|
يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القبض على الدستور
مجدي مهني أمين
الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 08:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد اأزعجنا كمصريين، بمختلف أدياننا، أن تقوم بعض التيارات السلفية بهدم مقابر الأولياء،أزعجهم أن يفرض هؤلاء معتقداتهم الخاصة بهم على الناس من خلال قيامهم بهذه الأفعال العدائية. فنجدهم في هذه اللحظة، التي يمتلكون فيها القوة، يعطون الأمر لأنفسهم ، وينفذون الأمر بأنفسهم، ويهدمون المقابر على رؤوس أصحابها، ثم يهرولون لقتل شاب واقف أو سائر مع خطيبته في السويس، ويقتلون شابين في عمر الزهور لأنهم يعزفون الموسيقى في أبو كبير بالشرقية، وينالون من عادل أمام بحجة الإساءة للإسلام ، وأخيرا يقيمون الدعوى على الكاتب الساخر أحمد رجب، ورسام الكاريكاتير مصطفى حسين، للعمل على إيقافهما لاستهزائهما بالسلفية.
بالطبع لا يمكن لأحمد رجب أو لمصطفى حسين أن يستهزئا بالسلفية، فلو افترضنا أن السلفية معتقد، فكل واحد حر فيما يعتقد، ولا يمكن لكاتب ورسام أن يسخر من معتقد، لأن هذه هي ألِف باء المجتمع الراقي، ألا يسخر أحد من معتقد أحد آخر، فالدستور يكفل حرية المعتقد، ولكن السخرية تأتي جراء الأفعال، خاصة تلك التي تكدر صفو المجتمع، أو تربط الدين بالسياسة ، أو الدين بالمظهر، أو بالتخويف أو التأثير على البسطاء، وغير البسطاء، من الناس.
النقد يأتي من استخدام العنف لفرض معتقد فئة على باقي فئات المجتمع الآمن، والناس تتساءل:
- لمَ هذا العنف؟ ولمَ هذا القتل والترويع؟ وهل يقوم به الفاعل من تلقاء نفسه، أم تنفيذا لأوامر تصل إليه؟ - هل يقوم به لوجه المعتقد، أم بمقابل يدفعه من يصدر هذه الأمر؟ وماذا يريد منا هذا الذي يصدر الأمر؟ ماذا يريد من الوطن والناس؟ - وأي وطن هذا الذي يتدين أهله طبقا لتصور خاص لفئة صغيرة لا تنادي بما تراه بالموعظة، ولكن بهكذا أفعال تصيب الناس بالخرس؟
في هذا المناخ المكفهر، الذي يظهر فيه وزير الداخلية وكأنه يبرر لقتلة شاب السويس ما فعلوه، وأن " الولاد القتلة ملتزمون دينيا، ولو كان الشاب تاسف لهم ماكان تم قتلة!!.. "، في هذا المناخ الذي يقوم فيه رئيس الجمهورية بمحاولة تثبيت اللجنة تاسيس الدستور، وهو يعلم انها لجنة منتقصة الصلاحية؛ في هذا المناخ الذي يسعى فيه مجلس الشورى ذو الأعلبية الدينية لتعيين رؤساء تحرير الصحف القومية؛ في هذا المناخ الذي يطارد فيه الإخوان المستشارة تهاني الجبالي كي يمنعوها من اعتلاء منصة المؤتمر العمالي الذي نظمه الاتحاد العام لعمال مصر بشبرا، ويقومون بإعمال بلطجة أمام مجلس الدولة أثناء نظر دعاوى بطلان الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور (أنظر الرابط الأول)؛ في هذا المناخ، نجد أنفسنا أمام سعي حثيث، كي تسقط الثوابت، بل كي تسقط المكاسب التي حصلنا عليها حتى في ظل النظام السابق.
- فما معني أن ينفرد مجلس الشوري بتوجهه الحزبي كي يتولى تعيين رؤساء التحرير؟ أليست هذه محاولة لكسر الأقلام المعارضة لهذا الحزب الحائز على الأغلبية؟ - ثم ما معنى أن ينال بعضهم من أحمد رجب ومصطفى حسين؟ أليست هذه محاولة للنيل من هرمين من أهرام الصحافة، النيل منهما لأنهما أقوى من أي رئيس تحرير قد يأتي مسايرا أو مجاملا للنظام الحاكم؟ - أو ما معنى النيل من المستشارة تهاني الجبالي، وهي أحدى علامات التحدي للنظام السابق في عز قوته وصولجانه، النيل منها؛ وهي تدافع عن هيبة القضاء كي تلصق بها تهمة أنها فلول، فتسقط أمام الرأي العام، كي يجهزوا عليها بلا رحمة؟
بلد تنتهك بقسوة، تنتهك وكأن لا صاحب لها، وكأن الناس فيها بلا عقل، وكأنهم جميعا لا حول لهم ولا قوة، ولا ينتظرون من فيض الكريم إلا بعضا من الزيت والسكر، يأخذونه من السادة الجدد مقابل الولاء والطاعة.
لقد نفضنا النظام السابق عندما واجهناه، قالها حمدين صباحي سنة 2007: هذا النظام سيسقط لو بتنا ليلة في ميدان التحرير، والحقيقة أن حمدين كان متفائلا بعض الشئ، فلقد بتنا في التحرير 18 ليلة؛ وسقط النظام، لا يمكنني أن أتنبأ بكم ليلة يجب أن نبيتها كي يسقط المستبدون الجدد، بعض أن نشروا في الشوارع اتباعهم كي ترهب الناس، ونشروا سياسييهم في الأروقة كي يتهموا الشرفاء بالعمالة، أو أنهم فلول؛ككلمة سحرية تضع الشرفاء في موقف الدفاع عن النفس بدلا من أن يكونوا في موضع المواجهة لتجاوزات هذا النظام الجديد المستبد. لو تفرجنا كثيرا سيسقط العديد من الشرفاء ضحايا للمستبدين الجدد، ومع كل شريف يسقط أو يستسلم، يستأسد النظام الجديد المستبد، وتستقظ أجهزة الدولة واحد بعد الآخر، وتضيع مصر.
لا يمكننا أن نترك القضاة والشرفاء يحاربون بمفردهم ، فكل هؤلاء -دون دعم منا- قد يسقطون في اليأس. لا وقت للفرجة بين الخاسر والكاسب، فهذه معركتنا نحن أيضا،وعلينا ألا نترك القضاء و الشرفاء يقاتلون هذه المحركة نيابة عنا. لقد أخذ المستبدون التحرير، وعلينا أن نتبنى منطق ديجول الذي خرج من فرنسا بعد أن احتلها النازي، وقرر ان يحارب النازية من خارج فرنسا، فلو أخذوا التحرير علينا ان نواجههم من خارج التحرير، نواجههم بكل قوتنا وإيماننا ببلدنا وثورتنا، حتى لا تضيع مصر كما ضاع التحرير.
- الرابط الأول: الوفد - الإخوان أرهبوا معارضيهم وهددوا القضاة
#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس الأول
-
الشعب يريد بناء النظام
-
المسافات الفاصلة بيننا وبين الرئيس المنتخب
-
التاريخ سيكتبه الثوار جيلا بعد جيل بعد جيل...
-
أخي الدكتور البرادعي
-
موتوا بغيظكم
-
بين رومانسية الثورة وغلظة المصلحة
-
ننتخب خصما لا رئيسا
-
المكاسب والخسائر حتى تاريخه
-
ثورة بالتفويض ورئيس بالتزوير
-
ننتخب الإخوان ونحتمي بالعسكر؟ أم ننتخب العسكر ونحتمي بالثورة
...
-
الرئيس الخاسر في البلد الفائز
-
أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك
-
يا قويا ممسكا بالسوط في كفه.. والحب يدمي مدمعك
-
سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة
-
وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...
-
إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة
-
يؤدبون الشعب، ويسقطون في المحظور
-
غير مأسوف عليه
-
علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|