وهنا يتبادر فوراً الى ذهن القارئ المجتمعات التقليدية. التي دائما ما تتعامل بجدية وخوف من الامور الغيبية والميتافيزيقية وغيرها.

وكنموذج يمكن لنا ان نسترشد بالمجتمع العراقي ، الذي يؤمن الكثير من افراده بالاحلام. وبما يرونه في احلامهم من احداث وصراعات او افعال او غيرها. وقد وجدت الكثير من التناقضات اللامبررة في تفسيراتهم للاحلام. فعلى سبيل المثال عندما يحلم شخصاً ما انه نجح في الامتحان، يُفسر الحلم من قبله او من قبل المفسرين بعكس ما حدث في الحلم نفسه. فيفسر على ان الطالب واقعا هو راسب او مكمل على اقل تقدير. واذا رأى احد الافراد في منامه انه يقتلع احد اسنانه معناه ان ثمة خبرا مؤسفاً سوف يبُشر به قريبا بموت احد افراد عائلته او اقربائه. وفي حالةٍ اخرى تثير الاستغراب، وهي محاولة للتخلص من الحلم او افساد ما سوف يقرره الحلم في الواقع الحقيقي. يعمد الكثير من الافراد الذين يحلمون بأحلام تشاؤمية تكون تفسيراتها تنبئ بموت احد افراد العائلة او الاقارب او الطلاق الى كتمان هذا الحلم ، وسرده في مكان نجس لكي يُفسِد ما جاء في الحلم، ويقطع عملية التنفيذ التي ممكن ان تحدث في وقت لاحق . المسألة تبدو وكأنها تراجيدية تارة و كوميدية تارة اخرى . غير ان الواقع العراقي يشير الى ايمان راسخ بهذه القضية . والايمان انما جاء بتعزيز ديني او ثقافي عام.

- الرمز والمعنى

يقال ان مفهوم الرمز هو ذلك الشئ الذي يرمز او يشير الى شئ آخر، و قطعاً فإن حياتنا العملية كلها رموز ابتداءاً من اللغة : الكلمات - الاحرف - الى الملابس وغيرها. فكل حياتنا هي عبارة عن رموز ثقافية يتفق على معناها افراد المجتمع. والرمز في الحلم يكون مطابقاً للرمز في حياتنا العملية - من الناحية الشكلية فقط -غير انه يختلفُ تماماً في دلالاتهِ الثقافية ومستوى وضوحه.

الرمز في الحلم كـــ السيارة مثلاً التي يراها النائم في حلمه تعني السفر او الحياة . فإذا كانت السيارة مثلا تسير الى الامام يفسر هذا الحلم على ان ثمة تقدماً في حياة الشخص الذي حلم بهذا الحلم. واذا كانت السيارة تسير الى الخلف فمعنى ذلك ان ثمة رجوعاً او تخلفاً او تلكؤاً في حياتهِ العملية. وهكذا فإن آلية تفسير الرموز في الحلم تتطابق من حيث الشكل مع الرموز في الحياة الواقعية غير انها تختلف في دلالاتها الثقافية.

تفسير الرموز في الاحلام وتفكيكها للحصول على معنى ما. يتبع في الغالب اصل ديني. معنى ذلك ان الفرد يعتمد على احدى التفاسير المختصة بتفسير الاحلام كتفسير ابن سيرين وتفسير الامام الصادق. غالباً يلجأ اهل طائفة معينة من المسلمين الى اتباع منهج ابن سيرين في تفسير احلامهم. وطائفة اخرى تتبع تفسير الامام الصادق. بعض المفسرين، يلجأون الى الخبرة في تفسير الحلم، وهو امر يقتضي اجتهاد شخصي مستند الى خبرة شخصية في هذا المجال.

المعنى الذي يمكن ان يحصل عليه الفرد، يؤثر على حياته او قرارته. والمعنى بهذا المجال يصدر من المفسر للحلم او من قبل الشخص الحالم نفسه. وقد يكون للرمز اكثر من دلالة ثقافية - اي اكثر من معنى. حسب الموقف والظروف التي يراها الشخص في الحلم، وهو الامر الذي يعطي مجالاً للاجتهاد الشخصي من قبل المُفسر. في الموقف الاسلامي من الحلم نجد تعزيزاً واضحاً بالايمان بالاحلام. فأحاديث نبوية وآيات قرآنية تدل على ذلك. بيد ان ثمة تمييزاً يضعه الاسلام بهذا الخصوص. وهو التمييز بين رؤية النبي واهل بيته، وبين الحلم الذي لا يشمل احداً منهم. فالشيطان لا يتمثل النبي في الحلم كما جاء نصاً عن لسانه. كذلك نجد تمييزا صارماً بين الحلم وبين الرؤيا. وهو تمييز غير مبرر من الناحية العلمية او النفسية . فالرؤيا بنظر الاسلام يراها الشخص في اوقات الفجر ، وحينما يكون على طهارة فقط، ولا اعرف الى الان كيف يمكن للفرد ان يعرف انه رأى حلما ام رؤيا لانه تماما لا يعرف الوقت الذي رأى فيه هذا الحلم بالضبط . وفي الحلم وفي الرؤيا ايضاً توجد سلسلة من الاحداث وتوجد رموز ووقائع. ويوجد تفسير لهذا الحلم. اذن من الناحية الشكلية والمضمون الحلم والرؤيا شئ واحد .

وفي النهاية اتساءل : هل ان الاحلام يمكن لها ان تخبرنا بما هو مستور لنا في المسقبل فعلا ؟ وهل تفسيرات الاحلام تستند على اساس علمي ام تقليدي ثقافي بحت ؟ وهل يمكن ان نجد لها آليه علمية لتفسيرها ؟ وهل ان تفسيرات الاحلام التي ينتجها الافراد هي تفسيرات ام تأويلات ؟ وايهما اصدق و اصح : التفسير ام التأويل ؟



#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان الكوني - المعنى والمفهوم
- البحث عن الحقيقة - الوهم المطلق
- ما حقيقة الإعلام المغُرض ؟
- لا جديد في الحكومة العراقية الجديدة !!!
- أزمة الفكر البشري - رؤية سوسيولوجية نقدية-
- آلام بائسة !!
- حنانُ ألام : حاجة نفسيّة لما بعد الطفولة -المجتمع العربي إنم ...
- أزمة الفكر
- إسهامات الأستاذة مارجريت ميد في الإنثروبولوجيا النفسية
- سيمفونية الصمت
- أسطورة العراق الجديد
- من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟
- ثرثرة رجلٌ يائس !
- التنمية البشرية.....مجرد وعود !!
- ما هي ألانثروبولوجيا ؟
- هلوسة الصباح
- الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟
- في ظل غياب الوعي الثقافي... هل نشهد عدم توزان أفكارنا ؟
- دوّرُ الوعَيّ الفِكري فيّ إرشاد الفرَدِ العِراقي
- عطر الغايب لـ جمعة الحلفي.... معالم لحركة تجديد في الشعر الش ...


المزيد.....




- مقتل 10 أشخاص في هجوم مسلحين على قرية علوية بريف حماة وفتح ت ...
- ماذا دار بأول اتصال بين ترامب والسيسي بعد إعلان مقترحه لنقل ...
- اجتماع عربي يرفض -تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم-، وإسرائيل تف ...
- النرويج تفرج عن سفينة يقودها طاقم روسي بعد الاشتباه بدورها ف ...
- السودان: مقتل العشرات في هجوم للدعم السريع على سوق بأم درمان ...
- من أصحاب الأحكام العالية.. من هو المصري الذي أفرجت عنه إسرائ ...
- بحرية الحرس الثوري الإيراني تكشف عن -مدينة صاروخية- جديدة
- راجمات الصواريخ تدك القوات الأوكرانية
- ترامب يقيل روهيت تشوبرا مدير مكتب الحماية المالية للمستهلك ا ...
- السفير الإيراني يوضح مستقبل العلاقات بين موسكو وطهران في عهد ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم حسن - الاحلام : الرمز والمعنى - 1