أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - يتقاطع وسياسة صحيفتنا















المزيد.....

يتقاطع وسياسة صحيفتنا


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 09:39
المحور: كتابات ساخرة
    



يبدو أن لعنة الاحتلال الامريكي للعراق قد طاردت كل مفصل من مفاصل الحياة العراقية وكل محرك من محارك الفكر والثقافة بل والفن وأن العباءة التي دخل من خلالها جيش أنصاف المثقفين ما هي الا شق من الاحتلال وشق من ذيوله ،ان هذه العباءة تمطر الوعظ دون أن تشرب منه قطرة واحدة ، فلهم مايشاؤون وللناس حدود هم من فرضها وحدد أطرها وغير معنيين هم بها ، ولا يعني بأي حال من الأحوال أن خروج قوات الاحتلال من العراق واتخاذها مواقع تشرف على ما يدور في داخله أنها لم تعد لاعبا رئيسيا والذي يزعم ذلك فليدلني على مفصل من مفاصل الحياة العراقية ليس فيه اثر لثقافة المحتل أو دور لذنب من أذنابه، ففي الوقت الذي يطبل البعض لفرحة خروج الاحتلال كجسد لكنه لم يخرج وهو يعشعش في عقول الكثرة الكاثرة، متخذين منه مثلا منتهجين منهجه في التعامل مع مفردات الثقافة العراقية .
أما كان الأجدى أن نحاول إخراج المحتل من الفكر قبل أن نخرجه من الخريطة التي عاث بها فسادا فقتل ونهب وسلب؟ ها هو يخرج من الأرض لكنه ينام في العقول آمنا مطمئنا بان من ورائه من سينفذ سياساته في كل حقل من حقول الحياة ليس ذلك من الادعاءات الباطلة ولا هو انتقاص ممن تقدم صف المثقفين قائدا وممنهجا لها مصرحا بكل ما لا يعجب الأحرار ويعجبه ، لكن العملية مخطط لها وحقك هي أمر مفروض وستظل الرؤية الامريكية تطالعنا بوجهها الكالح كل يوم وهي تقرأ لنا من أسفار الاحتلال ومن بطولات زائفة لمقارعة الظلم المتخيل في نفوس من لا يستطيعون طرد الديكتاتوريات من عقولهم لقد صار أشباه المثقفين ممن صنعهم الاحتلال على مزاجه يروجون لنظرياته في مدرسة (الدمقرطه الامريكية) التي لم تر النور ولن تراه بالمطلق فهي وهم يعيش خلف الكواليس والذي يثير على القرف ويبعث على الإحباط هو تلك الوجوه التي تتكرر بثياب لم تعد تصلح لهذه المرحلة إنهم لا زالوا يعبثون بالكلمات عبث المتقصد لكنني من المراهنين على أن الثقافة العراقية الأصيلة ستلفظ هؤلاء خارج خارطة التاريخ وستلعنهم وهم يتصارعون كالديكة على موقع يحفظ لهم مطرا من الخمر وسيلا من الدولارات وتربيتا على أكتاف من يهب أيا كان .
ان بعض الصحف المحلية التي لا زالت تأتمر بأمر الأسياد وهي ترفض رفضا قاطعا الحقيقة حينما تسفر عن وجهها في مقال او دراسة او عمود صحفي فسرعان ما يعتذر لك رئيس تحريرها او صاحب الامتياز بالقول (مقالك يتقاطع وسياسة الجريدة) ونعلم علم اليقين ان هذه الجريدة ما هي الا بوق جديد من أبواق السلطة لا مقام لها ولا وزن اذا عدت حثالة الصحف التي دائما ما تغطي وجه الحقيقة وتمنع كشفها للمواطن العراقي على اعتبار ان المثقف يقف عند باب الحدث وعليه أن يكون على قدر من المسؤولية ولا يحاول الانزواء خلف سياسي لا هم له سوى الضحك على الفقراء بعد سنة ونيف حينما يحل موسم الانتخابات ستراهم يتقافزون بين الأحياء والقرى والقصبات كما تتقافز القطط حينما تشم رائحة الشواء من مطابخ " الخاملات" والحق أقول أن ليس جميعهم بهذه الصفة لكن الاغلبية الغالبة هم كذلك فقد عرفنا ان ثمن بعض من يحسبون على الثقافة العراقية بضعة دولارات من خزينة سياسي "مجهول مواردها" هكذا انزوى بعضهم يفتش عن ملاذ ولو صحيفة لا تصدر إلا للعميان ولا تقرأ الا في حضرة الطرشان أوأو لغرض تنظيف زجاج الواجهات، أو حتى فضائية تبرع بها ميسور ليملأ أسماعنا بخطبه الرنانة والتي غالبا ما ترفع شعار الوطنية ، وتزعم أن همها الوحيد الموا....طن المدلل جدا ، ومحفوظ الكرامة جدا، والسعيد حدّ الملالة ، والحاصل على كل حقوقه الشرعية و...و .
حدثني صاحبي وهو يحمل مقالا ينتقد من خلاله برؤية مثقف همه بناء بلد سعيد خال من الظلم والتعسف السلطوي وهو يرصد ما يدور على الساحة السياسية لإحدى الصحف التي ظهر انها قطعت شوطا كبيرا في خدمة المحتل وأذنابه وبعد اطلاع رئيس التحرير عليه، واقصد المقال، رفض نشره بذريعة أن سياسة الجريدة سياسة مهادنة لا علاقة لها بحياة المواطن فتبا للجريدة ورئيس تحريرها حينما يقف متفرجا على معاناة العراقي ، وعار وشنار على المثقف الحقيقي أن يعمل تابعا بالرأي تملى عليه القناعات مقابل بضعة دنانير لاتسدد أجور مولدة الكهرباء لشهر واحد ولا توفر وقود مولدة بيت لأيام تموز ولا تكفي لشراء كمية العدس الخاص برمضاننا الحالي .
ان هذا الفعل ينسحب تماما على أبواق سلطوية اتخذت لها من الفضائيات المدعومة من مجهول منابر للهراء والثرثرة التي عادت ما توظف لخدمة ذنب ينوي الصعود الى الرأس بطريقة غير شرعية .
لقد بدأ الحراك الانتخابي من الان وبدأت الاموال التي لا تعرف مصادرها تنفق على المروجين تم اختيارهم بعناية وهم فبدأت الانشاطارات والاتحادات والتجمعات والتكتلات والتوافقات والاختلافات تأخذ طريقها الشارع العراقي فهنا تجد احدهم قد اعلن ائتلافه لاغراض انتخابية مع عدد من حواسم هذا الزمان الذين سطوا بشرعية تامة على المال العراقي واجتهدوا في ايجاد فتاوى شرعية تسمح باستثمار ما مخصص قوة للشعب لاغراض انتخابية املا بمستقبل زاهر ليس للشعب انما للمرشح وحاشيته واتباعه من الاصهار والاقارب والاصدقاء ومن لف لفهم ولعل القاموس العربي ضاق ذرعا باسماء هذه التجمعات والقوائم لكن غالبيتها قد اتخذ من العراق المسكين شعارا ومن الالوان هدفا فبين قائمة بيضاء او سوداء او رمادية او صفراء ويعمل البعض في العديد من المختبرات لاستخراج الوان جديدة لم يتعرف عليها العالم من قبل ليطلقها في نهاية الامر على قائمته وعلى سبيل المثال تجمع (البنخضري) وقائمة (البنصفري) وائتلاف الجوزي مع الرمادي لذا تجد ان غالبية هذه التجمعات هي بامس الحاجة لفنان تشكيلي يستطيع مزج الالوان حتى يخرج بلون مميز لهذه القائمة او تلك وكل هذه التجمعات لا هم لها سوى استقطاب المثقف الجائع جدا والعاري جدا ولا اقصد انه جائع بمعنى الجوع المجرد انما هو جائع وعار نفسي ولو قدمت له خزينة العراق لما شبع ولو اقطعته صحراء النجف لما كفاه فهو بحاجة لكل قطع الاراضي السكنية وبحاجة لكل العملات المتعارف عليها في العالم وهو بحاجة لكل انواع الخمور معتقها وحديثها فضلا عن حاجته الماسة لبضعة من زجاجات الفياغرا امريكية الصنع ليتمكن من مواصلة مسيرته مستعينا بصبغ احذية فاحم واذا اضطر فسيجري عملية تجميل لشد الوجه والعجيزة فروحه لا زالت خضراء .
هكذا هم انصاف المثقفين في العراق لا زالوا بضاعة رخيصة بيد جهلة السياسة ومراهقيها عجبت بجباه لا تعرف واكف لا تخجل من ان تمد لا مال وان كان هذا المال من السحت لا حول ولا قوة الا بالله ولعنة الله على المحتل وزبانيته واذنابه من المثقفين وانصاف المثقفين .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ابي ضرغام لابن آوى
- لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي
- زفرات شيخ: حكمت شبّر بين جمود الطبيعة وحركيتها
- قراءة في كتاب عامر عبد زيد والمتخيل السياسي
- تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-
- صناعة المثقف
- شاعر العرب الهولندي


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - يتقاطع وسياسة صحيفتنا