إلهام لطيفي
الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 13:11
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
قتلت "نجاة" بل الأفضل أن نقول دفنت و هي حية ... تلك المراة الاهوازية التي لم تكمل ربيعه الثاني و العشرين قبل خمسة أعوام ... تم وأدها على يد أبيها بحجة الشرف في منتصف الليل و بطريقة يندى لها جبين الإنسانية ...و قتلن بعدها العشرات و صمتت عن هذه الجريمة المئات...كانت هذه الجريمة هي الأبشع في نظري منذ قرأت عنها في جريدة "هم ميهن" الإيرانية حتى الساعة لكن بعدما قرأت الخبر و شاهدت الفيلم الذي نشره موقع (CNN)بالعربية قبل أيام قليلة عن إعدام إمراة أفغانية أتهمت بالزنا وسط صيحات تكبير استحسان حشود الحاضرين بمكان عام و بعد تلاوة القران ، إستدركت مدى بشاعة طرق تزييف ال"شرف" و القوانين القضائية و خاصة عندما قال: عبد البشير سالاغاني،حاكم إقليم "باروان"، حيث نفذ الإعدام، "إن الضحية أعدمت بعد أن تنازع عليها اثنان من قادة طالبان، مضيفاً: و لحفظ ماء الوجه جرى اتهامها بالزنا."و أضاف: "جرى تلفيق محاكمة لها و نفذ فيها حكم الإعدام خلال ساعة واحدة."....
تتالى الربيعات و الخريفات في سنوات عمري و أنا لازلت لا أفهم هذه التعاريف المتلونة و المتشعبة التي تتطلق علي الشرف.... أهو إمراة أم عرض؟ أو قضاء أم أرض؟.... فالجرح أينما كان و في أي نقطة كانت في الأرض يسعر الألم فينا... فمن هو المعدوم أو المقتول فينا؟!! أضحايا جرائم الشرف أم الضمير الإنساني الذي يصمت علي هذه القضايا و الذي يؤهل هكذا قضاة للقضاء علي حياة إنسانة لا حول ولا قوة بيدها الا التسليم.....
فضحايا جرائم الشرف لسن هولاء اللتين يتم حرقهن أو أعدامهن أو دفنهن في منتصف الليل أو في الملأ العام بل هولاء الذين ينصبون المشانق لضمائرهم عند التفرج و من ثم يدفنوها بأيديهم في الصمت علي هذه الجرائم البشعة ليصبح الشرف بزعمهم بألف خير!! .... إذن فصباح العـــــار بغسل شرف!!!...
#إلهام_لطيفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟