|
الولايات المتحدة و إنقاذ سوريا
حسام يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 17:16
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
منذ عام ونصف تقريباً لم تتوقف الجهود الدولية و الإقليمية الخجولة لإنقاذ سوريا و الشعب السوري ، ولم تتوقف آلات الدمار والقتل وحمامات الدم في سوريا ، فقد زاد عدد الشهداء على ما يربو عن 17 ألف شهيداً منذ قيام الثورة الشعبية السورية في مارس 2011 بحسب الأرقام الصادرة عن المرصد السوري لحقوق لإنسان ، بل إن بعض الجرائم قد تطورت لتصل إلى مصاف الإبادة الجماعية ، فقد وصف موفد موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان مذبحة بلدة الترميسة التي راح ضحيتها 220 شهيداً وفقاً للأرقام الصادرة عن المعارضة السورية ، بأنها الأعنف منذ بداية الثورة السورية استخدم فيها الأسلحة الثقيلة والدبابات و الطائرات المروحية . إذاً فأمام هذا المشهد الدموي المتكرر في سوريا ، يثور التساؤل حول الآلية التي تمكننا أن ننقذ الشعب السوري و سوريا ، خاصة و أن انهيار الدولة سواء ببقاء نظام بشار الأسد أو بفنائه سيؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد الاستقرار الإقليمي – إن جاز التعبير - سيكتوي بنارها الدول المحيطة بها . ومما يساعد على صعوبة إنقاذ سوريا و السوريين هو تورط أطراف إقليمية و دولية في هذا الصراع بشكل سياسي و عسكري مباشر أو غير مباشر، فإيران وروسيا هما متورطتان في هذا الصراع سواء من خلال القوات على الأرض من الحرس الثوري أو من حزب الله ، وروسيا من خلال مبيعات السلاح لنظام بشار الأسد ، و الصين التي تبدي قلقها من التدخل الدولي في سوريا لأغراض إنسانية . وعلى الجانب الآخر فإن الطرف الداعم للمعارضة السورية ولجيش سوريا الحر قطر من خلال سلاح الإعلام الذي أثبت نجاعته في المد الثوري العربي ، إلى جانب دعمها مع السعودية بحسب التقارير الصادرة عن الإندنبندنت في 13 يونيو 2012 بأن عناصر من الجيش السوري الحر يحصلون على الاسلحة من كلا البلدين عن طريق تركيا وبمساعدة المخابرات التركية. والدور السعودي فيما يتعلق بمواجهة المد الشيعي والتخلص من نظام علوي شيعي يحكم أغلبية سنية يساهم في تحقيق أهداف ومصالح إيران في المنطقة ، خصوصاً أن هذا النفوذ الإيراني بدأت ملامحه تتبلورفي المنطقة الشرقية من المملكة. وعلاوة على ما تقدم فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تقف بموقف المتفرج على هذه المنطقة الحيوية بالنسبة لمصالحها وأمن حلفائها أو من وجود قوى إقليمية تهدد أمن إسرائيل ، خاصة وأن التجربة العراقية لا تزال ماثلة في الأذهان ، فذاك البلد قد عانى من الصراع ولا زال منذ عام2006 فضلاً عن التدخلات الإيرانية فيه ، أضف إلى لبنان ، فتحول هذه المنطقة إلى منطقة صراع طائفي وانهيار النظام السوري من الممكن أن يؤدي إلى سيناريو غير مقبول من جانب الولايات المتحدة و إسرائيل وهو وقوع الأسلحة الكيماوية و البيولوجية في أيدي حركات المقاومة ضد إسرائيل . فماذا ستفعل الولايات المتحدة حينئذٍ ؟ خاصةً وأن بعثه المراقبين التي يرسلها مجلس الامن الدولي لمتابعه حالة وقف اطلاق النار في سوريا قد انخفضت جدواها بالفعل بقدر ما ارتفعت جثث المدنيين تحت الارض، وتنعدم اهميتها وفاعليتها كلما زاد عداد القتلي من المواطنين السوريين ،السيناريو الأول يتمثل في العمل على الاتصال بالمعارضة السورية السياسية والعسكرية ، فقد سمحت الولايات المتحدة بحسب التقرير الصادر عن وورلد تريبيون في 13 يوليو أن الجيش السوري الحر أسس جماعة ضغط لوبي في واشنطن لكسب تأييد الولايات المتحدة والضغط عليها لاتخاذ إجراء التدخل العسكري والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في سوريا قبل نهاية العام الجاري. و واشنطن تتعاون مع الجيش السوري الحر لدعم العمليات التي تقوم بها عناصره ضد قوات الجيش النظامي السوري، وذلك من خلال العناصر الاستخباراتية الأمريكية في كل من تركيا ولبنان . ووقف الاتصال بالأحزاب المعارضة تحت مظلة نظام بشار الأسد ، ومواصلة العمل الدبلوماسي مع الأطراف المعنية من أجل احتواء الصراع ، أو على تكون سوريا محل صراع بالوكالة بين السعودية و حلفائها من الدول الخليجية من جانب و إيران من جانب آخر أي بدعم طرف ضد آخر. و السيناريو الثاني في ضوء الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها الولايات المتحدة وتهاوى البنية التحتية فإن التورط في صراع قد لا يؤدي إلى نتائج محمودة العواقب خاصة و أن إسهامها في القضاء على نظام القذافي عبر الناتو و استخدام آليات نوعية فقط ، فإنه يجب التفكير المعمق قبل الإقدام على هذه الخطوة ، و تدخل الولايات المتحدة في سوريا سينظر له علي انه احتلال - وليس تحرير مما سيعقد الي حد كبير القرار في مرحله ما بعد الاسد. حيث يعتقد منتقدو اوباما في الشرق الأوسط ان الولايات المتحدة تريد التدخل في سوريا ونظراً لما يراه العالم العربي تجاه الولايات المتحدة من صورة سلبية حيث اجريت بعض استطلاعات الراي في المملكة العربية السعودية ولبنان ومصر والاردن وكانت النتيجة سلبية علي الدوام خاصه بعد التدخل في العراق؛ ولذلك فاذا تدخلت الولايات المتحدة في سوريا فسيضع الاسد نفسه موضع المحارب الذي يقاتل الاحتلال الامريكي الصهيوني . ان سوريا بها العديد من المجتمعات الطائفية . فعلي سبيل المثال ليبيا بها 97 % من السنه ولكن سكان سوريا (مثل العراق) غير متجانسين: فهناك 74% سني مسلم, ومسلمين اخرون (بما فيهم من العلويين والدرزيين) بنسبه 16%. والمسيحية (مختلف الطوائف) بنسبه 10% ولذلك فالتدخل ومحاوله تسليح المتمردين السوريين سينتج عنه احتمال كبير في اشعال صراع طائفي (كما شاهدنا في العراق) ومع اختلاف الجماعات الدينية والانخراط في عمليات التطهير العرقي وهذا ما حدث في بغداد فيمكن ان يؤدي ذلك ايضا الي ارتفاع عدد القتلى من المدنيين والذي سيتجاوز بكثير المجازر الحالية . وأيٍ من هذين السيناريوهين فسيكون من اجل مراعاة عامل التوازن من المنطقة فالولايات المتحدة ترسم الاستراتيجية و توفر الأليات الممكنة لذلك ، أو ألا تترك الأمور تسير بشكل مغاير لأهداف سياستها الخارجية فوجود ما يهدد إسرائيل أمراً غير مرغوب به
#حسام_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله سوريا وبس
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|