أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الاقتصاد الخدمي وحكاية نهاية الرأسمالية














المزيد.....


الاقتصاد الخدمي وحكاية نهاية الرأسمالية


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 10:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



تمهيد:

مع تطور الرأسمالية تتطور أيضًا مفاهيم اقتصادية جديدة للتعبير عن الحياة التنافسية للمجتمع البرجوازي. فمع تطور تقنية المعلومات مثلا، ظهرت مفاهيم جديدة مثل مفهوم الثورة المعلوماتية، والاقتصاد المعرفي، والتجارة الألكترونية، والمجتمع المعلوماتي هو المجتمع التزاحمي الذي يعتمد في الأساس على الأنشطة الألكترونية وشبكة المعلومات العالمية للإنتاج والتسويق، فهذه الشبكة تقدم مواد جديدة لإنتاج السلع وإدارة توزيعها وتسويقها في السوق العالمية. الأمر الذي أدى إلى نشوء أنشطة ومفاهيم اقتصادية جديدة مثل مفهوم أنظمة الخدمات ومن ثم الاقتصاد الخدمي.

الاقتصاد الخدمي:

إن تطور السلع مع المنافسة في السوق العالمية جعل من خدمات المؤسسات، حجر الزاوية لإستراتيجية الشركات الرأسمالية -الصناعية والتجارية والمالية- في العالم.

إن البيئة التزاحمية للشركات الرأسمالية في ما يسمى بالمجتمع المعلوماتي، ستجعل من تقديم الخدمات أمر ضروري للبقاء في السوق. لذلك فأصبحت إدارة العلاقات بين المؤسسة وزبائنها، أمرًا في غاية الأهمية في الوقت الحاضر. فللحفاظ على وجودها، ستكون الشركات الرأسمالية، مضطرة للغاية، لاستخدام أكثر الطرق التنافسية لمسايرة المنافسين في السوق العالمية. وهذه السوق ستجعل من الخدمات الداخلية للمؤسسات بين الوحدات الإدارية، والغرض منها تقديم الخدمات للزبائن وهو ضرورة من ضرورات حياة المؤسسات الرأسمالية.

وهكذا، فان اقتصاد الخدمات أو الاقتصاد الخدمي (Service Economy)، نتاج تطور رأس المال الصناعي وراءه منتجات تقنية المعلومات، لا يمثل سوى تطور الرأسمالية. إن الاقتصاد الخدمي مفهوم يشير إلى الزيادة في الفعالية الإنتاجية عن طريق تحسين نوعية البضائع، وكلفتها، وسرعة وصولها إلى السوق، والخدمات التي يحتاجها الزبائن تسمى خدمات ما بعد البيع، فهو في الوقت الحاضر، جزء أعظم من إدارة الأعمال (Business)، واستخدام الموارد البشرية (Human Resources - HR) استخدامًا فعالاً.

أنواع الخدمات:

ان وجود الخدمات مرتبط ارتباطا مباشرًا بالسلع والمنتجات الرأسمالية. مثال: تأجير العقارات، صيانة وتصليح السلع المباعة (السيارات والكهربائيات والألكترونيات)، تأجير السيارات والماكينات الأخرى، الغسل الآلي للسيارات، التأمين، المحاماة، تدقيق الحسابات، الاستشارات القانونية، الخدمات المالية، تصميم البرامج الالكترونية للتسويق، خدمات التصدير والاستيراد، ثم خدمات السياحية، خدمات الفنادق، السينما، مكاتب العمل، كتابة السيرة الذاتية لمن يبحث العمل بما فيه الدعارة .. إلخ، إلخ.

وهكذا، فالخدمات أو الاقتصاد الخدمي، ليست سوى حركة رأس المال التنافسية نفسها، وهي جزء عظيم من الأعمال التجارية تلحق الصناعة الرأسمالية، انها حاجة الصناعة والمجتمع الصناعي، بل وخادمة رأس المال الصناعي. وإن أسعار كل هذه الخدمات، خاضعة كليًا، ومثل أية سلعة أخرى، لقانون العرض والطلب.

الخلاصة:

إن النظم الإستراتيجية للشركات الرأسمالية في العالم أجمع، وفي الدول الصناعية على الأخص، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية -وهي أعظم دولة رأسمالية في الوقت الحاضر- تهدف خطتها لزيادة الفعالية الإنتاجية (Productivity)، وهي تشمل العلاقات بين الزبائن والمؤسسات، وربط أهداف المؤسسة بطلبات الزبائن، وتقديم نوعيات جيدة من السلع، وتقديم خدمات مستمرة للزبائن (24 ساعة يوميًّا) وعلى مدار العام، والتعرف على أدوار المنافسين وموقعهم في السوق.
وهكذا، فإستراتيجية المؤسسات الرأسمالية هي نظم القرارات ورؤية رسالتها المعروفة في الإدارة المعاصرة بـ (Vision & Mission)، فكل مؤسسة رأسمالية تسعى للوصول إلى الهدف وهو البقاء وزيادة الأرباح، من خلال نظم إستراتيجية تسمى (SWOT): القوة (Strengths - S)، الضعف (Weaknesses - W)، الفرص (Opportunity - O)، التهديدات (Threats - T).

وهكذا، فعالم المنافسة، هو عالم الابتكارات العلمية في الإنتاج والإدارة الرأسمالية. وان الاقتصاديين البرجوازيين اقترحوا في العقود الأخيرة مفهومًا اقتصاديًّا جديدًا للعالم المعاصر، وهو المجتمع ما بعد المجتمع الصناعي، أي مجتمع الاقتصاد الخدمي المعلوماتي الذي يعتمد على المعرفة في تطوير إدارة الأعمال من زاوية حرب المنافسة الرأسمالية، وهي تأتي نتيجةً لتطور رأس المال والنظام العالمي للرأسمالية لا نهايته، كما يتوهم البعض.

إذًا فإن المجتمع الذي نعيش فيه هو المجتمع الذي يعود طور نشوئه إلى القرن السادس عشر، وطور تكامله إلى القرن الثامن عشر، وطور نزاعاته الحاسمة مع البروليتاريين الشيوعيين الذين يحملون في نضالاتهم رسالة تاريخية جديدة للمجتمع إلى القرن التاسع عشر, وطور تقدمه العملاق إلى القرن العشرين، قرن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، قرن ما يسمى بـ (الاقتصاد الخدمي) في الأدب البرجوازي. وإن الحرب الطبقية بين البرجوازية والبروليتاريا العالمية، لا بد أن تصاحب الأزمات الاقتصادية التي تصيبها النظام الرأسمالي العالمي بين حين وآخر ابتداءً من عام 1825، وإن هذه التطورات وايجاد مفاهيم تنافسية جديدة، لا يغير شيئًا من طبيعة الإنتاج، والتوزيع، والتبادل، والاستهلاك في المجتمع الرأسمالي، ولا من الهدف التاريخي للبروليتاريا، أي الاشتراكية، الحياة الكومونية التي تأتي من خلال إزالة قانون القيمة والاستعاضة عن الأسلوب الإنتاج الرأسمالي بأسلوب الشيوعي في الإنتاج والتوزيع والاستهلاك.



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية بين كارل بوبر وكارل ماركس
- ما فائض القيمة: فرضية، نظرية، أم قانون؟
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية -3-3
- ندوة حول الأزمة الرأسمالية والاشتراكية في كردستان العراق
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 2-3
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 1-3
- أطلقت اليونان شرارة الثورة المجالسية
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس – 2 – 2
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس - 1 – 2
- ما مهمات الاشتراكيين؟ 2 - 2
- ما مهمات الاشتراكيين؟ 1 - 2
- ما بديل الكساد العظيم: الهمجية أم الاشتراكية؟
- النظام الاستعماري يسبق النظام الرأسمالي -3-3
- النظام الاستعماري يسبق النظام الرأسمالي -2-3
- النظام الاستعماري يسبق النظام الرأسمالي -1-3
- الدولة وثورة الكومونة – 5-5
- الدولة وثورة الكومونة – 4-5
- الدولة وثورة الكومونة – 3-5
- الدولة وثورة الكومونة – 2-5
- الدولة وثورة الكومونة – 1-5


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الاقتصاد الخدمي وحكاية نهاية الرأسمالية