أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - ..!تنفيس مسؤول














المزيد.....

..!تنفيس مسؤول


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1109 - 2005 / 2 / 14 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


عندما بلغت حرارة ابننا المريض ( 42 ) درجة, وبعد أن باءت بالفشل مساعي الكمّادات الباردة وكل خافضات الحرارة التي تحتويها صيدلية البيت, ولْولتْ زوجتي وأقسمت يميناً أنها لن تبقى دقيقة واحدة في البيت.. وأنها ستقوم بنفسها بإسعاف الولد في هذا الوقت المتأخر من الليل. ما لم تدقّ فيّ النخوة وأتلحْلح وأنقله إلى مشفى خاص! فهو وحيدنا ومن العار أن يُخطف من بين أيدينا ونحن نتفرَّج عليه.
طبيعي أن أتعاطف مع مشاعرها ولهفتها, وأقدّر أمومتها التي تحققت بعد علاج طويل؛ ولكن كلمة ( مشفى خاص ) ترعبني! فأحوالنا المادية لا تسمح أبداً.
وأمام إلحاحها وبكائها وتهديدها، قمتُ وملأتُ جيبي بما تبقَى من القرض الذي سحبته من مصرف التسليف الشعبي, والبالغ فقط خمسة آلاف ليرة. كنا نحتفظ به لشراء طقم كنبايات مستعمل, والذي مازلنا نحلم به منذ أكثر من عشر سنوات.
كانت الساعة حوالي الواحدة بعد منتصف الليل, عندما وصلنا إلى أقرب مشفى خاص من بيتنا. وفور نزولي من السيارة، تجمَّدتُ في مكاني لدى رؤيتي عدداً كبيراً من السيارات السوداء الحديثة. وعدداً أكبر من عناصر أمنية تطوَّق المكان!!؟!!
توجَّست من الاقتراب إلى المدخل. وأحسست أنَّ ولدي هو الذي يسعفني وليس العكس! ولكن توجَّعاته وتأوَّهاته حسمت الموقف, فقررت الدخول.
عند وصولي إلى مكتب الاستعلامات، هبَّت الموظفة مستنفرةً واقفةً تستوضح مني بكلمات سريعة متلاحقة عن حالة ابني وفيما إذا كان من الممكن تأجيل دخوله إلى اليوم التالي. فالوضع في المشفى حساس جداً!
الفضول الذي انتابني حينها لا يقدَّر بحجم!.. ( ماذا يجري؟! ما سرَّ هذا الاستنفار وهذا الحشد من المرافقين الأمنيين؟! تُرى، هل نحن بحالة حرب وأنا آخر من يعلم؟!! )
اقتربت من الموظفة أكثر، وبتهذيب جمَّ سألتها:
* عذرًا أيتها الآنسة! أهنئك على قدراتك الخلاَقة باستقبال المراجعين وتحمَّلك غلظتهم وفظاظة أكثرهم وأرجو ألاَ يزعجك سؤالي الذي يشغلني ويعذَبني منذ وصولي إلى هنا.. تُرى، ماذا يجري في هذا الليل بالمشفى؟!!
** ( هامسةً بعد أن التفتت إلى اليمين و الشمال ) أحد كبار المسؤولين في هذا البلد ( ودقََت بسبّابتها على الطاولة مشيرةً إلى أنه هنا )!!
* ( هامساً أيضاً وبحذر ) خير إنشاء الله؟!!!
** ( التفتت إلى كافة الجهات وقالت ): لقد علمنا بأنه كان في سهرة مع مجموعة من أصدقائه بالحفلة الأسبوعية التي يقيمها عادةً في مزرعته. وفي منتصف السهرة، أحسَّ ببعض المغص في بطنه، فأخرج رياحاً كثيرة من...! وكانت لها رائحة كريهة إلى حدَّ ما كما قيل.. مما أغاظ زوجته وسبَّب لها بعض الاشمئزاز والقرف. ووبّخته على استهتاره بصحته. فجاء إلى هنا ليجري كل الاختبارات الهضمية اللازمة لمعرفة سبب تلك الرياح وتلك الروائح..!!
* (بأسى بالغ قلت لها:) يا حرام!! الله يشفيه وينجّيه.. طبعاً يا آنستي! يمكننا تأجيل دخول ابننا الوحيد إلى مشفاكم... فمهما كانت حالتنا سيئة، فهي نقطة ببحر حالة مولانا المسؤول!
فقد يزعجه صوت بكاء ولدنا, لاسيّما وأنه يعاني من نوبات صداع لا يملك المقدرة على كبت ما يرافقها من مشاعر التعبير عنها بالصراخ أحياناً.. لذلك من الأفضل البحث عن مشفى آخر..
شكراً جزيلاً أيتها الآنسة الجميلة يا ملاك الرحمة فعلاً.
ثم توجهت بسرعة إلى المشفى الوطني الحكومي..



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفحل
- تدشين
- عتاب رفاقي
- حرائق وغنائم
- ليلة رأس السنة
- !...سيناريو
- شكراً سيادة الرئيس
- تحرّي وانتقام
- - ... وإلاّ ! -
- مداخلة
- أمسية ...
- الموافقة الأمنية
- تحت التصرّف
- إعلانات
- شرشحة مدير عام
- دعوة للجنون
- !سبحان مغيّر الأحوال
- وصايا ...
- صدّق أو لا تصدّق
- حدث في جزر الواه الواه ...


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - ..!تنفيس مسؤول