نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 20:21
المحور:
كتابات ساخرة
أليس من حقنا ان نشك بكل تاريخنا العربي ؟ الم يكتبوا التاريخ لأنفسهم؟ مَن الذي سيعترف بتاريخنا إذا كان الحاضر يُكتب ( بالمقلوب ) ؟ فكيف سيكون الماضي إذاً ؟.....
هذا العنوان سيكون محور حلقتنا لهذا اليوم في برنامجكم المثير للجدل ( شاهداً على العصر ).
لا أعلم من اين ابدأ ؟ انه فعلاً موضوع مثير للجدل والسخرية ومهين في نفس الوقت.
من الأفضل أن نبدأ بضيفي الكريم ( رفاع الحمل وشيال الثقل ) السيد ( سقراطيزو ) الخبير والأستراتيجي الكبير في الشؤون الدولية والقارية والمتخصص في توريث الجينات الداينصورية
البرية والبرمائية وصاحب نظرية ( اكذب ومن ثم اكذب ( لتوكَف ) حتى يصدقوك الناس ).
سيدي الكذاب : أليس من حق كل مواطن عربي ان يشك بكل ما قرأه وسمعه عن تاريخنا العربي
وخاصة بعد ما نشاهده الآن ؟ إذا كان التاريخ الحديث يُضرب ( بالنعل ) بهذا الشكل فبماذا سيُضرب الماضي؟ تفضل سيدي الكذاب :
شكراً يا اخت على هذه المقدمة الأكثر ( كالعادة ) من الرائعة، وبما إنك لقبتني بأسمي الحقيقي
( الكذاب ) فسأقول الحقيقة. فعلاً سؤالك في محله ، وهو من أهم الأسئلة التي تطرح نفسها على الساحة ( بين الثوار والثيران ) ، طبعاً كما تفضلت من حق اي مواطن ( إذا بقى حيّ ) عربي كان او اسلامي او مسيحي أو حتى يهودي ان يسأل نفسه هكذا سؤال، وخاصة بعد ما رأينا كيف كانت ( الشحاطات والأحذية الباتية ) اسرع من صواريخ ( توماكروسهوك ) على رأس تاريخنا الحديث..... شكراً لك ضيفي الكريم على هذه الأيضاحات. ( شنو هاي جانت بعدني ما كاعد )؟
نعم ضيفي العزيز وقت البرنامج قصير ومحدود جداً لهذا نعتذر منك، في مناسبة اخرى .
جايبيني من بُعد الف كيلومتر ( حتى يْكولولي وقت البرنامج قصير )؟؟..
اعزائي: سنترك ضيفنا ( المنافق ) لأنه ( راح يوجع رأسنا ) وسوف يتفلسف علينا من جديد ومثل كل مرة، وراح يكذب ومن ثم يكذب و يكذب حتى يُصدق نفسه بأنه فعلاً ( خطير ).
سنناقش الموضوع مباشرة معك اخي القارىء، ( لا خبير ولا بطيخ ).
ولنسأل السؤال التالي : إذا كانوا الرؤساء العرب ( حفظهم الله وأطال عمرهم ) ( شوّكت راح نُترك هذه العادة القديمة ) استمروا في مقاعدهم الدراسية لفترات طويلة اخرى ولم تحدث هذه الهزات الأرضية وهذه التسوناميات البحرية وكانت قد انتقلت هذه المقاعد الدراسية الى اولادهم ومنهم الى احفادهم لعقود طويلة كيف كان سيُكتب التاريخ ؟ وماذا كان سيقرأ أحفادنا عن الصداميات والكَذافيات والحسنيات وغيرهُنّ؟. فَكرْ ومن ثم فَكرْ بهدوووء.
سنعود بعد فاصل دعائي قصير..... لا: ليش راح نذهب للفاصل الدعائي ( الدعاية حرام )
وبعدين الدعاية هي أيضاً كلها مغرضة وكاذبة ( عربية وعندك الدفع ).
إذاً لنبدأ بدون دعاية ( هو احنا ناقصين دعاية ) اكثر من الدعاية التي نحن فيها ؟.
بالمناسبة ( كل الدعايات العالمية غالية الثمن إلا العربية مجانية ).
ليس من حق أي انسان عربي أن يتمجد بعد الآن بتاريخ امتنا العظيمة؟.
لم تكن لدينا لا امة ولا تاريخ مجيد ولا جرجيس حميد.
فإذا كان في هذا العصر الحديث والمتطور في مجال النقل والتسجيل ( صورة وصوت )
زمن الفيسبوك واليوتوب والتويتر( آخ لو واحد يشرحلي شنو معنى التويتر )؟ وكل الوسائل المتطورة في كل غرفة وزاوية ومع ذلك يُكتب التاريخ بهذا الشكل القبيح فكيف كان يُكتب في الماضي؟ عندما لم يكن هناك ( الفسيوتيتي )، لا صحافة، لا صور، لا اعلام، لا قنوات منحازة، لا مراسلين مخطوفين، ولا الخلوي، كيف كان التارخ يُكتب عندما كان شيخ العشيرة هوالاله؟
عندما كان شيخ القبيلة هو الرب؟ عندما كان قائد الحضيرة هو التاريخ ؟؟؟.
سوف لا نذكر امثلة او احداث معينة هنا احتراماً للمواطن الذي لا زالت هذه الأحداث وهذه الأسماء والبانورامات ماجدة وخالدة في رأسه، ( اسماء نسائية كثيرة في التاريخ ) ؟؟..
( لقد حشوها ولغموها بالقندرة في رؤسنا ) .
سنترك بعد هذه الكلمة الموضوع للمواطن ( الملغوم ) نفسه ليفكر بهدووووء تام .
وليحاول ان يتنفس رويداً رويداً من رأسه الى ان يتم تنفيس هذا الرأس الملغوم بالاحداث التاريخية. اخي القارىء : الشغلة سهلة ( لَدوّخ نفسك ) ولا تحتاج عمق وتاريخ جديد ولا تعقيد معقد ولا خبير اشتراكي ، فارضينا بأن احد اولاد رئيس عربي مثل (عدي ) استلم الكرسي من والده وورثه هو بدوره الى شقيقه او أحد من أولاده وهكذا، كم كانت تطول فترة الحكم هذه؟
فكيف كان سيُكتب تاريخهم ؟ وماذا كان سيقرأ الأطفال في المدارس بعد مائتي عام ؟؟.
وهكذا سيف الأسلام ابن الكَذافي وجمال ابن الحسني ونانسي بنت الوسني وهيفا بنت الفهدي ولبنى بنت اللأسدي. ( لعد منو قتل نزار القباني غير هذه الأسماء الحلوة )؟.
إذا كنا في عصر التدوين لكلمة كلمة وحرف حرف ومع ذلك عندما حلت ساعة ( الصرخة )
ضد تاريخنا الآني كان المواطن العربي اسرع من طائرات الناتو لتدمير والصعود بالأحذية على رأس هذا التاريخ . فكيف كان الوضع عندما كان الشاعر يتغنى ( تحت خيمة ملغومة بالسيوف والخناجر ) لشيخ القبيلة او العشيرة ؟ مَن كان يكتب التاريخ او يدونه غير قصائد هذا الشاعر
( يمكن جان لوكي )؟؟من كان يستطيع ان يكتب او ينقل غير ما غناه هذا الشاعر( يمكن جان لوكي )؟. الم يتغنى آلاف الشعراء وغيرهم وفي هذا الوقت لشيوخنا الأماجد ؟ الم تسجّل هذه القصائد والأغاني بأسماء السعادة والجلالة ؟ ( اسألوا احمد جيجان هو يعرف أكثر مني )!
الم يكن تاريخنا وتاريخ امتنا العظيمة مبنياً على هذه القصائد والأغاني المجيدة ؟
الم يكن الشاعر( يمكن جان لوكي ) هو كاتب تاريخنا ؟.
ولتسهيل الموضوع اكثر: لنفرض دخل شاعر ( نفس الشاعر ) الى خيمة كبيرة وجالس في الصدر( الشيخ ) شاربه اطول من سيوفه وجالس في البطن اخوته واولاد العمومة وطلبوا من نفس الشاعر ان يتغنى لهم فبماذا سيتغنى هذا الشاعر ( نفس الشاعر) ؟. بدون تعليق .
الم تُسجل كل معاركنا وانتصاراتنا وهزائمنا وحتى القابنا بهذه الطريقة ؟.
اننا نعلم ان كل حكوماتنا كانت خلافية او انقلابية ، اي وراثية او خيانية ولم تكن هناك يوماً
انتخابات لا قبلية ولا برلمانية ، فإذا كانت وراثية كانت تمجّد الفترة ما قبل الوراثة وما بعدها ،
وإذا كانت انقلابية كانت تمحو كل الفترة ما قبل وبعد الأنقلاب. لا بل اكثر من ذلك كانوا يُحطموا ويهدموا حتى الآثار الحجرية والحفرية الباقية للسلف السابق حتى لا يبقى أي تاريخ او اثر يشهد للفترة التي سبقت.( طبعاً كان من الصعب ان يعرفوا بانهم سيحتاجون الى هذه الحفر).
وهكذا على التوالي كل فترة كان التاريخ يُكتب على مزاج واهواء شيخ القبيلة او العشيرة
( لا اكثر ولا أقل ).
اننا هنا نتكلم ما قبل خمسمائة او الف عام. ( بس ليش راح نروح بعيد ) ؟
لنقترب اكثر واكثر ونعطي لكل مواطن عربي لا يروق له هذا الكلام مثالاً حياً وسنترك الحُكم لنفس المواطن. لو كان الكَذافي ( رحمة الله عليه ) إنتصر على الشعب الليبي واخمد الأنتفاضة ( عن بكرة ابيها وامها ) الم تكن كل القنوات والأذاعات الرسمية والأجنبية الليبية والأفريقية الآن مشغولة لإيجاد افضل وسيلة لتسجيل اغنية ( زنكَة زنكَة ) بإسم القائد التاريخي الزنكَني ؟.
الم تكن الآن كل الجماهير الليبية ترقص ليلاً ونهاراً على انغام زنكَة زنكَة؟ او لو انتصر بشار الاسد راعي وحامي البوابة ( الوهمية ) على شعبه ماذا سيكتب التاريخ السوري عنه ؟؟
هكذا هو وكان تاريخنا بالضبط.( لا اكثر ولا اقل ).
ومن هنا وحتى لا يأخذني الحماس اكثر واقوم بتسجيل اغنية بأسمي انا ايضا واغنيها لنفسي
ساطلب من كل مختص ( بشرط ان لا يجلس مع نفس الشاعر ) ولا يحب الشعر ان يقوم ببذل جهد كبير لرسم خارطة ( الطريق ) طريق التاريخ الجديد والقديم في نفس الوقت .
على الأقل حتى نعرف مَن نحن ؟
يمكن اكون فروعوني او فارسي منو يعرف ؟
يمكن راح نحتاج لنفس الشاعر ؟.
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟