أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - المبادرة هي السبب














المزيد.....

المبادرة هي السبب


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 09:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


واقع جديد فرضه الفيتو الروسي-الصيني على معطيات المقاربة السياسية للاحتجاجات الشعبية السورية المطالبة بالتغيير والحرية والعدالة والكرامة الانسانية..وهذا الواقع يتلخص في انسداد الافق تماما امام مبادرة المبعوث الدولي كوفي عنان التي تفترض حل-او قد يكون تعقيد-المشهد المأساوي الذي تدور رحاه على الارض السورية والتي لم يكن هناك من كان يؤمن بنجاحها اصلا..فبعيدا عن الانسياق وراء البلاغة المفرطة التي صيغت بها المواقف السياسية لمندوبي الدول الاعضاء في مجلس الامن..فان الموقف الواقعي الذي يجب البناء عليه هو انه لم تكن هناك اي فرصة حقيقية امام المبادرة للحياة..
قد يكون مقتل المبادرة ومكمن الخطل فيها ليس في الفيتو المزدوج الذي كان فرصة لالتقاط الانفاس الى العديد من الاطراف,بل كان فيها نفسها,وفي منطلقاتها وفي المآلات التي ينتظر ان تفضي اليها,وبالاخص,في الشق العربي منها..فلو استثنينا صياغتها الانشائية المبهمة, وتقدمها الكبير غير الموفق على مواقف الدول الكبرى,وعدم استنادها على قراءة سليمة ومنطقية للاحداث..يبقى الخلل الاهم وهو في كونها بنيت على رؤية خليجية ملتبسة للحل دون العناية بكيف ومتى وتحت اي ظرف ستطبق وكم من الوقت تحتاج لكي تتحصل على الرضا في ظل كل هذا الانقسام الدولي حيالها,وكم من المؤتمرات سيحتاج "اصدقاء سوريا" لاقناع الوريث الحانق بالتعامل معها..
مسألة اخرى يبدو انها لم تكن في اعتبار المبادرة وهي ان الازمات لا تحل بالتموضع امام كاميرات الاعلام ولا في اطلاق العبارات المتذاكية في المؤتمرات الصحفية..ولا في التعمية على قوى الثورة الشعبية السلمية المناضلة المنددة بالنظام لصالح المسلحين الذين يدفعون الى عسكرة الثورة وتحولها الى حرب اهلية تقدم اكثر من غطاء لتصعيد النظام لآلته القمعية الوحشية ..وهي بالتأكيد لن تجد حلا ولا مخرجا في تكرار وضع الملتحين في مقدمة البرامج الحوارية التي تزدحم بها شاشات الرأي والرأي الآخر..
ان المبادرة لا تقدم الجواب الصحيح للسؤال الصعب عن الخطوة التالية التي ستلي انفضاض القوم وخروج الشيخ حمد من مؤتمراته الصحفية التي لا تكاد تنتهي..وما العمل لايقاف النظام عن ممارسة القتل وسط افتقاد المجتمع الدولي لاي رغبة في التدخل العسكري تجاه اسقاط النظام..كما ان الاسراف اللاهث في استرضاء روسيا من خلال التعديلات المتناسلة التي ساوت بين الضحية والجلاد قد تشي بان الهدف الرئيس من المبادرة لم يكن ايقاف نزيف الدم السوري او حماية المدنيين بقدر ضمان ايصال اطراف معينة الى الحكم وتأمين تقاسم السلطة ما بين النظام والاخوان مع فسحة للسلفيين وهو ما عرضته تركيا من قبل ورفضه الاسد..
ان المبادرات الحقيقية يجب ان لا تستهدف تسليك الطريق الى الحرب الاهلية ولا ضبط الصراع ضمن المعايير الطائفية الممزقة للنسيج الوطني السوري بقدر اشتراط كونها يجب ان تقدم حلولا وامنا للمواطنين المدنيين العزل،الناس العاديين المسفرين عن وجوههم وصدورهم تجاه الة النظام الهمجية في ثورتهم السلمية الصابرة والذين لا يحملون السلاح ولا يقدمون البيانات المنسوخة من ادبيات الحركات الجهادية التي تضفي مشروعية كاملة على خيارات النظام القمعية وتجيرها في خانة الجهد الامني الذي يستهدف ضبط السلم والاستقرار على الارض..اولئك المواطنين الذين يجاهرون برفضهم للنظام والمطالبة بحقوقهم السياسية والديمقراطية، والذين يملأون الساحات والشوارع هتافا وصراخا بان لا استبداد وديكتاتورية بعد الان,وبسلمية,دون ان يتعرضوا للممتلكات العامة والخاصة، وللمقار والأبنية الحكومية، بالحرق والتدمير والإتلاف، فهؤلاء هم الذين يجب ان تكتب من اجلهم المبادرات ولهم على الجامعة العربية ان تقدم الحلول التي تستهدف حمايتهم ..اما حصر الجهود العربية في تمهيد الطريق امام المسلحين لتصدر المشهد السياسي ومحاولة ادخال المجتمع الدولي كطرف في السباق الاخواني-السلفي لحجز المواقع على الارض استعدادا لخطبة القرضاوي في ساحة الامويين فهو لا يعد الا خسارة كبيرة للوقت والدم والكرامة السورية الجريحة..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - المبادرة هي السبب