ألعاب الزورخانة السعودية بعد انتهاء الانتخابات العراقيةإإ

طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 1108 - 2005 / 2 / 13 - 11:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

كلمات
-82-
طارق حربي
ألعاب الزورخانة السعودية بعد انتهاء الانتخابات العراقية!!

تحاول صفحة إيلاف السعودية منذ نحو اسبوع، وبطريقة ماكرة وخبيثة غير خافية على المتابعين، الالتفاف على أعراس العراقيين الوطنية في الانتخابات العظيمة، التي جرت في الثلاثين من شهر كانون الثاني الماضي، تلك الانتخابات التي ضربت النظام السعودي - ومعه كل الأنظمة الفاشية العربية - بعامود حديد على رؤوسهم العفنة فأفقدتهم صوابهم، الانتخابات التي صوت فيها شعبنا الوفي النبيل للمستقبل والمجتمع المدني والديمقراطية.
وجرد موقع إيلاف السعودي كالعادة محرريه السياسيين، وعلى رأسهم المرتزق الأردني نصر المجالي، الذي مامرت مناسبة إلا وحاول فيها (شحدَّه!!) النيل من العراقيين في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وروج الموقع كذلك للمزيد من الصور المضحكة، من مراكز الانتخابات البلدية في الرياض، وصورة الزورخانه الكاريكاتورية المرفقة مع هذا المقال، هي آخر بطولات الزورخانه السعودية!!.
طبعا ليس الغرض من استعراض تلك الزورخانة البائسة هو من أجل الحياة الديمقراطية والنيابية للشعب السعودي!!، ومنحه حقوقه المدنية كاملة، وبناء مؤسسات المجتمع المدني، لكن لذر الرماد في العيون، وقمع المواطنين المطالبين بحريتهم وآدميتهم، والحق بالتمتع بثرواتهم المنهوبة لاسيما في المناطق الشرقية الشيعية المضطهدة!
يعني هي وبمعنى آخر مرحلة جس نبض ( هذه من آليات النظام السعودي ومن أسباب بقائه) تسبق حملة اعتقالات ضد رموز وجماعات تطالب بالحقوق المدنية، وتدعو إلى التعامل بشفافية مع سجلات المغيبين والسجناء (سجناء الرأي خاصة) وجملة من القضايا غيرها، دعونا ننتظر لنرى مايحصل!!؟
من جهة أخرى فإن الزورخانة السعودية تحاول بالمكر البدوي إياه، الايحاء للعالم بأن رياح التغيير لم تهب على العراق حسب، في هذه الفترة العصيبة من عمر المنطقة والشرق الأوسط، بل هبت أيضا على السعودية، البلد المجاور للعراق، وأصبح النظام الرجعي القروسطي فيه، بين ليلة وضحاها، ديمقراطيا على (24 حباية!!)، وكل شيء على مايرام هناك تعالوا وشوفوا!!، وليس العراقيون لوحدهم من يتطلع إلى التغيير وينظر إلى المستقبل بروح مفعمة بالأمل، بل السعوديون كذلك!!
ليس صدفة بالمرة توقيت ألعاب الزورخانة السعودية، بعد أيام قليلة من انتهاء الانتخابات العراقية العظيمة، بل خطط لها منذ فترة ودرست جيدا في قارة الرمل والممنوعات وكم الأفواه والمعتقلات، والقيود التي يتساوى فيها مدخن الحشيشة مع سجين الرأي والاصلاحي والشاعر النبيل علي الدميني ( مازال مغيبا في أحد السجون منذ أكثر من عام)، وتوقيت الزورخانة مع الانتخابات محاولة بائسة وخبيثة لتشويه العملية السياسية في العراق الجديد، (بعد فشل ارسال الارهابيين إلى العراق)، لتحويل نجاح العراقيين في الانتخابات لصالح النظام السعودي ولو على شكل صور من الزورخانة لن يكون لها تأثير على الناس، والتوقيت عبارة عن جرعة سياسية محدودة النتائج، وبالون اعلامي المواطن السعودي ليس غافلا عنها جميعها، إذ لاجديد في بلد غارق في ظلمات العائلة المالكة الحاكمة بأمرها وحدها، أن الانتخابات التي تجرى لأول مرة في تأريخ السعودية، هي انتخابات محدودة ببلدية الرياض لوحدها، ومحدودة النتائج أيضا، وحملت بذرة موتها معها : فنصف المقاعد يعينها أبو الديمقراطية العربية ملك الغازات بتعبير الشاعر العراقي العظيم مظفر النواب، فيما غيبت المرأة عن النصف الثاني!! لكن ماذا بقي : هم أنفسهم أجابوا عبر الصورة المرفقة من أحد مراكز الزورخانة : الشعب السعودي سيرفع الصخرة الجاثمة على صدره في يوم قريب إن شاء الله!!؟
12/2/2005
http://www.nasiriyeh.net/
http://www.tarikharbi.com/

#طارق_حربي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات