أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - الخرائط الأمريكية للعراق والشرق الأوسط















المزيد.....

الخرائط الأمريكية للعراق والشرق الأوسط


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 1109 - 2005 / 2 / 14 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية في فترة معارك الفاو ومحاولة القوات العراقية استرجاع شبه جزيرة الفاو بأي ثمن طرح أحد الصحفيين سؤالاً على نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح فيما لو كان الاختراق الإيراني للأراضي العراقية يمكن أن يؤدي إلى سقوط نظام صدام حسين كان الرد الفوري للمسؤول الكويتي: " لا سمح الله أتمنى الآً يحصل ذلك ابداً " .وكان خوف الوزير الكويتي مفهوماً وهو يخشى من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في العراق مما سيساعد على إنشاء (هلال شيعي) في المنطقة يضم العراق وإيران وسورية ولبنان.

وأضاف المسؤول الكويتي رفيع المستوى قائلاً وبصرامة وانزعاج:" لو تحقق مثل هذا السيناريو فإن دول الخليج برمتها سوف تسقط بدورها الواحدة تلو الأخرى كأوراق الشجر الميتة" .

وبعد مرور عشرين عاماً على مثل هذا الكلام يتبنى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني هذا التحليل ويصرح به في مقابلة أعطاها صحيفة الواشنطن بوست . فقد حذر العاهل الأردني من مغبة وخطورة وصول نظام موال لإيران في العراق من شأنه أن يغيَر بعنف وعلى نحو جوهري التوازن القائم بين السنة والشيعة في المنطقة على حد تعبيره. ولتأكيد مخاوفه أدعى الملك الأردني شائعة رددتها وسائل الإعلام المغرضة مفادها أن الحكومة الإيرانية الحالية شجعت أكثر من مليون إيراني على الذهاب إلى العراق والحصول على وثائق ثبوتية أو هويات شخصية عراقية للمشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها في 30 كانون الثاني القادم.

ما دوافع وأسباب مثل هذا التصرف الاستفزازي الذي يمس بلدين معنيين إلى جانب العراق وهما سورية وإيران ؟ وهما البلدان المستهدفان من قبل أمريكا واحدهما على لائحة محور الشر ، ولماذا الآن بالذات؟

لاننسى أن هذا التصريف الأردني زامن زيارة غير مبرمجة مسبقاً يقوم بها الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة الأمريكية يمر خلالها بالمملكة العربية السعودية وليبيا مع استراحة في لندن عند عودته من جولته هذه.وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الإدارة الأمريكية الحالية أو جزءاً منها تحاول للمرة الألف لعب ورقة التباين الإثني والعرقي والديني ـ من خلال لاعبين وسيطين كالأردن ـ في وقت بلغت الأزمة في المنطقة أوجها ، وطبعت بأحداث عميقة ومؤثرين هما رحيل الشيخ زايد بن سلطان والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وما يترتب عليهما من مشكلات خلافة في فلسطين والإمارات، والترقب القائم بهذا الصدد في العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين على سبيل المثال لا الحصر.

قد يكون الهدف تشجيع تشكَل أو انبثاق (قطب شيعي) يلتف حول إيران في مقابل (جبهة سنية) تقودها تركيا كما يعتقد بعض الاستراتيجيين الغربيين، وهذه خريطة جديدة تضاف إلى الخرائط اللعينة التي تعدها الإدارات الأمريكية باستمرار للمنطقة بغياب استراتيجية عقلانية وجهل مدقع في فهم الخصوصية والمعطيات الذاتية والإقليمية التي تتسم بها المنطقة العربية وبعض دول العالم الإسلامي.

وبذلك نصل إلى مفترق طرق يتصف بالمفارقة، فمن جهة هناك إدانة وتشهير بـ(تقهقر الإسلام وتخلفه حضارياً) ومن جهة ثانية استخدامه آلية لتسيير شؤون المنطقة. ولكن ما الذي سوف يحدث لو أن إيران والعربية السعودية قررتا فجأة تشكيل جبهة إسلامية موحدة تتجاوز وتقفز على الحاجز الطائفي (السيني ـ الشيعي) واتباع استراتيجية مشتركة ولتأمين الحماية اللازمة لهما؟ وهذا ما فكَر به المؤرخ والمحلل الاستراتيجي الفرنسي الكسندر أدلر في كتابه (رأيت نهاية العالم القديم).

توافقاً مع نهجها التجريبي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تجميع وربط خرائط وأوراق قابلة للإنفجار ووضعها جنباً إلى جنب : بسط الهيمنة التامة على النفط وتدمير العراق ، وتهديدات متتالية ضد إيران وسورية، دعم وتأييد أعمى وغير مشروط لإسرائيل، التلاعب بالنزاعات والاختلافات الأثنية والعرقية والدينية والطائفية على وفق نظرية (فرَق تسد)، فكل شيء مباح ومسموح لترسيخ وتدعيم الطموحات الجيوستراتيجية اللامحدودة للإمبراطورية الأمريكية الجديدة.

منذ الحادي عشر من أيلول 2001، ركزت إدارة جورج دبليو بوش جهودها على العالم العربي والإسلامي بحجة (نشر وإشاعة وتكريس الديمقراطية فيها ) تحت تسمية مشروع الشرق الأوسط الكبير وهو المشروع الذي فشل قبل ولادته والذي تتصدى له أوروبا الموحدة حديثاً بكل قواها .

كيف يمكن أن نفكر بما يخالف ذلك ونحن نرى المصير الذي آل إليه العراق تحت الحكم المباشر لقوات الاحتلال الأمريكية ؟ بينما كان من المفترض أن يكون هذا البلد "النموذج الأمثل للديمقراطية العربية " والمثال الذي يقتدى به في الحرية والازدهار والتطور بعد التخلص من الحكم الديكتاتوري السابق .لم ينجح الأمريكيون في الوقت الحاضر سوى في حصد نتائج فشلهم الذريع ومعاداة الشعب العراقي بغالبيته الساحقة الاحتلال والرفض المنتظم من جانب الرأي العام العربي والإسلامي لكل ما يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية ولنمط الحياة على الطريقة الأمريكية. حارب زعماء الدول العربية ومفوضوها الدبلوماسيون ، المتسلحون بدعم وتأييد شعوبهم ومؤازرة الممثلين الأوروبيين في المحافل الدولية والدبلوماسية ، هذا المشروع الأمريكي الموسوم بالشرق الأوسط الكبير، ولاسيما إبان (منتدى المستقبل) الذي انعقد مؤخرا في الرباط في المغرب . فالكل أجمع على أن لكل بلد الحق في أن يضع بنفسه تصوره للإصلاحات على وفق إيقاعه الخاص من دون تدخل أجنبي ومن دون أن يملى عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قسراً . بل، وأكثر من ذلك، طالب المشاركون في المنتدى شرطاً مسبقاً لأي إصلاح سياسي مرتجى بحل عادل ودائم وشامل للصراع العربي ـ الإسرائيلي، كما جاء في البيان الختامي للمنتدى. فهل تسمع واشنطن صوتهم وتأخذه في الاعتبار؟ هذا ليس أكيداً .

تكمن مشكلة الرئيس بوش في أنه لايعترف بأخطائه، وما أكثرها. فهروبه الدائم إلى الأمام من المشكلات الملحة لا يمكنه إلا أن يفاقم الأمور سوءاً ويقود العالم نحو الفوضى العارمة. وبانتظار إخراجه ورقة جديدة يلوح بها في فترة ولايته الثانية، سيظل العالم جامداً ومكبلاً وعاجزاً عن فعل شيء. ولكن من يستطيع صد مهندسي الجحيم الشرق أوسطي ووقف مخططهم الجهنمي؟ قد يكون الأوان قد فات ولم يبق بصيص من أمل .



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات عراقية من مدينة بغداد الجريحة
- السينما العراقية بين الممكن والمستحيل
- الخرائط الأمريكية اللعينة للعراق والشرق الأوسط
- من أجل معالجة وانهاض النشاط السينمائي في العراق
- رأيت نهاية العالم القديم
- مراجعات في ما بعد الحداثة السينمائية من المفاهيم النظرية الي ...
- - فقه العنف المسلح في الاسلام
- التشكيلة الهلامية للميليشيات المسلحة في العراق
- محاولات التجديد للأثر الفيلمي ضوئياً
- رؤية تحليلية للسياسة الفرنسية إزاء الاستراتيجية الأمريكية -ا ...
- مراجعات في السينما التاريخية - التحول من نصوص التاريخ الي ال ...
- حوار مع جواد بشارة
- التيار الديني معضلة واشنطن في العراق
- جدلية القوة والضعف في أعمال المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ
- على مفترق الطرق : العراق وآفاق الحل
- العراق : اليوم وما بعد اليوم هل يمكن أن تصبح بلاد الرافدين ف ...
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- تداعيات من داخل الجحيم البغدادي
- الإسلام يهدد الغرب أم يتعايش معه ؟
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...


المزيد.....




- لقطات من المقصورة.. قارب يحلق في الهواء وينقلب بعد إبحاره بس ...
- ما مدى خطورة السفر الجوي في عام 2025؟ إليكم ما يجب معرفته
- رغم شبه انقراضها بأوروبا..ما سر جاذبية مراكز المعلومات السيا ...
- بصورة من حفل زفافها.. ليلى أحمد زاهر تهنئ والدها بعيد ميلاده ...
- وزير أوكراني سابق: لم يعد بإمكان أوكرانيا الاعتماد على الولا ...
- قاتل أحد المصلين بمسجد في جنوب فرنسا يسلم نفسه للشرطة الإيطا ...
- -الناتو- يحتفل بمرور 70 عاما على انضمام ألمانيا
- مجموعة -روسيا سيغودنيا- الإعلامية تطلق مشروعا جديدا بمناسبة ...
- محكمة العدل الدولية تفتتح جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل ...
- روسيا.. تطوير نظام مستقل للملاحة البصرية يستخدمه سرب من الد ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - الخرائط الأمريكية للعراق والشرق الأوسط