أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة التاج - غروب صحراوي ببصمة مرزوكة














المزيد.....

غروب صحراوي ببصمة مرزوكة


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 23:06
المحور: الادب والفن
    


تتمطى الرمال شيئا فشيئا كي تتخلص من قيظ الشمس الحارقة ، ومن آثار خطوات زوارها ومخلفات أجسادهم إثر حصص الطمر في أجواف الرمال ......
حركات أفقية وأخرى لولبية تفرضها الرياح الشرقية على كتبان الرمال و هي تجثو على مدار المدينة بغنج كبير ....
اخترقت العواصف المثقلة بحبات الرمل مكسرة رتابة طقس جاف و مرسلة بردا يلطف حرارة الجو والأجساد ,.
بدأ جسدها يتمايل بين الحين و الآخر وعيناها تئنان رغم النظارت الشمسية وكل الاحتياطات ,,,, لكنها أصرت على مواصلة السير نحو هدفها ,,,
للريح قيمة خاصة بعد قيظ حارق ، كما للماء قيمة ذهبية بعد عطش يكاد لا يرتوي إلا والشمس تلملم أطرافها وتسافر بعيدا بعيدا في انتظار انبثاق يوم جديد ,,,,,

لا شك أن لزمن الغروب في فضاء صحراوي قيمة لا تضاهى


للخطو فوق الرمال نكهة قد لا تخلو من طرافة لغير المتدربين ،
تكاد الرمال لا تستقر تحت أقدامها المتمايلة شمالا ويمينا وعمقا ,محدثة صوتا عجيبا مع كل احتكاك بالحذاء الذي تفتقت بعض جوانبه من شدة الحر ,,,
لا شك أن لنعال الصحراء مواصفات خاصة لا يعرفها الغرباء ....مثل العديد من الأمور
وألذ ما في هذا الخطو ذلك الطنين الذي يفرزه الاحتكاك بين الأقدام و حبات الرمال الحمراء وكأنها تزهو بسخونتها العذبة وقت الغروب ,,وتهبها بكل سخاء للأقدام المرهفة من فرط الرطوبة ، لعل للرفاه الاصطناعي بمدننا الاسمنتية تأثيره على الأجساد والأرواح .
ينتشر الدفء في باقي أطراف الجسد مخلفا إحساسا بالغ العذوبة......

رائحة الرمال تملأ فضاء شاسع الامتداد ..وفي كل الاتجاهات ,,,,,وخصلات الشعر تساير اتجاه الريح جذلى باكتشافها الجديد .....
حاولت التحكم في خطوها وهي تمشي في اتجاه المكان المناسب كي تعيش لحظة مسروقة من الزمن الاسمنتي الكئيب ......

حذرها مرافقها الشاب من مغبة السقوط فقالت :
: قد أسقط فوق هذه الكتبان ،وماذا بعد ، ؟؟؟
سوف أنتشي بالتزحلق عليها مثلما تفعل آية في مثل هذه الحالات
كم غبطتها كلما تملكت فضاءا ما من اجل ممارسة التزحلق وهي تحرص على مزج متعتها بنوع من الأمان ....
أو ليست الرمال من يمنح الأمان للأطفال وهم يمارسون ألعابهم المشاكسة ؟؟؟؟

للأمان حضور مميز في الفضاء الصحراوي حيث السلم والطيبة يحبكان العلاقات الاجتماعية بخيوط المودة والدفء .
لقد عاينت عدد زوار مضيفها المريض وهم يواسونه بكل الطرق التي قد تنسيه آثار الألم , بل كان بعضهم يجلس محاذاته ويدلك أطرافه بحنو بالغ يشي بحجم التماسك بين الأقارب في هذه الرقعة الهامشية في جغرافيا البلد ..
قد لا تتماسك حبات الرمل ,,,,لكن قلوب الساكنة متشابكة مع بعضها البعض بصلابة عحيبة ....
لامست أغصان بعض الأشجار المتناثرة هنا وهناك عسى أن تساعدها على ضبط توازنها ،
بحثت عن ظل ما يحضن جسدها المتعب من فرط التجذيف في بحر الرمال ههه
ثم فسحت المجال لعينيها كي تسافر عبر هذا الامتداد اللامتناهي ,,,,,

ألا يأخذ مفهوم الحرية هنا والآن أحد أبعاده الأكثر حسما ,,؟؟؟,,,,
أو ليست حواسنا رهينة سلسلة الكوابح التي تسلبها وهجها الطبيعي كما حبتها الطبيعة في نسختها الأولى ؟؟
تتبعت آثار الخطو على صفحات هذه الكتبان و كأنها كتابة أو رسوم ناطقة بألف معنى ,,,,
كما تأملت تموجات السحب على صفحة سماء صافية الزرقة والامتداد

تبدو الشمس وكأنها تودع كوكبنا الأرض تجر ذيول أضوائها ,,في انتظار انبثاق جديد,,,
لم يبق هناك إلا غطاء ضوئي شفاف يبعث تموجاته الرائعة بين نتواءات المكان ,,,,,,,,
حوار شاعري بين ألوان الرمال الحمراء وهي تعانق أشعة الشمس المنكسرة فوق كتبانها ببهاء كبير ,,,,
تسربلت أشعة الشمس على جسدها ولفته برداء فضي جميل ،
كانت قدماها ممددة وسط الرمال عسى أن يمتصا شيئا من هذه الحرارة اللطيفة لطف اللحظة
في زمن صحراوي واضح الملامح ,
سلمت نفسها لهذا التطهير الرائع ، شعرت أنها تتجدد مع هذا الانسياب الطبيعي الباذخ وهو يتخلل كيانها كي يجتث ما علق به من ندوب أ و جراحات ......

رائحة الرمال تنفث نكهتها الغريبة في الفضاء ، ولوحات تنرسم على صفحة السماء
أشعة تتكسر على الكتبان وأخرى تخترق الأشجار وخط التلاقي يبرز في الأفق معلنا انسجام
الكواكب ووحدة الكون بكل مخلوقاته وكائناته رغم كل الاختلافات والتمايزات ,,,,,


عائشة التاج . الرباط ‏17‏-07‏-2012



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المؤتمر التركي الشمال إفريقي للعلوم الاجتماعية والإنساني ...
- . -. على هامش الندوة الصحفية للجنة الائتلاف الحقوقي الموفدة ...
- افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 ...
- قراءة في شريط الجوهرة السوداء
- فلسفة الحب كبديل حضاري مميز
- الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السود ...
- الاحتجاج ما بين النضال المتحضر ومأزق الغوغائية
- المرأة والحكومة الملتحية بالمغرب
- الحراك العربي ،ثورات أصيلة أم برمجة صهيو امبريالية ؟
- الانتخابات التشريعية بالمغرب تحديات جديدة في سياق الربيع الع ...
- لحظات ممطرة
- لخطاب الأول لمصطفى عبد الجليل،تحرير للوطن أم تحرير -للفحولة ...
- نهاية طاغية ، هل تفضي سقطة الذل لصحوة الضمائر ؟؟
- الربيع العربي ما بين الدفع التحرري و الدفع التدميري
- ولادات في -خلاء- المستشفيات بالمغرب
- حرق الذات ....اليأس الصارخ
- فاجعة تحطم الطائرة العسكرية المغربية .مهنة الجندية ما بين ال ...
- التسويق البلطجي للدستور المعدل أسلوب يسيء للهدف
- الحكرة أحد تجليات الاستبداد
- كرامة الطبيب جزء لا يتجزأ من كرامة الشعب .


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة التاج - غروب صحراوي ببصمة مرزوكة