أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - صرخات أنثى غزية














المزيد.....

صرخات أنثى غزية


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 09:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



القصة هي نتيجة زواج مبكر لامرأةٍ غير متعلمةٍ ، تربي أبنائها كما ربتها أمها ، ولكن دون كره للأطفال الذين أنجبتهم من زواج مبكر!!

وتشرح لي حالتها بأسفٍ وحزنٍ شديدين : لا أدري لم توقفت عن الابتسام ، وعن الضحك .. ما زلت أشعر أنها تؤلمني كل تلك الذكريات الكئيبة ، في طفولتي لم أجد شيئاً يمنعني عن الحب ، ولكن مُنعت أن أمتلك قرارت حياتي ، ودخلت في قسوة الحياة ، ومرارتها ، وتمرغت فيها .. وكأني أشبه بامرأةٍ تندب أمواتها.. كنت أندب موتي بكل ثانيةٍ ، وبكل لحظة.. صفعات والدي ، صراخ أمي ، وكل ما نعتوني به ، ومعاملة أختي الأكبر مني ، كانت أكثر واحدة تنتقدني في الفترة الأخيرة ، وكانت تؤلمني بكل الطرق , دائماً تساند أمي وتدعمها ضدي .. ما زلت أكره حقيقة أن أمي تزوجت زواجاً مبكراً.. ومازلت أكره أني أتيت إلى هذه الحياة وأنا صغيرة..
وما عدت صغيرة.. و لكنهم هنا لا يرون أني كبيرة بأي شئٍ ، سوى بالألم !!


كيف يبدأ العنف الأسري، ونعتقد جميعنا بأننا مجتمعات لا تعاني من العنف ؟؟!

تتابع حديثها : نعتتني أمي في احدى المرات بالشيطانة ، ولم أعلم ماذا أقول لها ؟؟ صُدمت أنها أمي وأنني ابنتها !! كنت الأقوى لأني لم أرد أن أصدق أنها أمي ، وبأنها شخص يمت لي بصلةٍ.. كنت الأكثر ألماً لأن أحداً لم يرد أن يشاطرني هذه الآلام !!
وتقول لي بحسرةٍ وألم : تحدثت كثيراً عن هذا الألم ، الذي يعتصرني مند الصغر ولكنني للآن لم أجد من يستطيع أن ينقذني .. ثم أجلس ساعات وأتساءل – بغضبٍ - هل يهم إن كان هناك من سينقذني اذا كانوا أهلي هم من فعلوا ذلك بي؟؟
أصبحت حياتي مشقة بكلِ شئٍ ، و لم أتخصص بالكلية التي أريدها.. والدتي لا تعتقد أن الأنثى يناسبها أي عمل غير التدريس ، ورغم أنها تعلم عن معاناة أخواتها ممن عملن بالتدريس ، إلا أن ذلك لم يغنها عن أن تكون استبدادية ، وتهددني بعدم دفع تكاليف دراستي الجامعية اذا لم ألتزم بخيارها ، وبأنها ستبقيني محبوسة في المنزل ؛ لأخدمها ، وأخدم من في المنزل ، وكأنني عمالة رخيصة (!!) ..
ومن وجهة نظرهم هل تصلح المرأة لغير ذلك ؟؟ حتى و إن كانت ممن يحملن الشهادات الجامعية ، ولديها القدرة على أن تثبت نفسها في مجتمعها كعضوٍ فعالٍ ، وليس كفردٍ سلبيٍ ، يأخد ما يعطونه ، وليس ما يطالب به !!


هل تستطيع المرأة في مجتمعنا أن ترفض العنف الأسري ، وأن تطالب بحقوقها ؟؟

وتردد ، وهي تسخر من حالتها البائسة : ما يضحكني دائماً عنما أستمع إلى قصصهم ، أو عندما يستمعون إلى قصتي – حسب روايتهم – هو أنهم يُكونون لديهم نفس ردة الفعل .. وكلهم بصوتٍ واحدٍ يمثلون أنهم يقدمون النصيحة ، ويقولون : " اذا لم تكوني تريدين ما نريده لك ، اذن يجب أن تعاني" (!!) . وأن تعاني يشمل الاهانة ، والعنف المعنوي والجسدي .. وهذا تماماً ما حصل معي ، وفي مجتمعي الغزي الضيق الأفق ، عندما طالبت بحقي ، بعيداً عن وجهة نظر مختار العائلة ، أو الأعمام ، أو ذكور الأسرة ..
وتعبر لي عن سخطها من هذا المجتمع : ظلت الكلمات واقفة في وجوههم ، لا تستطيع امرأة غزية أن ترفض العنف الأسري ؛ لتجد من يساعدها ويحميها ، لأنه يبدو أن من هم " مسئولون عن حماية المجتمع أو الشعب " ، هم نفسهم من يمارسونه ل ( العنف ) ، و بكل عين وقحة.. وبكل فخرٍ ، وكأنهم ينتظرون أن يحصلوا على جائزة .. عنوان الجائزة " أليس هو هذا الرجل في مجتمعنا الذكوري المتخلف"!!


المرأة ناقصة عقل ودين .. أهذا فقط ما يفهمونه ويتعلمونه من تعاليم دينهم :" الاسلام - الذي كرم المرأة - " ؟؟

وتجيبني - وفي عينيها تخبئ بقية الأسئلة - : غريب كيف ينادوننا بأن ننهض بمجتمعاتنا - بخطبهم الدينية - ونحن لا نملك أدني حقوق كمواطناتٍ كريماتٍ.. المرأة في مجتمعاتنا العربية ما هي إلا وعاء لانجابِ الأطفال ( في عائلات قبلية ، لا تقبل أن تسمي الطفل إلا باسم عائلة الوالد ) ، و لا يوجد في وطننا العربي أي احصائيات دقيقة عن العنف الأسري ، الذي تعاني منه المرأة !!
هي – بالنسبة لهم – مجرد وعاء للانجاب ، وبالواقع فإن ذلك ليس لأنها أقل انسانية ، بل لأنهم منعوها ، وحصروها بجسدٍ لا يلمسه إلا من هم يريدون ، وليس من هي تريد .. يجبرون المرأة على أن تفكر بما يريدونها أن تفكر فيه ، وهكذا يصبح أسهل عليهم أن يسيطروا عليها..خوفاً من أن تحصل على حريتها ، وإنسانيتها الكاملة !!
وعاء إنجاب ؛ لأنها بنظرهم " كالبقرة تُباع ، وتُشترى " (!!) و في أمور الزواج ، يقدرونها بالمهر " حفنة أموال " إن كثرت أو قلت ، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه سيضمن لها حقها في حياة سعيدة .. وفي كثيرٍ من الأحيان يتم تقليصه لأقل قدرٍ ممكن ، لِكونِ الرجل من أبناء العم ! أما إذا كانت العائلة غنية ، فإن المهر يمكن أن يبلغ أكثر من المطلوب ؛ حتى يستطيعون المبالغة (!!) .. ولكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه : هل تحتاج كل امرأة " المهر" وهو شئ مادي معين مقابل رباط مقدس مثل الزواج ؟؟ ولماذا يعتبرونه تقديراً لابنتهم ؟؟ إذا كانت تزوجت مثلما تزوجت والدتها ، وجدتها ، دون أن يأخذوا رأيها ، أو يعطونها حريتها ، وحقها في اختيار الشريك المناسب – حسب شخصيتها ، ورغبتها !

نقد فكرة أن المرأة عبء لدرجة أن الأهل يبكون فرحًا بعدما يستغلون نصف مهرها لمصلحتهم الخاصة ؛ فهي أخيراً تزوجت ممن اختاروه لها ! كما يقال عن المرأة "بنظرهم" ناقصة عقل ودين !!

وتقول لي بكلماتٍ أخيرةٍ : وإذا كان الأهل فعلاً يريدون الحصول على المهر من أجل " قيمة " ابنتهم و" تقديراً " لها ، لماذا لا يقفون إلى جانب ابنتهم – المرأة - والتي تعاني من عدم المساواة والتمييز الجندري ؟؟ وهنا أقصد أيضاً ، وبالتأكيد نبذ العنف الأسري ؟؟



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحر والسينما في غزة قد ماتا
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية
- تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو ...
- في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
- غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-
- عرض من القضبان المغتصبة .. و لا خيار للحب
- أذكروا محاسن موتاكم
- من حق المراة في الامتناع : معا ضد ختان الذكور


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - صرخات أنثى غزية