فرج بصلو
الحوار المتمدن-العدد: 1108 - 2005 / 2 / 13 - 10:52
المحور:
الادب والفن
أسافر بالقطار
ولست أعلم ماذا كنتِ ستعملين
لو كانت ذاكرتكِ محشوة بالنسيان
وكل الأشياء شفافة
والرسائل متوقفة
والمطر ينهمر في الأعيان
لا أعلم إذا كان القمح كياسة
أو الظمأ هو ال ح ق ي ق ة
في هذه الساعة ذات المقياس
السري, عندما لا تنقرض الحواس
بالسخط المنير لفتنة السنابل
المنابع خفية في ظلال السنديان
وأنا أبحث عني في الماء
والنغمات
عند التلال الحمراء
وأنت تزدرين كل الشكوك
وأفكاركِ ليست صامتة
وقد صارت وجد وقدر
كيان
وتصرفات
ضعي يدك في الماء
(تلك المخدوشة من الشوك)
ولا تنتحبي
واخبريني ما هي الأسماء
النابضة في قلبكِ
وماذا تنتظرين من البكاء
فأنا حينما أبكيكِ حنيناَ في المنافي
ويلمع عسل اليأس من القوافي
لا تظنيني مشتت فاقد الأمل
ومن خلايا جراحي جنيت العسل
وحينها كانت عاصفة الذهب
في شحوم أذنيكِ
تهز صواري النفس بالنبؤات
كل مسافة تملك دماها
هناك ذاكرة أثقل بوزنها
من كافة الغربات
إنني أبحث عن حلمي
تحت جفنيكِ
والأغنام تسير فوق الثلج
على طرفها
والسَّمن من الزرائب يصيح
على العتبة أكناف مخلوقات
تغرد اسمي
والذكريات
فيَّ كما الصياح في الديك الفصيح
كل مسافة تملك استراحاتها
ليس النسيان وطني المحروس
فكان لي وطن وكان
مجهولاً حتى الفقدان
ألا تقولين لي:
أين وصل بنا الزمان
وأي عشب ينمو على صبانا
كل شيء يختفي في المستحيل
والفجر آتٍ
أكيداً على المعتقلات
متقداً كما برق
أضرمته أنات
ونغمته أنات
واليأس راحل كالمراحل
لأن المراحل ليست على دوام
وما ليس على دوام
له نهايات
فأنا مسافر في القطار
إلى بيتي
الحافلة تسير من تحت الليل
البرد يحيط القرى
القلقلة في قلبي
النعاس يثقل الجفون
أما ذاكرتي –
فهي ساطعة كما قرطك المختار
#فرج_بصلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟