محمود جلبوط
الحوار المتمدن-العدد: 1108 - 2005 / 2 / 13 - 11:06
المحور:
الادب والفن
كم محزن أن نتأمل الحياة حولنا, و حياتنا..وكم ممتع أن ننساها وننسى أحداثها.....تلك العادات الجامحة والمذلة التي تعودناها طويلا باتت عبئا على قلوبنا.. دعونا ننظر إلى داخلنا ... ماذا سنرى؟ أحقادا غافية... الجبن وحده يمنعنا من التعبير عنها..... حقيرة هذه الحياة وحقيرة عاداتنا.....نحرص فيها أن نظهر أنيقين ولطيفين وإنسانيين ولكن كم فظيع إن أنصتنا إلى داخلنا....فنكتشف أن هناك صخب و لجة ما أن تأتي فرصته ويخرج حتى يقذينا ويقذي من حولنا.....وكلما زادت خلافاتنا وغربتنا عن بعضنا, يتزايد معها تحدينا لبعضنا فنوسع معاركنا ونتسلح بأقوى ما عندنا من مخالبنا وننسى أننا في يوم من الأيام كنا أحبة,أصدقاء, رفاق, و كان الواحد منا يمكن أن يموت من أجل الآخر...وكان الواحد منا لا يستطيع الإستغناء عن الآخر.. أنظر إلينا ماذا نفعل وماذا فعلنا.....نقتل أنفسنا .. ننتحر....نقطع كل ما يربطنا.. غير عابئين من يكون من بيننا الضحية, حتى ولو كانوا أولادنا, فلذات أكبادنا...مهمتنا الأساسية تصبح القطيعة فتأتي معها الظلال السوداء, اليائسة, لتغطي كل شيء في حياتنا وحياة أحبائنا...وحينها لن تجدي كل موسيقى العالم ولاحتى فيروز لتهدئتنا.. لأننا من البداية لم نصغي لموسيقى قلوبنا...لا جدوى فالحقد أعمى بصيرتنا وخلع قلوبنا من صدورنا ورماه للذئب, ووضع بديلا له حجرا تماشيا مع عصرنا.....بعضنا أكل لحم حبيبه أو صديقه أو رفيقه ميتا ونهشه أمام الآخرين عله يجمع حوله المؤيدين... و.بعضنا هرب للصمت....لكن الصمت قاتل....والذين يصمتون طويلا يتعبون....يأتي يوما فينهارون أمام إبتسامة عابرة...ونظرة حانية.. ..لمسة سحرية أثيرية , فلا يعودوا قادرين على الصمت.. فيبوحون..ومع كل بوح يزدادون حزنا.. وتزداد أمور القلب صعوبة وتعقيدا...ألا متى لهذا القلب أن يصمت....
#محمود_جلبوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟