جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 20:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مهما كانت ثقافتنا و قناعتنا و علمنا فنحن نتعجب عندما نفكر في وجودنا - نتعجب كيف كان ممكنا ان ينشأ عالم مثل عالمنا و نتعجب لماذاخلقنا كما خلقنا و قذفنا كما يقول الفيلسوف الالماني وتجنشتاين Wittgenstein في عالمنا هذا و نتعجب لعلمنا باننا نترك هذا العالم في المستقبل. فاذن الاهتمام بالوجود و عدم الوجود (العدم) شيء اساسي للبشر و لان الوجود في تقلب فالسؤال هو: ما هي افضل طريقة نعيش بها مشوارنا المحدود؟ و لكن هذا السؤال يقودنا لا محالة الى الانانية و الاخلاقيات تنتهي بالموت او عدم الوجود اي ان الانسان يتحرر من انانيته و اخلاقيته بالموت لانه يفقد فيه السيطرة التامة على نفسه و يرى بانه ليس مهما و الموت هو تجاوز حدود الحياة و الانانية والعبور الى الجانب الثاني.
يضطر الانسان في العالم العلمي الحالي الذي يعيش فيه ان يتخلى عن الدين و لكن الانسان يشعر بعد ترك الدين بنوع من الفراغ لا يملاه العلم لان العلم يستند على مبدأ مفتوح يتحول الصح فيه الى خطأ والخطأ الى صح فالعلم كالوجود ديناميكي و في تقلب مستمر يتيه الانسان فيه لانه لا يرسم حدود و ليس هناك نهاية كالدين. يتجه الانسان الى الدين لان المسدود ينقذه من الضياع في طريق العلم المفتوح فالمفتوح يغرفقنا و يصيبنا بالذعرمن خطر الضياع في فراغ الكون الشاسع.
اذن ايهما افضل المفتوح ام المسدود؟ و لكن دعني اقول لك ان المسدود محكوم عليه مسبقا بالموت لانه يأمن بالنهاية و في النهاية النهاية اي الموت لانه طريق له حدود. لا ينتهي العلم لانه ليست هناك نهاية او حدود و لكن هل يمكن ان نستمر بالسفر الى ما لا نهاية؟ لا اظن ذلك لان الانسان يمل ويتعب في نقطة معينة فهو يفضل الموت فيها على المشي دون الوصول مهما غير اتجاهه. و لكن الا يعني الموت ان الوجود يؤمن (بالنهاية) بالمسدود و يفضله على المفتوح؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟