أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما وراء طرح فكرة الشراكة السياسية في الساحة الفلسطينية















المزيد.....

ما وراء طرح فكرة الشراكة السياسية في الساحة الفلسطينية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 17:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


الشراكة السياسية Political partnership مصطلح جديد بدأ يروج في العالم العربي خلال العقد الأخير من طرف جماعات الإسلام السياسي ثم انتقل إلى الساحة الفلسطينية،الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول مفهوم الشراكة السياسية وما الفرق بينه والمشاركة السياسية Political participation ؟ ولماذا تستعمله جماعات الإسلام السياسي أكثر من غيرها؟ وهل تصلح الشراكة السياسية في الحالة الفلسطينية؟وإن كان كذلك فهل هي بديل عن البرنامج الوطني المشترك ؟.
أولا: تعريف الشراكة السياسية وملابسات ظهور المصطلح
أسئلة كثيرة يطرحها مصطلح الشراكة السياسية وتوقيت ظهوره،فمصطلح الشراكة partnership بشكل عام ظهر بداية في العقد الأخير من القرن العشرين كنهج جديد في التعامل الدولي وخصوصا الاقتصادي،مثلا الحديث عن الشراكة الأورومتوسطية والشراكة بين التكتلات الاقتصادية الكبرى الخ.إذن هو اتفاق بين عدد من الأطراف لتحقيق هدف أو أهداف من خلال القيام بعمل أو أعمال مشتركة تخدم جميع الأطراف الشريكة دون إلغاء خصوصية كل طرف أو حقه بفض الشراكة إن شعر أنها تتعارض مع مصالحه.
فيما بعد دخل مصطلح الشراكة السياسية القاموس السياسي كوصف لشكل أو ترتيب سياسي تتوافق فيه قوى وكيانات سياسية على محاصصة أو توزيع مناصب ومغانم السلطة السياسية مع احتفاظ كل حزب أو جماعة سياسية ببرنامجها وأيديولوجيتها ،وكان بداية ظهور وتطبيق الشراكة السياسية في العراق بعد انتخابات 2006 حيث فشلت الانتخابات في حسم الخلافات العميقة بين المكونات السياسية العراقية وخصوصا بين قائمة العلاوي وقائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي،الأمر الذي أدى لشراكة سياسية بين كل المكونات السياسية ،وبالتالي تجاوز مبدأ أغلبية تحكم وأقلية تعارض.
يمكن فهم لجوء القوى السياسية العراقية للشراكة السياسية بالمفهوم المشار إليه،لأن المشهد السياسي العراقي تتنازعه قوى سياسية طائفية واثنية بينها صراعات وخلافات كبيرة وعاشت حالة من الحرب الأهلية،الأمر الذي يجعل توافقها على برنامج وطني مشترك أمرا صعبا بسبب انعدام الثقة والتوزيع الطائفي والاثني والجغرافي ،فتم اللجوء إلى الشراكة التي تمنح لكل جماعة وبالتالي لكل طائفة نصيب في المناصب والامتيازات وفي اتخاذ القرار ،مع احتفاظ كل تكتل أو جماعة سياسية ببرنامجها وصفتها التمثيلية.فالشراكة في هذا السياق أقرب لمفهوم المحاصصة وهو أمر يتعارض مع المواطنة وإرادة الأمة والانتماء الوطني المشترك ،وعليه لاحظنا أن المشاركة في العراق لم تلغ الطائفية والإثنية بل عززتهما، كما أنها لم تعمل على الدمج الاجتماعي والجغرافي بل شجعت على الجهوية الانفصالية،وكل ذلك تساوق مع استمرار العنف ثم أزمة تهدد اليوم استقرار العراق ووحدته.
ما بعد العراق أخذت جماعات الإسلام السياسي وخصوصا الإخوان المسلمون يروجون له بحيث غطى على مفردات الديمقراطية والمشاركة السياسية والوحدة الوطنية والمشروع والبرنامج الوطني المشترك.،ففي تونس مثلا كان لتطبيق الشراكة السياسية سياقا مختلفا نسبيا،فمع أنه لا توجد في تونس صراعات طائفية واثنية ولكن يوجد تيار إسلامي قوي وتيارات ليبرالية وعلمانية،وجميعها شارك في الثورة وكلها تطالب بنصيب في النظام السياسي ما بعد الثورة ولا يقبل طرف تسليم مقاليد الأمور لطرف ثاني حتى وإن كان هذا الأخير يمثل الأغلبية. وهكذا ما بعد الانتخابات التي منحت حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي أغلبية الأصوات أعلنت القوى السياسية الثورية عن ولادة الشراكة السياسية بين أهم مكوناتها السياسية حتى لا ينفرد حزب بالسلطة ،حيث تم التفاهم على شراكة سياسية مكونة من حزب النهضة والذي احتل المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية وأوكل له تشكيل الحكومة، و حزب المؤتمر من اجل الجمهورية والذي تولى رئاسة البرلمان، و حزب العمل من اجل الحريات والذي أوكل إليه منصب رئاسة الجمهورية ممثلة بمنصف المرزوقي.
بالإضافة إلى هاتين الدولتين تم تداول مصطلح الشراكة السياسية في السودان واليمن وأخيرا في مصر بعد الثورة عندما احتدم نقاش بين دعاة الدولة المدنية ودعاة الدولة الدينية،وفي جميع الحالات كانت جماعة الإخوان المسلمين الجهة المروجة لهذا المصطلح .وأخيرا انتقل المصطلح إلى الساحة الفلسطينية حيث تحدث عنه بداية مسئولون من حركة حماس وخصوصا الدكتور احمد يوسف وكانت له مقالة مهمة بهذا الشأن،وخلال اللقاء الصحفي الذي عقده الرئيس أبو مازن والسيد خالد مشعل يوم 24 -11-2011 تحدثا عن الشراكة وأنهم شركاء،وإن كنت اعتقد أن ما كان يقصده السيد خالد مشعل من الشراكة السياسية ليس ما يقصده الرئيس أبو مازن .
نلاحظ مما سبق أن مصطلح الشراكة السياسية وإن كان يتقاطع مع الديمقراطية والمشاركة السياسية في بعض العناصر كاللجوء إلى الانتخابات وعدم إقصاء طرف لبقية الأطراف والاحتكام للقانون وللوثائق الدستورية المؤقتة ،إلا أنه يختلف عنهما من حيث عدم التزامه بمبدأ حكم الأغلبية وضعف الالتزام بالمواطنة حيث تغليب الانتماء للطائفة أو الجهة أقوى من الانتماء للوطن،كما أن الشراكة السياسية تتناسب مع ظروف مجتمعات منقسمة أيديولوجيا أو طائفيا بشكل حاد وخرجت من مرحلة حرب أهلية أو ثورة وغير متوافقة على مرجعيات وثوابت المشروع الوطني والنظام السياسي المستقبلي،فترتئي القوى السياسية الشراكة في الحالة السياسية مؤقتا مع احتفاظ كل منها ببرنامجها حتى وإن كان متناقضا مع بقية البرامج الأخرى.
إلا أن ما هو خطير في الأمر أن المروجين لمفهوم الشراكة السياسية يخفون حقيقة عدم رغبتهم في التنازل عن برنامجهم الذي يعبر عن مصالح طائفية أو اثنية لصالح برنامج وطني مشترك ،وانعدام ثقتهم ببقية الأطراف الأخرى،أيضا يخفون عدم ثقتهم وإيمانهم بثوابت ومرجعيات الأمة والدولة كما رسخت عبر السنين .عندما تقول جماعات الإسلام السياسي بالشراكة السياسية فكأنها تقول نحن لنا برنامجنا الإسلامي الذي لا يمكن أن يذوب أو يتوحد مع المشاريع الوطنية أو العلمانية أو القومية،وبالتالي فإن نقاط الالتقاء لن تكون أكثر من محاصصة تقاسم السلطة أو المسؤوليات مؤقتا إلى حين توفر الظروف المناسبة للسيطرة المطلقة على المجتمع والنظام السياسي .
ثانيا:التباس مفهوم الشراكة السياسية في الحالة الفلسطينية
هناك ما هو مشترك مع الحالة العربية وما هو خاص بفلسطين كدولة تحت الاحتلال.المشترك هو الانقسام المجتمعي والسياسي بين تيار وطني ليبرالي علماني وتيار إسلامي،وحالة التناقض والتباعد غير القابلة للتجسير بينهما من وجهة نظر التيار الإسلامي خصوصا حركة حماس.أما الخاص في الحالة الفلسطينية فهو الاحتلال الإسرائيلي ،فإذا كان مفهوما ومقبولا إعمال مبدأ الشراكة بين مكونات سياسية في أنظمة سياسية مستقلة يتم من خلاله احتفاظ كل حزب أو مكون ببرنامجه وإستراتيجيته للعمل وبشبكة علاقاته وتحالفاته الخارجية، ففي الحالة الفلسطينية يتطلب الأمر اتفاق على مشروع وطني أو برنامج وطني مشترك يتم من خلاله توحيد الأهداف واستراتيجيات العمل،حيث لا يجوز مواجهة الاحتلال ببرامج متعارضة إحداها يقول بالتسوية والسلام والاعتراف بإسرائيل وآخر يقول بالمقاومة ورفض التسوية السلمية وعدم الاعتراف بإسرائيل،وأصحاب كل برنامج يخونون أو يكفرون أصحاب البرنامج الثاني.لا يمكن تأسيس شراكة سياسية نضالية في ظل احتفاظ كل حزب بميليشياته وأسلحته وبتحالفاته الخارجية وبحيز جغرافي يستبد في بالسلطة دون الآخرين.
إن أخشى ما نخشاه أن طرح مفهوم الشراكة السياسية محاولة من حركة حماس للتهرب من المصالحة الحقيقية التي تؤسَس على استحقاق الوحدة الوطنية والمشروع الوطني المشترك .هذا لا يعني مطالبة حركة حماس بأن تتخلى عن مواقفها لتتماها مع مواقف منظمة التحرير أو تتخلى عن رؤيتها الإسلامية،بل المطلوب التوصل لبرنامج عمل مشترك في إطار رؤية وطنية مع إرادة لتنفيذ هذا البرنامج ،وقد سبقتنا شعوب خاضت تجربة مقارعة الاحتلال في التوصل لهذا النوع من الشراكة السياسية مثل جبهة التحرير الفيتنامية وجبهة التحرير الجزائرية الخ .في ظل الاحتلال يجب أن تتراجع البرامج الحزبية والأيديولوجية لصالح برنامج وطني مقاوم مشترك .
يمكن التعرف على رؤية حركة حماس للشراكة السياسية من خلال كلمة ألقاها الدكتور محمود الزهار في ندوة نظمها منتدى الأمة للتنمية يوم 23 يونيو 2012 حول الشراكة الوطنية،حيث قال إن الشراكة لا تعني أن يتنازل أي حزب عن برنامجه أو تندمج برامج الأحزاب في برنامج وطني واحد ،بل يحتفظ كل حزب ببرنامجه ،وبالتالي فإذا كانت حماس تقول بأنها لا تعترف بإسرائيل ولا تعترف بدولة فلسطينية على حدود 67 وتتبنى نهج المقاومة المسلحة فهذا من حقها ولا يجب أن يُطلب منها تغيير برنامجها،ويواصل القول وبالنسبة لفتح فإذا كانت تقول بالتسوية السياسية ورفض المقاومة المسلحة وتعترف بإسرائيل وتقبل بدولة على حدود 67 فهذا من حقها ،والشراكة في نظرية احتفاظ كل حزب ببرنامجه.
ولا نعرف كيف يمكن أن تقوم شراكة سياسية بين قوى وأحزاب لشعب تحت الاحتلال إن لم تكن شراكة في إطار رؤية واحدة للهدف الوطني ولإستراتيجية الوصول للهدف . كيف يمكن مواجهة الاحتلال في ظل تعارض البرامج والاستراتيجيات ؟ إن خطورة مفهوم الشراكة عند حماس أنه يبرر المحاصصة وتقاسم المواقع والمناصب في منظمة التحرير في ظل الاحتلال ويمهد الطريق لإدارة الانقسام فقط ،الشراكة التي يتم الترويج لها في الساحة الفلسطينية في ظل الانقسام لن تؤدي إلا لشراكة كيانات سياسية أو شراكة إدارة الانقسام.وما يبرر تخوفاتنا ويعزز شكوكنا الإفشال المتعمد لكل الحوارات والتفاهمات التي تؤسس لبرنامج وطني مشترك كوثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة والورقة المصرية للمصالحة وأخيرا اتفاق الدوحة .
‏19‏/7‏/2012
[email protected]
www.palnation.org



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى وإن كانت قناة الجزيرة
- فوز مرسي وتداعياته فلسطينيا
- فوز مرسي ما بين انتصار الإخوان المسلمين وانتصار الثورة والدي ...
- باراك سيستكمل مخطط شارون بفك الارتباط مع بقاء الاحتلال
- الشعب الحقيقي والشعب الافتراضي
- التحركات الشعبية تكشف أزمة علم وعلماء السياسة العرب
- نكسة تستنهض شعبا
- محاكمة مبارك تعكس التباس المرحلة الانتقالية
- الدين لا يمنح شرعية لحاكم
- الانتخابات الرئاسية المصرية وإشكالية الشراكة السياسية
- استراتيجية الحفاظ على الذات الوطنية
- نحو تعديل حكومي يؤسَس على تفاهمات المصالحة
- المطلوب ما قبل وما بعد تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين
- القدس ليست بحاجة لفتاوى رجال الدين بل لإعمارها وتحريريها
- هل سيمتد الانقسام الفلسطيني إلى منهاج التعليم ؟
- فشل تسوية الاتفاقيات ونجاح تسوية الأمر الواقع
- في ذكرى رحيل أبو جهاد نستحضر الزمن الجميل
- الثورات العربية وصعود الإسلام السياسي ومستقبل الصراع العربي ...
- مفارقات (الربيع العربي)
- رسال مفتوحة إلى السيد الرئيس محمود عباس


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما وراء طرح فكرة الشراكة السياسية في الساحة الفلسطينية