مجيد القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 09:19
المحور:
الادب والفن
بعيداً عن السرب
حينما فاجَئنا البرد ُحزنا ولم نغضب على الآتي...
تلك العواصف قد ألفناها...
.تأني عن الإقلاع قليلا ...
ما لك تهربين عن السرب بعيدا...
ترحلين عن الود ...وتنشدين الغبار
لعاصفة أضلت الطريق فباغتتنا في المسير
لا جديد في اللحن لديك لنصرتنا...
سوى النوح والنشيد...
إنها لعبة الأيام حين يرتعد الزمن وتذبل المواسم
طائرةً لمحتك من بعيد...
ريشة متأرجحة
عارية تلك الأشجار
الدفْ فارق النخيل...وأنت تقبعين تائهةً
بين المسارات وأجنحة الظلام...
حائرةً رأيتك...
بين صمت مفرطٍ ورغبةٍ في الكلام
موصدة أبواب جنتك
أحلام الليل نائمة
لا سبيل إلى الرحيل...
السكة راقدة تحت الثلج...
القطارات تصفر من بعيد...
تفزع الأضواء وأرصفة السفر
طوقك ما عاد جميلاً...
ثمة فرق بين ماء وحجر
كيف تجمع الأشياء جزافا ويساوى بين عمدٍ وقدر
في السهل طعام يشبع كل حوصلةٍ
حين تأكلين ينحسر الخطر...
حذار من الكهوف المظلمة بين آفاق الحجر
رفقاً بالمناقير إن سمحتِ...
بأجنحة الصغار...
"رب أكلةٍ منعت سواها
لا تعتبي...لا تغضبي...
أنه صندوق خشبي يتدلى...
يتأرجح يوماً فوق أكتاف الوداع
لا تخافي...
لا تكشفي للسلطان عورة
إنها بضع دموع وتراتيلَ وآهاتِ اشتياق
باقة وردٍ لا ضمانة في أصالتها
عودي إلى السرب إن كنت راغبة...
دعي ما فات وضاع...
إنه حلم رمادي...
اكتبي أخر رحلة عن السواد
عن بابل وما حل بها...
تفيئي بظلال الأساطير قليلاً
ففي الري ما يجذب الطير والدواب
تقربي من الأهوار والهضاب...
من الأعشاش الفارغة ...
من ناصية الميزان إن كنت عادلة
فما كل صخر بمظلوم ولا كل سهل بمذنب
كعادتها تشكي العقارب محنتها وتلدغ حين تنفرد
لا تقربي الأصنام أن كنت جائعة
ففي الحقل زاد أجود...
د. مجيد القيسي
برلين: 24 / تموز/ 2012
#مجيد_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟