أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51















المزيد.....

عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 18:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الباحث : ما هي البرمجة العقلية يا عم ؟!!
المؤمن : انها الاساس العقلي الذي يسير عليه المؤمن في طريق الايمان .. وهي نوعان ..
1. البرمجة العقلية الالهية الرحمانية
2. البرمجة الشيطانية
وهما متعاكستان جداً ...
و الإنسان يسير دائماً وفق رؤيته العقلية .. ولا يستطيع الفرار من مساره الفكري .. فعليه أن يقوم بتنظيم هذا المسار العقلي تنظيماً صحيحاً .. اذ لا يمكن الفرار من قبضة المحتوى الفكري ...
الباحث : لم افهم ما تقصد بالبرمجة ؟!!
المؤمن : تنظيم الأفكار العقلية ...
الباحث : بخصوص الأديان والمذاهب يا عم ؟!!
المؤمن : لا .. لا .. لقد انتهينا من هذا في الخطوة الأولى .. اقصد في الأحداث اليومية .. في الاختبارات والامتحانات الالهية .. لأن الانسان سيتعرض لاختبارات الهيه لكي يستحق بجداره دخول طريق الايمان ...
الباحث : فما هي البرمجة الالهية يا عم ؟!!
المؤمن : في حدث ما مثلاً أخطأ شخص في حقك خطأ بالغ .. هنا يأتي دور البرمجة .. كيف تبرمج عقلك أن السبب في الخطأ يعود اليك .. ثم تبرئ ساحة ذلك الشخص ...
تختلي بنفسك برهة من الزمن .. ثم تركز في الموضوع وتحاول ايجاد الاعذار لذلك الشخص الذي اساء اليك .. تحاول عقلياً أن تجد له عذر ...
اظهار نفسك أمام نفسك أنك أنت المخطئ ...
الباحث : فاذا لم اجد له عذر ؟!!
المؤمن : عندها اجعل الموضوع الهياً .. فكر بذنوبك وانها هي السبب في العقوبة الإلهية .. قل لولا ذنوبي ما سلط الله ذلك الانسان عليّ .. وهكذا ترمي التهمة على نفسك .. فلا تحمل حقد على ذلك الشخص .. ولا تحاول الانتقام منه .. لأنك عقلياً برأت ساحته .. وقلت انا السبب فيما حدث ...
هذا مثال للبرمجة العقلية .. يمكنك تطبيقها في كل امور حياتك ...
الباحث : نعم فهمت يا عم ...
المؤمن : هناك البرمجة الشيطانية .. وهي أن ترمي السبب في اساءة الشخص اليك على ذلك الشخص .. وتزيد في اتهامه .. ثم تفكر بالخطط للانتقام منه .. وتشهر به امام الناس لكي يقفوا الى جانبك .. وهذا مثال للبرمجة الشيطانية ...
الباحث : فهمت يا عم ...
المؤمن : لا يجب أن تكون البرمجة الإلهية الرحمانية سريعة .. أعطي لنفسك الوقت في التفكير الصحيح .. فقد تستغرق في بعض الاحيان عدة أيام .. لا تهمل الموضوع .. المهم أن تكون النتيجة الهية رحمانية صالحة ...
تبدو هذه في البداية في غاية الصعوبة .. ولكن بالاستمرار عليها سوف تصبح عادة حسنة .. لأنك لن تقوم باي عمل بدون تفكير رحماني صحيح .. وبمرور الايام لن تخطئ أبداً ...
الباحث : أحسنت يا عم .. ولكن هل يمكن السير على طريق الايمان بدون هذه البرمجة العقلية ؟!!
المؤمن : مستحيل .. لأنه بدون البرمجة الرحمانية ستكون البرمجة شيطانية .. و قذرة .. وبمرور الوقت يصبح الإنسان شيطان حقيقي .. لأنه دائما يبرمج عقله على مصلحته الشخصية .. و أهوائه النفسية .. وعلى الشر .. ومثل هذا الإنسان لن يتمكن من السير على طريق الايمان .. هذا الموضوع في غاية الأهمية ...
الباحث : ما هي الخطوة الرابعة ؟
المؤمن : الخطوة الرابعة هي .. النظرة الالهية الخفية .. وهي أيضاً بالغة الأهمية ...
الباحث : ماهي النظرة الإلهية الخفية يا عم ؟!!
المؤمن : الله لا ينظر أبداً الى الأفعال الظاهرية للإنسان .. الله ينظر بدقة الى النوايا الداخلية ...
هناك امور يحتقرها الناس .. حتى المتدينون لا يعيرونها أي اهتمام .. يعتبرونها أمور تافهة .. هذه الأمور الصغيرة و الخفية يكون تركيز النظر الالهي عليها .. وهي التي ترفع الإنسان في الإيمان .. أو تهبط به الى أسفل سافلين ...
الباحث : لم أفهم يا عم ...
المؤمن : المتدينون دائماً يركزون على الأمور الكبيرة الظاهرية .. مثل الصلاة في الجامع .. أو الكنيسة .. أو المعبد .. و اقامة الولائم .. و نحر الذبائح .. و الخطب .. و التوجيه الديني .. و التصرف بأخلاق عالية أمام الناس .. و صياغة الكلام بأسلوب حسن و شرعي ...
ولكن هذه الأمور ليست هي مقصود الله من تكامل الانسان .. فهناك أمور خفية جداً لا يعلمها غير الله .. هذه الأمور الخفية التي لا يعلمها غير الله هي اساس التركيز الالهي .. لأن الرب ينظر اليها بدقة ...
الباحث : لم أفهم جيداً يا عم ...
المؤمن : مثلاً لو كان لديك شيئاً تريد ايصاله الى بيروت مثلاً .. و أنت محتار في كيفية ايصاله .. ثم جاءك صديق عزيز .. يروم السفر و السياحة .. و سألك قائلاً .. لا أدري هل أسافر الى بيروت أم الى القاهرة .. و أنت وبسرعة تجيبه .. لا السفر الى بيروت أجمل .. وكنت تقصد أن يوصل لك صديقك ذلك الشيء الى بيروت .. هذا أمر خفي جداً .. لا يعلمه الا الله .. هنا تأتي النظرة الإلهية الخفية .. لأن الله وحده فقط هو الذي يطلع على نيتك .. عندها سيهبط ايمانك بشدة ...
مثل هذه الأمور لا يعير لها الناس أي اهتمام .. ولكن وزنها ثقيل عند الله ...
الباحث : تقصد النوايا السرية التي لا يطلع عليها غير الله يا عم ؟!!
المؤمن : نعم يا بني .. إنها عند الله أهم من الصلاة والصيام وتقديم القرابين والذبائح ...
الباحث : نعم .. الآن فهمت يا عم ...
المؤمن : أمر آخر يا بني .. عندما يسهو الانسان في التفكير .. يسرح .. هذه الافكار التي تدور في رأسه الآن .. الله ينظر الى نوعية الأفكار في حالة التفكير والسرحان ...
العقل في حالة تفكير مستمر هنا وهناك .. و الناس لا يهتمون الى تلك الافكار .. و لكن التركيز الالهي على تلك الافكار ...
الباحث : لا يمكن يا عم .. الله لا يحاسب على الفكرة .. مجرد الفكرة .. إلا اذا مارسها الانسان في حياته ...
المؤمن : ممارسة الإنسان لأحداث حياته ملتصقة جداً بنوعية تلك الافكار .. تلك الأفكار الداخلية هي التي تحدد نوع سلوك الانسان .. لأنه أسير لها .. الله لا ينظر الى الأفعال الظاهرية .. لأنها ربما تكون نفاق .. ولكنه دائما ينظر الى المحتوى الداخلي .. الفكر الداخلي .. لأنه هو الاساس في ذات الانسان ...
الباحث : هذا صعب جداً يا عم .. فكيف لي أن اسيطر على فكري الداخلي ؟!!
المؤمن : لا يمكن السيطرة على الفكر الداخلي إلا بالبرمجة العقلية الإلهية .. البرمجة الصحيحة اذا مارسها الانسان و أدمن عليها سيكون الأمر أسهل ...
عليك أن تنتبه الى نوعية أفكارك الداخلية .. إنها أهم جداً من العبادات الظاهرية .. وعليها مدار طريق الايمان ...
الباحث : و الله يا عم الأمر صعب جدا ...
المؤمن : هذا هو الجهاد الحقيقي الأكبر .. الأكبر .. الأكبر .. كيف تسيطر على أفكارك الداخلية ...

نقلها لكم
محمد الحداد
25. 07. 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج50
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج49
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج48
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج47
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج46
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج45
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج44
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج43
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج42
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج41
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج40
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج39
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج38
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج37
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج36
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج35
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج34
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج33
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج32
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج31


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51