أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - متى بدأت الدائرة؟














المزيد.....

متى بدأت الدائرة؟


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1108 - 2005 / 2 / 13 - 11:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان هناك مقالان قد أتيا كصدى لمقالي من "أين تبدأ الدائرة؟" من الأستاذ مردخاي كيدار والباحث حميد الهاشمي. السيدان كيدار والهاشمي اتفقا واختلفا في آن واحد على من أين بدأت دائرة التمييز والعنف ضد المرأة. اتفقا كلاهما على أن دائرة العنف أساسها البنية الجسدية للرجل، مما جعلته يصبح الأقوى، وذو الباع الأطول، وصاحب السلطة الكبرى، ومنها صار الرجل يرى أن فتل العضلات، ورفع الصوت، وشد الشوارب هي لغة التحاور مع المرأة ومع غيرها من ضعفاء هذه الأرض.

لكن السيدان كيدار والهاشمي اختلفا على نقطة البداية لدائرة التمييز والعنف ضد المرأة. الأول يقول أنها تفتقت من داخل الفراش وتحت الأغطية، أي تبلورت الدائرة من طبيعة العملية الجنسية نفسها، ووضع كل من الذكر والأنثى إثناءها، ومن ثم انعكست تبعاتها على حياتهما خارج المضجع. بينما الهاشمي يرى أن دائرة التمييز ضد المرأة تشكلت خارج غرف النوم، فهي أساسا نَمت من جبروت الرجل وقوته الجسمانية، وبالتالي تلك القوة جعلته يهيمن على مناحي الحياة ومن ضمنها المرأة، وربما فيما بعد انعكست على علاقته الخاصة بقرينته. إن كان بدء دائرة التمييز ضد المرأة في الفراش، أو كان انتهاءها عنده، فهذا أمر لن يغير من الواقع المرير الذي تكابده اليوم معظم نساء العالم. فمنذ سقوط العهد الامومي، وبروز الحقبة الأبوية كما تقول "روبن مورغان" في كتابها "عاشق الشيطان" أن نقطة التراجع حدثت "حين تحول الذكر إلى رجل، والرجل إلى بطل، والبطل إلى إله" فمنذ ذلك الحين تبدلت مكانة المرأة، فأنحدر بها الحال، وتهاوت من علو الآلهة، إلى حضيض مخلوق نكرة. فالنقاط التي سطّرها السيد مردخاي في مقالته لتوضيح العلاقة الجسدية من وجهة نظر "ذكورية" كما نوه والتي هي نظرة "فرويدية"، مخالفة تماما لما كانت تراه الأنثى حينما كانت تمسك بصولجان السلطة، وتتربع على عروش الكهنة والآلهة. وللتوضيح لابد أن نعود أولا بالتاريخ للوراء لأكثر من مليون سنة، حيث كان "أشباه البشر" يتحركون على أربع قوائم. تقول "روزلاند مايلز" في كتابها " تاريخ النساء في العالم" "كان الذكر يأتي الأنثى من الخلف كما تفعل الحيوانات الأخرى". لكن بعد "ثورة النهوض" ووقوف الإنسان على قدميه، وتطور "كفه بنمو إبهامه" تغيرت أمور كثيرة في حياة البشر، ومنها "شكل العضو الذكري ليتناسب مع وضعية استلقاء الأنثى" عند ممارسة الجنس. بعدها بآلاف السنين برزت الأنثى بسبب ميزة الإنجاب والتصاقها "بأعجوبة الخلق". يقول الكاتب "كولن ولسون" في كتابه "إله المتاهة" عن تقاليد وطقوس "الهيكمونيون" الأوائل أنهم كانوا ينتقون صفوة الرجال من اجل أن يقوموا على خدمة الإناث المقدسات في المعبد. كان يمر الذكر منهم بعدة اختبارات صعبة، كالصوم لثلاثة أيام متواصلة من كل أسبوع لعدة شهور، والنوم على عتبات المعبد في ليلة شتائية قارصة من الغسق حتى الشروق، من اجل أن ينال رتبة "خادما خاصا" للإناث المقدسات، لكي "يغسل ثيابهن ويخيطها، ويغسل لهن شعورهن. كانت إفرازات أجسادهن تعتبر أشياء مقدسة...كان يُسمح (للخادم) بأن يلوث نفسه ببرازهن، ثم يغسل جسده ببولهن، وهذه ميزة كان يحسده عليها كل ذكور القبيلة الآخرين. كان مزج السائل المنوي للعباد بإفرازات المقدسات يعتبر المرحلة الأولى من مراحل الاتحاد بذاك الكائن المقدس." هناك طقوس أخرى مشابهة حدثت في أماكن مختلفة من العالم حتى عند العرب الوثنيين الذين قدسوا الآلهات الثلاثة اللات والعزى ومنات.

إذن تاريخيا كان دور الذكر في "العملية الجنسية" هو التقرب والتبرك بالأنثى المقدسة، وتوفير الراحة التامة لها. فاستلقاء الأنثى على ظهرها عند النكاح كان فيها نظرة دونية للرجل وليس العكس كما بيّن السيد كيدار، بصفة أن الذكر "خادم" في المعبد يستجدي الرحمة من الآلهات من خلال الأنثى التي تُعد "ظلها" على الأرض. بالطبع "الخادم" همه أن يسعد سيدته، ويبذل قصارى جهده وطاقته لإمتاعها، وهذا ما كان يحدث بين الاثنين في العهد الذهبي للمرأة. من ناحية أخرى المرأة "بوعائها" الرحم، تُمثل ربة المعبد أو سيدة البيت بإقامة دائمة، بينما الرجل ما هو سوى مبعوث "مُحمل بثقل"، يأتي للأنثى ليوّصل ما حُمّل به، ومنها يتلاشى دوره "كذكر النحل". ليس له أي جذور في الأرض التي غرسَ فيها بذوره. في تلك السنين كانت الرغبة الجنسية بالنسبة للرجل هم ومحنة "فرجها" عند الأنثى لتجلب له المغفرة، لكن الجنس عند المرأة كان نشوة وامتدادا للحياة، وبذورا وأشجارا مثمرة، لأنها تكسب مكانة اجتماعية ودينية، وتجني بنات وبنين من تلك العملية، حيث كانوا الأطفال ينُسبون لأمهاتهم ويُعرّفون بهن، فالرجل كان عارض عابر، بينما المرأة ظاهرة دائمة ومازالت بالرغم من الهيمنة الذكورية. أجمل وصف للمرأة تجسدت في عبارة الكاتب الطيب صالح حين قال " أن الأنثى حضارة وكل ما هو حضاري أنثوي."



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين تبدأ الدائرة؟
- ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟
- ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟
- مَن سيكن بشجاعة هذا الرجل يا ترى؟
- مدننا -الآمنة-
- انا سوسنك يا والدي
- مناجاة بين طهران والظهران
- سُخف واستخفاف حتى الثمالة
- من اجل ذاك القنديل
- العالم يقطر انسانية
- رغد وعائشة ورانيا..حالات عَرَضية أم عاهات مستديمة؟
- إن كيدهم أعظم
- الى متى سيظل تاريخ الحضارة الإنسانية يُلقن مبتورا؟
- هل توجد هناك علاقة بين تناسق الجوارب وإزهاق الروح؟
- قذارة امرأة وازدواجية عالم ذكوري
- لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربي ...
- خرافة سندريلا المسكينة تمتهن الأنثى ومادونا تعيد إليها الروح
- وجيهة الحويدر تتلقى تهديداً بالإعتداء - إن يدنا تطول امثالك ...
- العنوسة خير ألف مرة من الزواج من رجل في هذا الشرق البائس
- لا يكفي أن يسترد النساء العربيات حقوقهن! أيها الفحول: دماء ا ...


المزيد.....




- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - متى بدأت الدائرة؟