عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 09:01
المحور:
الادب والفن
مدمن
أرتفعت درجة حرارة جسمه على حين غرّة، يزرق اِبر المخدرات في الوريد بنفسه. يكرع كأس الشراب ذي نسبة ال10% كحول بسرعة لم يألفها سابقا.على جلده أنواع الوشم كأنّه جدار خطّ عليه العابثون كلاما لا يقصدونه.
تأتي به ليلا سيارة الأسعاف الى ردهة الطوارئ في المستشفى الحكومي. لم يكن أحد يدري لماذا ظلّ يهذي ذاكرا أسم "جولي". بعد ساعة من الزمن قرأتُ في تقرير الشرطة أن المدمن "جون" يعيش وحيدا في شقة نائية، لم يجدوا فيها سوى قطة بيضاء ضامرة ظلّت تلتهم كلّ ما تجده في طريقها.
وصية
مريضة في ردهة العظام والكسور. بلغت من العمر عتيا. كانت قد سقطت أرضا قبل أيام بعد أن فقدت السيطرة على قدميها. كُسِر عندها عظم الحوض، ولا أحد ينوي أجراء عملية لأصلاح الكسر. المريضة نائمة طيلة ساعات اليوم، والزمن يمضي. الأقرباء كثيرون، ومحامي العائلة ينتظر على الباب حاملا أوراق وصيتها، ووثيقة التأمين على الحياة.
ذهول
جالسا على كرسي متحرك، ظلّ السيد جون ديفز غارقا في حالة ذهول لا أظن أن أحدا يعرف سببها. كنت متفائلا بأنه سيخرج من المستشفى معافى بعد أيام. جلبت أخته "جوانا" سلّة ورد. وضعتها قرب رأسه نهارا وتركتْ الغرفة مسرعة. علمتُ بعد ذلك أن جوانا قد همست في أذنه وأنه منذ تلك اللحظة ظلّت عيناه ساكنة دون حراك، في حين راحت أصابعه تداعب مجموعة صور شخصية له بزيّه العسكري القاتم اللون.
الوطواط
عندما مدّد الوطواط الأسود الكريه جناحيه الأصطناعيتين، لعلعت فوهات البنادق، واشتعلت الصالة بالصراخ.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟