أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم عطوف كبة - تلقينا بحزن بالغ نبأ مصرع الأخ الراحل آصف شوكت!















المزيد.....



تلقينا بحزن بالغ نبأ مصرع الأخ الراحل آصف شوكت!


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


• الاستاذ جلال الطالباني يعزي بمناسبة مقتل آصف شوكت
• الغدر البعثي وتغييب المناضلين في سورية
• بعث الأسد وحقوق الانسان
• البعث والكرد




• الاستاذ جلال الطالباني يعزي بمناسبة مقتل آصف شوكت

في ظل عالم جديد استطاع تحطيم القيود والعوائق والحواجز التي كانت تحول دون انتشار الافكار والآراء المسموعة والمقروءة والمرئية والمكتوبة التي اصبحت تجري من كل حدب وصوب،وفي ظل عالم الفضاءات المفتوحة لتبادل المعلومات التي ازدحمت فيها قبة السماء بالأقمار الصناعية التي تبث آلاف الساعات يومياً من مختلف المواد ولجميع الشرائح،وفي ظل ثورة شاملة للاتصالات والمواصلات والتي اصبح من الممكن فيها تبادل الاحاديث ووجهات النظر والتخاطب بين الناس بالصوت والصورة وعبر القارات والمحيطات دون ان يعرف بعضهم بعضاً،وفي الوقت الذي فيه جرى استهداف وتغييب المناضل الشيوعي العراقي شاكر حسون الدجيلي داخل الاراضي السورية في غفلة من الزمن وبتاريخ 31/3/2005!وفي الوقت الذي ندرك فيه ان الدولة السورية واجهزة الأمن السياسي فيها مسؤولةٌ مسؤوليةً كاملة ًعن قتلى العراق الذين سقطوا بسبب التفجيرات والانتحاريين اعوام 2005 – 2009 بسبب سماحها لهم بالعبور والمشاركة ودعم تلك الجهود بهدف اشغال"العدو الامريكي"!،وفي الوقت الذي يكرر فيه بشار الاسد وعود الاصلاح على مسمع الشعب السوري دون جدوى بل وسط وضع كارثي من الأقتتال الأهلي،وفي الوقت الذي ترتكب فيه الحكومة السورية من الجرائم التي يندى لها الجبين ومن الأفعال البوليسية المشينة بشكل متواصل بحق مواطنيها ومواطني البلدان الأخرى دون شعور بالمسؤولية القانونية والأخلاقية وباعتداء وخرق فاضح وعلني لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية!...في ظل كل هذا،...يبعث رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني المحترم ببرقية تعزية الى الدكتورة بشرى الأسد يعزيها بمقتل زوجها آصف شوكت"السيدة الفاضلة الدكتورة بشرى الأسد المحترمة،تلقينا بحزن بالغ نبأ مصرع الأخ الراحل آصف شوكت الذي نشارككم الألم بفقدانه"!
لقد استضافت الحكومة السورية قادة قوى المعارضة العراقية ضد دكتاتورية صدام حسين منذ اواخر سبعينات القرن المنصرم،وقدمت لهم السلاح ومختلف المساعدات العينية والمادية،وللاستاذ جلال الطالباني سبق الشرف وحصة الأسد منها!وارتبط الطالباني بعلاقات طيبة مع اقطاب الحكومة السورية والدولة السورية،ولم تسري على حزبه"الاتحاد الوطني الكردستاني"ضوابط الانتظام في مكتب شؤون العراق او مكتب العمل الوطني/المؤسسات الرئيسية التي اعدتها الدولة السورية لادارة شؤون العراقيين وقوى المعارضة العراقية في حينها،والمرتبطة مباشرة بالقيادة القومية للبعث السوري واجهزة مخابراته!وكان السيد الطالباني على صلة يومية مباشرة بأركان الدولة السورية،وعلى اطلاع كامل بالحركية السياسية والتجاذبات السياسية في قمة الهرم السياسي في سوريا!
هذه العلاقات بين المعارضة العراقية والدولة السورية تقوضت تدريجيا مع منحى الأولى للاستقلالية في اتخاذ القرار والعمل الجدي لأسقاط نظام صدام حسين،ومع التحسن النسبي الذي طرأ في العلاقات الأقتصادية بين نظامي صدام والأسد بداية هذا القرن اثر العقوبات الدولية التي فرضها المجتمع الدولي على العراق!وتعرضت هذه العلاقات الى انتكاسة دراماتيكية كبيرة بعد التاسع من نيسان 2003،وافتضاح دور الحكومة السورية بالدليل القاطع على دعم الأرهاب في بلادنا!وبات بشار الأسد واعوانه في نظر شعبنا مطلوبا الى القضاء العراقي حيا ام ميتا!
بعد كل ذلك،يبعث رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني المحترم ببرقية تعزية الى الدكتورة بشرى الأسد يعزيها بمقتل زوجها آصف شوكت"احر التعازي لكم وللعائلة الكريمة.. ودعاؤنا للباري عز وجلّ ان يمنّ عليكم بالصبر والسلوان،وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته(ويسكنه فسيح جناته)،ويسبغ على سورية وشعبها الشقيق بالأمن والسلام،وإنا لله وانا اليه راجعون".ونتسائل كيف لقائد سياسي يمتلك من التجربة التاريخية السياسية الميدانية القسط الأعظم ويتولى رئاسة جمهورية العراق،ان يقدم على هفوة كهذه؟لعل البعض يفسرها بخطوة دبلوماسية هامشية..لا غير!فالسيد الطالباني زعيم لحزب الأتحاد الوطني الكردستاني،العضو الناشط في الدولية الاشتراكية،وموقف الدولية الاشتراكية من الاحداث في سورية واضح وشاجب لرعونة نظام الأسد!
وما يثير الاهتمام،هو الموقف الودي ايضا لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من الأسد وبطانته،في اكثر من رسالة وبرقية ارسلها الى زعامة الدولة السورية خلال العامين الأخيرين،وما يشاع عن تواجد مقاتلين ومسلحين عراقيين الى جانب مقاتلي حزب الله اللبناني ويشكلون فرق الاعدام الميدانية المنتشرة داخل المدن السورية،والشعب السوري في اوج الحاجة الى مواقف سياسية عملية ساندة لانتفاضاته،او على الأقل اتخاذ الموقف المحايد المعبر عن الاعتزاز بشهداء الشعبين العراقي والسوري الذين سقطوا في معمعان الاعمال الأرهابية،والتي وفر لها نظام الأسد الدعم اللوجستي.وتكشف المعلومات التي تتفشى سريعا اليوم،ونحن نعيش العصر المعلوماتي،ان الساسة السوريين المطرودين قد يطلبوا اللجوء السياسي الى العراق،وهذا بحد ذاته يعكس العلائق والوشائج العضوية التي تربط حكام سورية بالسلطات المتنفذة في بغداد!
عند انتخاب مجلس النواب العراقي ثانية الاستاذ جلال الطالباني رئيسا للجمهورية،تنفس الكثير من العراقيين الصعداء لما عرف عنه من حكمة وتأني وجدية وخبرة وكفاءة ومسؤولية ونزاهة وتاريخ مجيد وحيوية عالية في العمل والاداء،ونأمل من ان هفوة التراسل مع بشرى الأسد وبقية مجرمي النظام السوري كانت هفوة"غلطة الشاطر بعشرة...غلطة الحبيب بألف"!وللاستاذ جلال الطالباني دوره المتميز في الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية وتفويت الفرصة على من يريدون سوءا بوطننا وشعبنا،والعمل على ترجيح العقل والتعامل الواقعي،بما يعزز وحدة العراق وسعادة شعبه وترسيخ العلاقات التي تعزز الشراكة الوطنية والعمل على كل ما يحفظ المصالح العليا للبلاد ويثبت الأمن والاستقرار ويوسع رقعة الديمقراطية،ويطلق حرية وسائل الاعلام كسلطة رابعة في كشف الفساد الذي لا يعرف الجيل الجديد من ابناء الشعب العراقي الكثير عنه،واتخاذ الاجراءات الادارية والمالية للخلاص من مفهوم السلطات – الدولة – المزرعة.والعقلية المؤسساتية العصرية عقلانية الطابع تحكم العقل في التفكير والسلوك وتنبذ الفردية في اتخاذ القرارات ورسم السياسات وتقوم على صرحها العلمانية،اي التفكير الاجتماعي القائم على فصل الدين عن الدولة،والحماية الحقة لحرية الدين والعقيدة والفكر والابداع،وبالتالي المجتمع المدني!

• الغدر البعثي وتغييب المناضلين في سورية*(1)

في 31/3/2012 مرت الذكرى السابعة لتغييب الرفيق الدكتور شاكر الدجيلي عند وصوله الى سوريا قادما من السويد!والمناضل الدجيلي صورة صادقة للشيوعيين البواسل المؤمنين بعدالة القضية التي نذروا ارواحهم من اجلها،ابن الطبقة العاملة العراقية والمبادىء العراقية الاصيلة،صقلته الشيوعية وزادته ارتباطا بالعراق والشعب للدفاع عن قضيته الوطنية العادلة المشروعة،كادر شيوعي تميز بنكران الذات والتجربة والثقافة والخبرة في العمل السياسي والاكاديمي والمهني،لذلك جرى استهدافه بطرق الغدر البعثي الجبانة.ولم تختف آثار جريمة تغييب القائد الشيوعي العراقي شاكر الدجيلي في سوريا،لأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين والعصر المعلوماتي المتفجر،رغم تقاليد البعث السوري العريقة في اختطاف المناضلين واخفاء آثارهم!قائمة طويلة طالتهم الأيدي الخفية التي تنشط في اروقة النظام السوري المخترق بقوانين يصنفها العالم بمهزلة الطوارئ!وكان اختطاف شاكر الدجيلي عبرة للذين يبنون الآمال على وعود الاصلاح وامكانية حدوث تغييرات عميقة وجذرية في الفكر والممارسة السياسية للدولة السورية وللبعث السوري الذي يقود هذه الدولة منذ ما يزيد عن اربعة عقود بالحديد والنار،وتواجد جبهة وطنية تدعم الحكم البعثي تضم الشيوعيين في سوريا،وانعقاد مؤتمرات الخيبة الدورية لحزب الاسد.اتسم اختطاف الدجيلي بالغدر الامر الذي لا يفسر على انه سوى محاولة يائسة للتأثير والضغط على السياسات الاستراتيجية للحزب الشيوعي العراقي ومحاولة تجريده من اصدقاءه وحلفاءه!.ورغم الابلاغ المبكر لقيادة الحزب الشيوعي العراقي في دمشق القيادة السورية بالحادث فان رد الفعل اتسم بصلافة التجاهل والنكران.النظام السوري يختطف الدجيلي بذات الطريقة اثناء"الضيافة العربية"،ولم يعرف مصيره على ايدي زبانية الجحيم البعثي السوري،والجميع يتفرج!يالها من محنة.كرر الرئيس بشار الاسد وعود الاصلاح على مسمع الشعب السوري،ووفاءه بها كان يستلزم في المقدمة،غلق الواجهات التي تسئ لسمعة الشقيقة سوريا وللعلاقات مع العراق،وطرد مرتزقة صدام حسين من الاراضي السورية،والكف عن لعب دور الصبي المسكين الذي آخر من يعلم بمخططات مخابراته.
لم ينل نشر ثقافة حقوق الانسان الاهتمام اللازم بسبب المخلفات الثقيلة للنظم الاستبدادية والشمولية،وزيف ادعاءات الرأسمال الكبير كونه حامي حمى الديمقراطية و حقوق الانسان بتحويله لهما الى حفلات تنكرية لتحقيق مصالحه ومطامعه في بلداننا!ولا تعارض العولمة الرأسمالية والادارة الامريكية سياسة القمع الدموية للانظمة العربية والاقليمية الا في حال احساسها بعدم امتثال هذه الانظمة بالقدر الكافي لسياستها.ان مصالح كلا الطرفين اي امريكا والانظمة العربية والاقليمية تتفق على البطش والدكتاتورية في هذه البلدان لان ذلك يشكل ضرورة من ضرورات بقاء الانظمة نفسها وادامة النفوذ والهيمنة الامريكية في المنطقة.وما جرى ويجري في السجون وخارجها في هذه البلدان هو نفسه ما حدث ويحدث في العراق وسوريا!القمع والبطش وامتهان الكرامة الانسانية!وتتفنن اجهزة القمع في سحق مواطنيها وتستعمل احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا من وسائل التعذيب والبطش الفردية والجماعية،ويتم تخصيص الامكانيات المالية الطائلة في حين تعاني الملايين من البطالة والبؤس.ويتميز تعامل هذه الانظمة مع السجناء السياسين بشكل عام في عدم الاعتراف بوجود معارضة سياسية،لذلك فان كل معارض هو بنظرها خائن وعميل للاجنبي او معاد لمصالح الشعب والثورة!عمليات تلفيق التهم واختلاقها وممارسة التعذيب على السجناء واجبارهم على الاعتراف بتلك التهم،انتزاع البراءات واجبار المتهم على التعهد بعدم ممارسة العمل السياسي من التقاليد الراسخة للانظمة الشمولية في ايران والبلاد العربية!

• بعث الأسد وحقوق الانسان*(2)

وصل البعث السوري الى الحكم في الثامن من آذار 1963 اي بعد شهر من انقلاب 14 رمضان الاسود الدموي في العراق!جلادون اسقطت الوثائق والأعترافات ورقة التوت عن عوراتهم وبينت للعيان عمالتهم وصلاتهم المباشرة بالمخابرات الأمريكية بعدما عثر في مكتب الشهيد عبدالكريم قاسم على اضبارة للدكتور"إيليا زغيب"!الذي كان منتدبا للتدريس في جامعة بغداد وقتذاك،وكان عميلا للمخابرات الأمريكية،وظل لسنوات عديدة يقوم بنقل المراسلات بين القيادة القطرية في العراق والقيادة القومية لبعث عفلق!كما لعب"وليم ليكلاند"مسؤول مركز المخابرات الأمريكية في العراق،والذي كان يعمل في السفارة الأمريكية بوظيفة مساعد الملحق العسكري،دوره المكلف به من تخطيط وتدبير للأنقلابات البعثية،وبالأخص الانقلاب العراقي،بما فيه اذاعة اسماء وعناوين الشيوعيين والقوى التقدمية من اذاعة تبث من الكويت!ولا ينسى احد مقولة امينهم القطري وقتذاك علي صالح السعدي(جئنا بقطار امريكي)ولا تزال الأيام السود لأنقلاب شباط راسخة في ذاكرة الناس،وبيانهم المشؤوم رقم(13).ويقدر ضحايا انقلاب شباط البعثي في العراق(5000 ـ 12000)قتيل،وعشرات الآلاف من المعتقلين.ثم عاد بعث"البكر ـ صدام"مرة ثانية للسلطة في 17 تموز 1968،وهذه المرة بتخطيط ودعم المخابرات الأمريكية والبريطانية ايضا،ودعم بعض دول الجوار.كان استلام البعث الفاشي في العراق للسلطة مرتين واستلام البعث السوري السلطة في دمشق بمساعدة ودعم كاملين من الأدارة الأمريكية!
اقتطع البعث السوري جزءا من اراضيه واهداها الى اسرائيل في هزيمة الخامس من حزيران 1967،وستبقى هضبة الجولان السورية وشعبها الأبي شوكة في اعين البعث السوري ورمز للتحالف الصهيوني البعثي!وصدق الرفيق فهد حين اكد ان الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحد هي العنصرية ربيبة الاستعمار!ثم قام الاسد الاب بحركته التهريجية والتي اطلق عليها "التصحيحية"لأعادة بعثه الضال الى رشده!وشهدت علائق الاخوين العاقين البعثيين السوري والعراقي فترات من التوتر والاحتقان السياسي ركضا وراء سطوة ونفوذ قوة الهيمنة على الجناحين معا!وانجرت الاحزاب الشيوعية في هذين البلدين الى الكمين والخدعة الراديكالية لبعض اوساط البعث لتعش عمى الالوان السياسي في جبهات قائدها البعث الذي جهد لأذلال وتركيع الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين بعد ان حول الهدف النبيل في الاشتراكية الى مجرد عمليات حسابية تجارية(1+1=2)،والوحدة الى عزلة اقليمية افلاطونية،والحرية الى فاشية مع سبق الاصرار!اما امة عربية واحدة وذات رسالة خالدة فكانت لغوا فارغا من المبتكرات العفلقية رغم انها سجلت له براءة اختراع في موسوعة جينيز!الجبهة الوطنية في سوريا يجلس فيها أناس فقدوا الصلة بشعبهم وقضية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان،وهمهم الحفاظ على مراكزهم ودفء مقاعدهم الوزارية او الحزبية حيث يستلمون رواتبهم من الدولة،انهم جماعة من المصفقين للرئيس أياً كان هذا الرئيس ما دام أميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي،قائد الأمة وحامي حمى الأحزاب المدجنة قومياً وفكرياً وسياسياً وأخلاقياً،ومن المؤسف أنهم يحملون راية الحرية والديمقراطية بصورة عبثية ومذلة.
بحجة البعبع الاسرائيلي عسكر البعث بلدانهما بحماقة،تارة مع الشرق وتارة مع الغرب،لتتخلص المراكز الرأسمالية من اسلحتها الفاسدة!وفاقمت عسكرة المجتمع وزج الجيش في معارك ضد الشعبين السوري والعراقي،والطبيعة الدكتاتورية والشمولية للانظمة الحاكمة،فاقمت الانقسامات الاثنية والطائفية والعشائرية بشكل واضح ليطمس اي دور حقيقي للوحدة الوطنية.سيطر حزب البعث السوري على الحكم ومنع النشاط السياسي داخل القوات المسلحة،وانفرد بالنشاطين السياسي والنقابي في ميادين الشباب والطلاب،ونشر اجهزة الامن في اركان الدولة والمجتمع،وامسك البعث بالسلطة عبر مافيات الفساد وتعشيره البلاد!
فرغت السياسة الأقتصادية لدولة البعث في دمشق الابية التخطيط المركزي والتنمية من المضامين التحررية وادمجت مصالح الطغمة الحاكمة بالمصالح الرأسمالية وأحكمت من طوق التبعية للسوق الرأسمالية لتتفشى النزعة الاستهلاكية ويسود التبذير والنشاط الطفيلي!وابرمت العقود الاستراتيجية تحت اشراف مباشر من الاسد الاب(اليوم من الاسد الابن)اعلى سلطة سياسية في البلاد،والحكومة السورية وبدعم جماعات المصالح والضغط في اوربا والولايات المتحدة وآسيا.وقد ضربت التنمية السورية عرض الحائط بسياسة البرمجة وتقديم دراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمشاريع وتخلت عن التخطيط الاقليمي في توزيع المشاريع الاقتصادية،وخلقت فجوة كبيرة بين القدرة على التنفيذ وبين المشاريع الكثيرة المتعاقد على تنفيذها مما ادى الى رفع تكاليف تلك المشاريع اضعاف ما كان مقررا لها،اضافة الى سياسة البذخ المفرط في اقامة تلك المشاريع.واليوم يعيش المواطن السوري ليأكل ويشرب ويعمل مضاعفة ويتاجر ولينام!هذه تربية بعث الأسد في سوريا!لكن هيهات!ينتفض اليوم الشعب السوري في كبوة ثورية ليلتحق بشعوب تونس واليمن ومصر وليبيا،وليفرض كلمته الحقة،لا لنظم التوريث الشمولية!
ليست سجون حكام دمشق مدارس وجامعات تراعي حقوق المساجين الذين تغص بهم هذه السجون - واكثرهم دخلها دون محاكمة - واكثرهم لن يخرج منها الا جثة هامدة تلقى في مزبلة السجن ولا تسلم لاهلها.وليس غريبا ان حكومة البعث السوري التي امتد سلطانها قرابة نصف قرن تمارس حتى الان الاحكام العرفية وحالة الطوارئ رغم ان آخر مواجهة مع اسرائيل مضى عليها اكثر من ربع قرن!ليس هناك دستور دائم في سوريا بذريعة البعصة الصهيونية!والاستفتاءات والانتخابات فيها صورية على الطريقة الصدامية(99.9%)!تعذيب ممنهج ومعتاد ويومي يقوم به رجال الأمن ضد مواطنيهم!والى جانب التعذيب والقتل هناك ظاهرة الاختفاء القسري وظاهرة العزل حتى ان السجين لا يعرف شيئا عما يحدث في خارج السجن لسنوات طويلة!السجون السورية تدرج تحت بند الأمن القومي!وممنوع الاقتراب او التصوير،حتى اسوارها الخارجية،لأنها مناطق عسكرية وامنية محرمة قد يدفع حياته من يقترب بكاميرا من اسوارها!اذ ان النظام السوري والذي كان يسمى وطنيا يوما ما،قد ترك بصماته في كل مكان وخلق المناخ الكئيب من التعذيب والقمع والبؤس والخراب.ولم يسلم من القمع حتى نشطاء ومنظمات وقوى المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان وسط تراجع حاد لحالة الديمقراطية وحقوق الانسان!
عمق البعث السوري،خاصة عند جيل الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في ظل نظام الأسدين،ذهنية"الأنا"العربي المتعالية على"الآخر"والرافضة له،فهي الارقى والافضل والاكثر قدرة على القيادة.اما الآخر فهو الأدنى والاضعف والأسوأ والذي ينبغي له ان يخضع للعربي الأنقى دماً والأوسع دماغاً والاكثر ذكاءً وابداعاً!ولا يقر حكام سوريا بالحقوق القومية للشعب الكردي في منطقة الجزيرة،فداسوا بالأقدام على حقوق الانسان وحقوق القوميات وعلى أسس العلاقات الدولية بسياساتهم المدمرة!التوتر في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا بلغ نقطة الغليان منذ اعوام بعد مقتل العشرات من الابرياء والقاء اللوم على السلطات السورية في مقتلهم!الأكراد يشعرون بالغضب الشديد،كما هو واضح من البيانات الصادرة عن احزابهم السياسية المحظورة!
بقي بعث الأسد في الحكم اضعاف الفترة التي كان الحكم الهتلري في الحكم تقريباً وضعف فترة بقاء شقيقه اللح في بغداد!واستطاع خلال هذه الفترة ان يترك تأثيره المباشر والشديد على الأجيال المتعاقبة بعد ان اجبرت على الارتباط بفكر البعث وممارساته،والتي لم تتعرف على القوى السياسية الأخرى التي ناضلت طويلاً في سوريا قبل واثناء وجود البعث في السلطة بسبب محاربته لها وسعيه لاستئصالها وتقزيمها وشقها(مثلما فعل مع الشيوعيين الذين تشرذموا الى خمسة او ستة احزاب)!التربية التي اعتمدها بعث سوريا تميزت بوجهتها الاستئصالية للفكر الآخر والشخص الآخر وغرس الفكر الاستبدادي والعنصري والقمعي المشوه في ادمغة الاطفال والشباب خاصة في المناطق العربية من سوريا(البعثنة)!
المخابرات السورية تعج بالضباط وشركائهم من زعماء عصابات مافيا النهب وتبييض الأموال لتشكل العصابة القذرة التي يستند عليها الاسد الابن الذي يلعب دور الصبي المسكين الذي آخر من يعلم بمخططات مخابراته!محمد سعيد بخيتان،غازي كنعان،آصف شوكت،هشام بختيار،بهجت سليمان،ماهر الأسد،ذو الهمّة شاليش،احمد درغام،فوزي الراوي، ... وآخرون اسماء معروفة لا يستطيع الشعب العراقي محوها من ذاكرته بعد ان تورطت في الأنشطة التجارية غير المشروعة مع نظام صدّام حسين خلال الفترة 1997 ـ 2003،و تأمين وصول الدعم اللوجستي للارهاب في العراق 2005 - 2009،وارسال المتطوعين لصالح الأرهاب الاصولي الاسلامي عبر تجنيد الشبان التي تؤم المساجد وتأمين وصولهم العراق،والاشراف على تهريب الأموال العراقية الى سورية ولبنان،وادارة تمويل الجماعات الارهابية في العراق،مقاولات ـ الشراكة لعمليات الارهاب في العراق،التعاون مع الحرس الثوري الايراني وجماعة المرشد علي خامنئي وعصابة الرئيس احمدي نجاد ومرتزقة حزب الله لتأمين التسلل عبر الحدود العراقية – الايرانية والحدود العراقية – السورية.
ان العراقيات والعراقيين الذين يرفضون الاحتلال الامريكي للعراق بشكل تام،والذي كان النظام البعثي المماثل للنظام السوري سبباً له،ويعملون من اجل التعجيل بإنهائه العملي وليس القانوني فحسب،يعجبون للوقاحة التي تتميز بها القيادة السورية واعلامها الساقط الذي يتحدث عن احتلال العراق،وهي تعيش يومياً ومنذ ما يزيد عن ثلاثة عقود قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة من قبل اسرائيل!
ويسهم بعث دمشق اليوم على عودة الفكر القومي المندحر والصدامية الى العراق بأنسلال الحية الرقطاء دون ان نشعر بضجة او ضوضاء!بعد ان آمنوا العقاب والملجأ الآمن في قصور الأسد!متوهمين اننا لم نعد نتعرف على وجوههم ولا نتذكر سكاكين الذبح المعمية التي كانوا بها يذبحوننا،ولا نتذكر اسماؤهم وشكل وجوههم!انهم بيننا انسلوا بصمت بعد ان كانوا يرتجفون هلعاً في الأيام الاولى من سقوط طاغيتنا.وزعوا ادوارهم بدقة بين كاتب ومحلل سياسي وصحفي ومتخصص في الموت والتفخيخ،ومن يجيد اللطم على الوطن ومتخصص في خطابات الرثاء،وعاهرة لا تجيد سوى الردح والشتائم واتهام الجميع سواها،ومثلومين واشباه رجال وشلة غادرة عدتهم وعددهم،وحتى رواد لحركة حقوق الانسان!لكنهم بدأوا يظهرون في الشوارع والمقاهي ويلبسون غير ملابسهم ويلتحون ويغيرون ملامحهم،ويكثرون من ذكر الله في العلن وقائدهم الجرذ في الخفاء بصوت منخفض!ويعلقون صورته تعويذة وتذكار لعل زمانهم يعود مادام الناس في غفوة ثانية!انهم ينافسون الشهداء في راحتهم فيقلقونهم،ويدنسون قبورهم وبصلافة العاهرة التي تعير الناس بالشرف يتحدون العراقيين.
قبل انتفاضة الشعب السوري الثورية،وفي ظل هلامية القوانين الاعلامية دأبت الحكومة السورية على حجب المواقع الأنترنيتية الصادرة عن جمعيات حقوق الانسان مثل المركز السوري للاعلام وحرية التعبير،مركز دمشق لدراسات حقوق الانسان،لجنة التنسيق من اجل التغيير الديمقراطي في سورية،المنظمة السورية لحقوق الانسان(سواسية)،المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية،الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان(FIDH)،المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب(OMCT)..الخ.لا عجب ذلك في بلاد شهدت وتشهد التنكيل بالمناضلين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني والتصعيد في الأساليب البوليسية والقضائية التي تَكشف مرة اخرى عن مضي النظام الشمولي قدما في قمع القوى الحية في المجتمع كي ينفرد بتقرير مصير الوطن ونهب ثرواته واستغلال قوة عمل الأكثرية المعوزة والمفقرة من الشعب السوري.وتأتي هذه الممارسات في الوقت الذي اَستكملت فيه الولايات المتحدة مخطَّطَها لاعادة تنظيم المشرق العربي من اجل نهبه واستباحة هويته القومية وثرواته الاقتصادية بصورة وحشية!ما يؤكد مجددا ان النظام الحاكم الذي تعايش طوال العقود الماضية مع سياسات الأمبريالية الأمريكية يَعتبر ان خصمه الرئيس هو الشعب في سورية،وليس الآلة العسكرية والاقتصادية الأمريكية،وذراعها اسرائيل.ودرجت السلطات السورية منذ اعوام على استخدام ازلامها في"المنظمات الشعبية"التابعة لها للاعتداء على المتظاهرين والمحتجين والمتذمرين بالضرب بالهراوات والقضبان الحديدية.
منعت وتمنع السلطات السورية وادارة المخابرات العامة،في مخالفة واضحة للدستور السوري وللاعلان العالمي لحقوق الانسان،رموز ودعاة حقوق الانسان في دمشق من مغادرة البلاد حتى وان كانت لتلبية دعوة حضور مؤتمرات حقوق الانسان الدولية.كما تقيل وتفصل وتصرف من الخدمة دون بيان الأسباب لمن تشاء،وبحجة الاستناد الى المادة 137 من القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام 2004 وتعديلاته!وتحاكم محاكم الجنايات المعارضة السورية بتهم الاتصال بدول أجنبية بقصد العدوان على سوريا!وحقيقة الامر رفض المعارضة السورية جهاراً نهاراً طبيعة النظام السوري العسكرية الفاشية مثلما رفضت الضغط العسكري أو الاقتصادي على سوريا واستنكارها ازدواجية الخطاب السياسي الرسمي،ومطالبتها بالعلانية والشفافية،وبمزيد من الحريات الديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية!.وفي آذار 2006،شرعت السلطات السورية بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الشخصيات السياسية والمدنية المعارضة ضمن السياسة الشمولية والدكتاتورية للحكم:انتهاكات ممنهجة للحريات وحقوق الانسان،توقيفات خارج اطار القضاء واعتقالات تعسفية،تعذيب وترهيب مع محاكمات جائرة!
فشلت سوريا البعث بتحرير النخبة السياسية من تماهياتها الجزئية لتتمكن من تجسيد مثال الوطنية وأن تحرر معها الدولة ومؤسساتها من احتمال ارتهانها للعصبيات الخاصة،حتى تتحول بفضل سياساتها الوطنية الى دولة امة،اي دولة مواطنيها.وتجاوزت ارادوية البعث السوري الموضوعية لتخلق لها اوهام نضالية وكفاحية تصحو عليها ليل نهار!وسلطات دكتاتورية شمولية باسناد من قوى متذبذبة فقدت الثقة بنفسها قبل ان تفقدها بالآخرين(جبهة وطنية كارتونية)واستبداد بالغ اساسه قمع حقوق الانسان!وقد اثبتت سوريا للملء موضوعة الفكر القومي المندحر الذي فشل في شحذ الوعي الوطني للأفراد،بصرف النظر عن مذاهبهم الدينية،والتطلع المشترك والشامل لنهضة حضارية تنقل المجتمع الى مصاف المجتمعات الحديثة المتمدنة الديمقراطية،وتساعده على تجاوز انقسامات المجتمعات التقليدية الموروثة،وتحرر الفرد من التبعية لعصبية العشيرة والقبيلة والطائفة الدينية اي من التخاريف الاجتماعية والولاءات دون الوطنية!!في سوريا اليوم دولة علمانية صورية استبدادية،وكان الاسد الابن يستعد لأعداد ابنه البكر لوراثته هو ايضا،وعلى الشعب السوري السلام!
ما جرى ويجري في سوريا اليوم يعتبر تجاوزاً فظاً على حقوق المواطنة وحقوق الانسان وحقوق القوميات،وهذا هو حال نظام الملالي في قم وطهران ايضا،حيث حقوق الانسان مغيبة،ولا زال دم ابناء الشعب الايراني الابرار لم يجف،خاصة ابناء الاقليات القومية،وسيقدم الشعب الايراني من قرر واقدم على تغييب الرفيق العزيز كيان الدين نوري واعضاء المكتب السياسي لحزب تودة المناضل وكوادره السياسية المتقدمة الى المحاكم،وفي مقدمة هؤلاء مشعوذي ولاية الفقيه الخمينية!

• البعث والكرد*(3)

منذ سنوات والكُرد في سوريا يواجهون الحرمان من الهوية والجنسية والاعتراف بالوجود اصلاً مما اجبر الكثير منهم على مغادرة البلاد حفاظاً على كرامتهم وتخلصاً من الاضطهاد والملاحقة والقمع والتعذيب.وانشغل النظام السوري منذ اعوام بمكافحة ومطاردة واعتقال العناصر والجماعات الديمقراطية التي تدعو الى اقامة المجتمع المدني وممارسة الحياة الدستورية،وبتنشيط التحالف السياسي مع ايران،وبالتدخل الفظ والشرس مع ايران في الشؤون الداخلية للدول العربية والمشاركة في تسليح وتمويل القوى والنشاطات الارهابية.
في 23 آب 1962 جرّد النظام السوري بالمرسوم رقم 93 اكثر من 150 الف مواطن كردي من جنسيتهم،خلافا لاتفاقيات حماية حقوق الأقليات وللإعلان العالمي لحقوق الانسان.ومنذ انقلاب آذار 1963 واستثناء قانون الاصلاح الزراعي عام 1966 الفلاحين الفقراء الكرد من الاستفادة منه وجملة المراسيم العنصرية للتهجير القسري للكرد وتوطين العرب بدلهم،وما سمي بالحركة التصحيحية لهدهد دمشق،ما زال الشعب الكردي في كردستان الغربية ضحية اضطهاد عنصري متعدد الأشكال يبدأ بالاعتقال التعسفي وينتهي بالقتل!
انتفض الشعب الكردي في 12 آذار 2004 فيما عرف بانتفاضة قامشلو التي عمت كل المناطق الكردية فعمدت السلطة لقمعها وقتلت ثلاثين شابا وجرحت المئات واعتقلت الآلاف.وعمد النظام السوري قتل رجل الدين الكردي المتنور الشيخ محمد معشوق الخزنوي والذي كان له دور كبير في الأنتفاضة ومكانة كبيرة لدى الكرد والقوى العربية الديمقراطية في سوريا.
معاناة الكرد هي جزء من معاناة الشعب السوري المصاب بخيبة الأمل المريرة حيال استمرار الاعتقالات والأحكام القاسية،وتعمّق الأزمة الاقتصادية والأحوال المعاشية،التي عبرت عنها الطرق المهينة في توزيع قسائم المازوت،وخطورة المؤشرات الدالة على انسداد آفاق التغيير.فالبطالة تشمل مئات الآلاف،والأعداد في تزايد مستمر مع تواصل حالات التسريح،كما ان الفساد لا يزال يستنزف طاقات اقتصادية كبيرة تقدر بعشرات المليارات سنويا،في حين باتت خسائر القطاع العام بفعل الهدر والنهب،خارج امكانيات المعالجة.ومع الادارة الاقتصادية السيئة والفساد المستشري وهشاشة وعدم جدية بوادر الأصلاح والتغيير،دائرة الفقر تتسع وباتت مصدراً للقلق الشديد،خاصة في المحافظات الشرقية التي تتصدر قائمة معدلات البطالة"وصلت في محافظة الحسكة وحدها اكثر من 24%"!ويعاني الكرد في سوريا من اغلاق فرص التوظيف في المؤسّسات ودوائر الدولة،والتضييق على فرص العمل في القطاع الخاص واصحاب المهن،واهمال الزراعة وارتفاع تكاليفها،وتصاعد موجة الهجرة الى الداخل السوري والخارج الأوربي والجوار الاقليمي،خاصة العراقي.وتتواصل حملة الاعتقالات الكيفية لتشمل مختلف اصحاب الرأي ونشطاء حقوق الانسان وكوادر الحركة الكردية،كما حصل في آذار 2004 وخريف 2007 وعشية نوروز 2008!"انظر لا على سبيل الحصر/الدعوى رقم 1747 لعام 2008 في 23/11/2008،وامام القاضي الفرد العسكري الأول بدمشق عقدت جلسة لمحاكمة المعتقلين على خلفية التظاهرة السلمية التي تمت في مدينة القامشلي بتاريخ 2/11/2007!وفي مخالفة صريحة وواضحة للقانون وكإجحاف بحق المعتقلين تم نقل الدعوى الى دمشق!ومن بين المتهمين قادة لأحزاب سياسية كردية تقدمية ورموز قيادية في الحركة السياسية الكردية!"
يتعرض ابناء وبنات الشعب الكردي في سورية الى القمع والاضطهاد والقتل والاعتقال والتعذيب لأنهم يحتفلون بعيد الكُرد الكبير/عيد نوروز،مع حلول الربيع وتفتح الأزهار وانتشار العشب والخضرة في ربوع كُردستان في جميع اجزائها.وبذلك تسعى الحكومة السورية الى تحويل الافراح الى اتراح!وفي كل عام يسقط شهداء الكرد بسبب حقهم في الاحتفال بعيدهم والتعبير عن رأيهم وعن فرحتهم،وكذلك حقهم في التجمع والتظاهر والتعبير عن مطالبهم المشروعة والعادلة!كل ذلك بسبب سيطرة العقلية الشوفينية وتجذرها لدى السلطات بعد ان عجزت جميع سياساتها وممارساتها السابقة والمستمرة والمتزايدة من احصاء رجعي وحزام عنصري شوفيني مقيت وسياسات تعريب شاملة وسياسة اقتصادية ممنهجة ضد المناطق الكردية،والتي اكتوت بنارها ايضاً المكونات الأخرى(العرب والآثوريون)فلجأت الى سياسة قهر ارادة الكرد بالقوة عن طريق ممارسة المزيد من العنف وصولاً الى القتل!
• اقرت الحكومة السورية قوانين عنصرية ومارست ولا زالت تمارس الاضطهاد والتمييز القومي/القانون رقم 93 والصادر في 23/8/1962 والذي نص على الأحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة وليوم واحد فقط ،وتم بموجبه تجريد ما يزيد على 120 الف من المواطنين الكرد من الجنسية السورية.وبين ليلة وضحاها وجد هؤلاء الكرد انفسهم مجردين من الجنسية السورية،واستتبع ذلك اجراءات وتدابير عنصرية تم بموجبها حرمانهم من التملك والتوظيف والعمل والتعلم والتنقل وحتى من الخدمة الالزامية.
• "الحزام العربي"الذي تم بموجبه مصادرة وانتزاع مساحات واسعة من الاراضي الزراعية الخصبة من الملاكين والفلاحين الكرد،وقامت الدولة بتوزيعها على آلاف الأسر العربية التي استقدمها النظام في عهد الرئيس حافظ الأسد من مناطق الفرات وحلب بحجة غمر اراضيهم بمياه سد نهر الفرات.
• بناء 40 مستوطنة نموذجية للعرب القادمين للتوطين.
• قرار وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي السورية رقم 1682 في شباط 2007 قضى بانشاء الحزام العربي الجديد للفصل بين الكرد في سوريا والكرد في كردستان العراق عبر اسكان مئات العوائل العربية على اراضي كردستان الغربية!
• المرسوم الجمهوري العنصري رقم"49"المشؤوم لعام 2008 الذي استهدف القضاء على الوجود الكردي الطبيعي في سورية،خاصة محافظة الحسكة،من خلال شل الحياة الاجتماعية ومنها التجارة والبناء والعمران في المناطق الكردية مما يجبر الآلاف من ابناء الشعب الكردي الى الهجرة والتشتت في معظم بقاع العالم القريب والبعيد!
• استقدام 300 اسرة عربية بغية توطينها في اراضي قرى كردية في منطقة ديريك / المالكية / بدلا من توزيعها على سكانها الاكراد المحرومين من ارضهم.
• تجويع الشعب الكردي وافقاره،وتفكيك تماسكه الاجتماعي وهدم بنيته الاقتصادية والغاء وعيه الثقافي والتاريخي،وتجهيله بقضيته،وبالتالي تحويله الى اشلاء وبتره عن امتداده القومي،واجبار ابنائه على الهجرة.
• منع النظام اللغة والثقافة الكردية من التداول في المجالات المختلفة.
• تغيير الأسماء التاريخية للمناطق والبلدات والقرى الكردية،واطلاق اسماء عربية عليها!
• نقل الكثير من المدرسين والمعلمين والموظفين الأكراد من مناطقهم الى المحافظات الأخرى،وفصل الطلاب من المدارس والمعاهد،بهدف تفكيك المجتمع الكردي.

ردا على حركة الاحتجاجات التي اجتاحت سورية اصدر بشار الأسد في تموز 2011 مرسوم لتجنيس اكراد محافظة الحسكة!في خطوة شكلية ترقيعية بعد ان اقتحمت موضوعة الكرد الادب السياسي كواحدة من ابرز قضايا الاضطهاد والتمييز في سورية،وباتت مشكلة كبيرة تواجه الدولة السورية،لأن الاسباب التي دفعت الكرد الى الهجرة والترحال القسري،ومهما اختلفنا في تحديد جذورها وتشخيص المسؤول عنها وتباين الآراء بصددها،بقت وتبقى خطيرة!ولم تظهر مشكلة التمييز الطائفي والتهجير وقضية الكرد في سورية مع انقلاب آذار 1963 وحركة الأسد الأب التصحيحية،رغم انها تفاقمت واتسعت وشملت مئات الآلاف من ابناء الكرد واصبحت احدى مظاهر ازمة النظام الممعن في اجراءاته القمعية المعادية للحريات والحقوق الانسانية والتي ادت الى ان يعيش قرابة اكثر من 2 مليون سوري مكرهين خارج وطنهم تتوزعهم المنافي القريبة والبعيدة!


*(1) انظر: دراسة الكاتب المعنونة"الغدر البعثي وتغييب الشيوعيين العراقيين في البلدان العربية"/الحوار المتمدن/2008.
*(2) انظر: دراسة الكاتب المعنونة"حقوق الانسان في البلاد العربية – سوريا نموذجا"/الحوار المتمدن/2008.
*(3) انظر: دراسة الكاتب المعنونة"الاوهام الاقليمية ومحاولات تدجين العقل الكردي"/الحوار المتمدن/2009.


بغداد
20/7/2012



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلطجية مخالب السلطات المتنفذة في العراق
- الحكومة العراقية وتصفية آثار الاحتلال الاميركي..اخفاق تلو ال ...
- ثورة 14 تموز بين الملكيين الجدد وتنظيرات اليسار الجديد
- ابراهيم كبة والمبادرات الخجولة للمؤسسات الاكاديمية العراقية
- ثورة 14 تموز 1958 المجيدة والاقتصاد الاسلامي
- العلوم والتكنولوجيا على ضوء وثائق المؤتمر الوطني التاسع للحز ...
- اشباه المثقفين والقادسيات المليونية في العراق
- العراق بين العبث والديماغوجيا السياسية
- الطاقة الكهربائية على ضوء وثائق المؤتمر الوطني التاسع للحزب ...
- ابناء الشعب العراقي مصدر قلق جدي للعلامة عبد الخالق حسين
- المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي... دلالات و دروس ...
- منع الحفلات الغنائية وديمقراطية صباح البزوني
- المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي والعدالة الاجتما ...
- سليم مطر!ما هکذا تورد الإبل ايها (الاديب والمثقف...)!
- من يدق طبول الحرب في العراق ... يا دولة رئيس مجلس الوزراء؟
- التاسع من ايار والمؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي
- الحرية للأكاديمي الدكتور محمد طاقة!
- ازدراء الطبقة العاملة العراقية نهج ثابت في سياسة حكومات نوري ...
- نوري المالكي .. بين الاستبداد ونصرة الطائفية
- عبد الامير الخرسان والاقتراحات الجديدة القديمة الى الحزب الش ...


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم عطوف كبة - تلقينا بحزن بالغ نبأ مصرع الأخ الراحل آصف شوكت!