أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - نظام الحُكْم الكيميائي!















المزيد.....

نظام الحُكْم الكيميائي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 15:01
المحور: كتابات ساخرة
    


جواد البشيتي
..إلاَّ "الترسانة الكيميائية والبيولوجية"؛ فسورية ابْتَنَنْها، في السِّر والخفاء، وفي شِقِّ النفس، وبِعَرَق الجبين، وتحت قيادة الأسد الأب والابن، توصُّلاً إلى "التوازن الإستراتيجي" مع العدوِّ الإسرائيلي، النووي من رأسه حتى أخمص قدمه، ولردع هذا العدو عن استعمال ترسانته النووية ضدَّها، وضدَّ الأُمَّة العربية؛ فإذا شرع "معسكر الأعداء" يبدي القلق من وجودها فهذا إنَّما يَدُلُّ على أنَّ "النِّيَّة الشِّريرة" الكامنة في دعم "الجماعات والعصابات الإرهابية المسلَّحة" هي تجريد سورية والعرب من هذا السِّلاح (الفتَّاك الرَّادع) لمصلحة العدوِّ الإسرائيلي؛ فهل بقي لكم بعد ذلك من ذريعة تستذرعون بها لنصرة ما تسمُّونه "الثورة السورية"، وللاستمرار في نهج العداء للقيادة السورية؟!
في العراق، عراق صدَّام حسين، وعلى سبيل التذكير، إنْ نَفَعَت الذكرى، استذرعوا بترسانته من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، والتي ثَبُت وتأكَّد؛ لكن بعد "خراب البصرة"، أنْ لا وجود لها، لغزوه واحتلاله وتدميره؛ أمَّا في سورية، "القلعة القومية المقاوِمة الأخيرة للأمَّة"، فيستذرعون بما يُسمُّونه "القمع الوحشي" لـ "الثورة السورية" من قِبَل نظام حكم بشار الأسد، للقضاء على "ترسانتها الكيميائية والبيولوجية"، أو لتجريدها منها، فَتَنْعُم إسرائيل النووية، من ثمَّ، بمزيد من الأمن والأمان؛ ولقد حَصْحَص الحقُّ والحقيقة الآن؛ فـ "المؤامرة (على سورية)" اتَّضَحت وبانت وانكشفت مآربها وأهدافها؛ فهل يرضيكم أنْ يتمخَّض "الربيع العربي"، في سورية، عن تجريدها من هذه "القوَّة"، ومن "رباط الخيل" الذي توفَّرت قيادتها على إعداده للعدوِّ الإسرائيلي، إرهاباً له وتخويفاً وردعاً؟!
تنبَّهوا واستفيقوا أيُّها العرب؛ فهذا هو "أُمُّ أهدافهم"، والذي إليه يَسْعون متسربلين بالانتصار للشعب السوري، ولثورته، ولحقوقه ومطالبه الديمقراطية، ولرغبته في الإصلاح؛ فكُفُّوا عن تزويد "الجماعات والعصابات الإرهابية" بالمال والسلاح ووسائل الاتِّصال إذا ما أردتم لـ "الترسانة الكيميائية والبيولوجية السورية" طول البقاء، والإبقاء على شيء من "التوازن الإستراتيجي" مع العدو النووي الإسرائيلي؛ ولا تُصدِّقوا زَعْمهم أنَّ الرئيس بشار الأسد يمكن أنْ يستعمل هذه "الترسانة (المخيفة المرعبة)" ضد أبناء شعبه؛ فها هو أحد ألسنته يُعْلِن، أو يقسم، على الملأ أنَّ هذه "الترسانة" لن تُسْتَعْمَل أبداً، ومهما كانت الظُّروف، في النِّزاع الدَّاخلي السوري، أيْ في النزاع بين "أبناء الأُسْرَة الواحدة"؛ لكنَّ سورية ستستعملها، ولن تتوانى عن استعمالها، إذا ما تعرَّضت لـ "اعتداء (عسكري) خارجي"؛ فإنَّ هذا الاستعمال يستمدُّ شرعيته من "حقَّها (المشروع) في الدِّفاع عن النَّفس".
ومع ذلك، هناك احتمال (أحْسَن ذلك اللسان إذ نبَّه العالم إليه) أنْ يَعْمَد "إرهابيون" إلى تفجير لغم كيميائي أو بيولوجي في منطقة سورية مأهولة ما، لعلَّهم يفلحون في إلصاق التُّهمة (أيْ تهمة ارتكاب هذه الجريمة) بنظام الحكم السوري؛ وإنِّي لأحسبه مُحْقَّاً وصادقاً في هذا "التَّنبيه (أو التحذير)"؛ كيف لا وقد ثَبُتَ وتأكَّد أنَّ هذه الجماعات نفسها (لا نظام حكم بشار) هي التي ترتكب الجرائم في حقِّ المدنيين الأبرياء؛ وهي التي ارتكبت مجزرتي "الحولة" و"التريمسة"، غير متورِّعةٍ عن اتِّهام نظام الحكم السوري بارتكابهما، وهو الذي ثَبُتَت وتأكَّدت براءته إذ نفى ارتكابه لهمما؛ فَلْيَتوقَّع المدنيون السوريون انفجار لغم كيميائي أو بيولوجي فيهم، وليَتَذكَّروا، في الوقت نفسه، أنَّ نظام الحكم السوري قد نبَّه وحذَّر ودقَّ ناقوس الخطر!
وعلى "المعتدين الخارجيين"، أيْ الذين قد تُسوِّل لهم أنفسهم شنَّ اعتداء عسكري على سورية، أنْ يتذكَّروا "التحذير"، أو "الإنذار"، السوري؛ فنظام الحكم السوري لن يتردَّد في استعمال ترسانته من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية (والتي هي كالقرش الأبيض ادَّخره ليومه الأسود) ردَّاً على اعتدائهم؛ لكن سؤاليِّ "كيف؟"، و"أين؟"، هما ما يُقْلِقان تفكير الشعب السوري؛ فنظام الحكم هذا يمكن أنْ يردَّ لـ "المعتدين الخارجيين" الصَّاع صاعين من طريق استعماله أسلحته الكيميائية والبيولوجية ضدَّ "أعوانهم في الدَّاخل"، أيْ ضدَّ "الجماعات والعصابات الإرهابية المسلَّحة" التي تتحصَّن في داخل مُدُن وقرى سورية؛ وليس بذي أهمية في الحسابات الإستراتيجية لحرَّاس "الأمن القومي السوري" أنْ تَفْتِك تلك الأسلحة بالمئات والآلاف من المدنيين السوريين الأبرياء؛ فهو سيحتسبهم شهداء عند الله؛ لأنْ لا سبيل إلى ضَرْب "المعتدين الخارجيين" من طريق ضَرْب "أعوانهم في الدَّاخل"، إلاَّ بإبادة "الرهائن أنفسهم"، أيْ السُّكان الذين يتِّخِذ منهم "الإرهابيون" دروعاً بشرية؛ فَلْيَكُن للضحايا في هذا القول تعليلٌ واعتذارٌ!
أمَّا ذوو "النِّيَّات السيئة" الذين يتساءلون عن "السِّرِّ" الكامن في اعتراف نظام الحكم السوري الآن بامتلاكه "ترسانة كيميائية وبيولوجية" فإنَّ عليهم أنْ يَعْلَموا أنَّ سورية الآن، والآن فحسب، تتعرَّض، أو قد تتعرَّض، لـ "اعتداء (عسكري) خارجي"؛ فهي مِنْ قَبْل لم تكن عُرْضة لمثل هذا الاعتداء؛ والدليل على ذلك أنَّ استمرار احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية ليس مِنْ جِنْس "الاعتداءات الخارجية" التي يُحذِّر نظام حكم بشار من مغبَّة تَعَرُّض بلاده لها؛ فلو كان استمرار ذلك الاحتلال "اعتداءً خارجياً" على سورية لَمَا تورَّعت عن الرَّدِّ عليه بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية، ولسَنَحَت لها الفرصة لِتُري إسرائيل أي نوع من الرِّجال أولئك الممسكين بـ "الترسانة الكيميائية والبيولوجية" السورية؛ وَلْتَجْرؤ إسرائيل المستمرة في احتلالها للجولان، بعد هذا التحذير، أنْ تعتدي على سورية؛ فلو اعتدت لأرْسَلْنا على "أعوانها في الدَّاخل"، وعلى "دروعهم البشرية"، طيراً أبابيل، ترميهم بقنابل كيميائية وبيولوجية؛ لعلَّ "المعتدي الخارجي" يرتَدِع!
وربَّما يَدْخُل نظام الحكم السوري التاريخ بصفة كونه أوَّل من شَرَحَ، واحْسَن شَرْح، معنى مقولة "السلاح الكيميائي (والبيولوجي) هو قنبلة الفقراء النووية"، إذ استعمله ضدَّ الفقراء من أبناء شعبه؛ فـ "الفقراء" ليسوا "الدول"، وإنَّما "الشعوب"؛ والدليل الآخر على ذلك هو دولة كوريا الشمالية التي على فقرها تملك "قنبلة الأغنياء" وهي "القنبلة النووية".
وأحسبُ أنَّ نظام الحكم السوري، وعملاً بمبدأ "الضرورات تبيح المحظورات"، لن يقيم وزناً لفتوى الإمام خامنئي التي حرَّم فيها صُنْع واقتناء واستعمال "القنبلة النووية"، وغيرها من أسلحة الإبادة الشاملة؛ فـ "الخمر" الذي لعن الله شاربه وصانعه وناقله يمكن أنْ تُحلِّله "ضرورة ما"؛ ولن يكون السلاح الكيميائي أو البيولوجي، وإذا ما استُعْمِل ضد "أعوان الأعداء الخارجيين في الدَّاخِل"، وضدَّ "دروعهم البشرية"، بأكثر تحريماً من هذا "الحامِض الخبيث"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!
- قَوْلٌ عظيم لرَجُلٍ عظيم!
- هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - نظام الحُكْم الكيميائي!