بوهان العماري

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 13:37
المحور: كتابات ساخرة
    

كنا قد وعدنا القارئ الكريم بالكتابة عن شخصيات شعبية طريفة ، لعبت دوراً مهماً في حياة الطفولة في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي .
وها نحن نفي بوعدنا الذي قطعناه على انفسنا ونكتب عن شخصية اخرى لا تقل طرافة عن شخصية سوادي ابو الدمام ، الا وهو بوهان العماري او الحاج بوهان ، كما اطلق عليه مؤخراً ، بعد ان ذهب الى الحج وزار القبر النبي .
الذي تميز به بوهان هو العزف الايقاعي بالفم ، وقد عزف لاشهر مطربي الريف امثال المطرب سيد محمد (ابو فيصل) صاحب الصوت الشجي ، وقد استمعت الى ذلك الحفل على شريط كاسيت عام 1980 وعمري يومذاك خمسة عشر سنة .
وبالإضافة الى ذلك فان الحاج بوهان يمتلك صوتاً جميلاً ، وكان يقلد داخل حسن وفريد الاطرش بل انه كان يعشق هذين المطربين ، وقد سجل اكثر من شريط كاسيت يقلد فيهما داخل وفريد بصحبة عازم الكمان البارع والمبدع فالح حسن ، اطال الله عمره .
وعلاوة على ذلك فان بوهان كان صاحب نكتة وهو الذي يبتدعها ويخلقها ، وله كذلك مواقف طريفة مع المطرب المبدع ، صاحب الصوت العذب عبادي العماري ، ونعد القارئ بتسليط الضوء على بعض من تلك المواقف في مقالات اخرى .
لقد كان بوهان يعمل سائق سيارة في امانة بغداد وكان جميع موظفي الامانة يحبوه ويكنون له كل الاحترام والتقدير ، لأنه كان شخصية طريفة ، وقد زرع الفرحة والابتسامة على شفاه وقلوب كل اصدقاءه ، سواء من الذين خارج الدائرة ، او من داخل الدائرة نفسها .
كان للحاج بوهان كثير من الاصدقاء ، ولا سيما من الفنانين الريفيين الرواد منهم : سيد محمد سلمان المنكوب عبادي العماري شهيد كريم عبد الواحد جمعة جواد وادي عودة فاضل وجلوب الدراجي وغيرهم .
والطريف في الامر ان احفاد بوهان قد ورقوا عن جدهم العزف بالفم وقد شاهدت احدهم يعزف ذلك ببراعة عجيبة ، ساعتها كنت قد تمنيت على المعنيين ان يدخلوه موسوعة (غينيس) للأرقام العجيبة والغريبة .
ومن المواقف الطريفة التي فعلها بوهان ، هو انه خطر بباله في يوم من الايام ان يقطع سير السيارات لبضع دقائق ، لغرض المزاح والنكتة . فجاء يسوق سيارته ، بعد انتهاء الدوام الرسمي ، وهو متوجه الى داره ، وقبل ان يصل ذلك ببضع مئات من الامتار ، عرض سيارته في الطريق العام (الشارع) ووقف لعدة دقائق ، وقد اشتغلت عليه اصوات المنبهات (الهورنات) ورفض ان يحرك سيارته الا بعد استدعاء سيارة النجدة ، فقال لهم سيروا امامي وانا سوف افتح الطريق ، وكان شرطة النجدة يعرفونه ويعرفون مزاحاته ففعلوا ما اراد وكانت نكتة الموسم كما يقال . المشكلة ان مثل هذه الشخصيات رحلت ولم تخلفها شخصيات تمتلك طرافتها ، ورحم الله بوهان ، الذي مات عام 2008 .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات