أوس حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 09:13
المحور:
الادب والفن
(( قناع الوالي))
قال الوالي يوما ً للبسطاء والفقراء ... إنني كما تعلمون رجلٌ تقيٌ
أعرفُ مخافة َ ربي وأخافُ من يومٍ لا ينفع فيه مال ٌ ولا بنون
لذا سأمحنكم عهد َ الله وعهدي
إنني لأجلكم وأجل محنتكم سأتضرع كل ليلة ٍالى الله
بذل ٍ وخشوع ٍ ومسكنة و أزورُ قبورَ الصالحين والأولياء
فأنا رسالة ٌمن الله وملائكتهِ إلى المعذبين والبؤساء
* * *
وفي الليلِ كان له عاشقة ٌ فاجرة تَمتهنُ الرذيلة َ والضياع
كان يسقيها من كأس خمره ويلعب معها وهو ثملٌ
لعبة الكر والفر ... ويُعلمها كيفَ يكونُ الإنسانُ نبيا ًبثياب الكفر
كان يُطفئ نورَ القمر بردائه ِ و يسرق ُ من السماء نجومها
ومن الريح هبوبها ليحترفَ وجهَه ُالهروب َ مِن ْ خلفِ القناعْ
لم يَعرفْ أن لليل ِ عيونا ً تَفضَح ُ سِرَه ... وأن للجدران آذانا ً تسمعُ هَمْسَه
تنتحُر زهورُ الحب ِبأشواك العهر المتعفن فيه
وحقيقة ٌ مقدسة
تُساق للريح ِ وتُباع
* * *
ووقَفَ الناسُ في اليوم التالي
ينتظرونَ خطبة َ الوالي
وأمَلٌ يلوح ُ في أُُفق البائسين والفقراء وهُمْ يعزفون على أوتار الغسق ْ بحزن ٍ عميق ٍ من صمت الكلامْ
ونَطَق َ الوالي .. نطق :- أقولُ لكُم ْوسيفي فوق رقابكم ........
إن الخمرَ والجنسَ حرام وسماع َ الموسيقى حرام
وقراءة َ الكتبِ الخضراء والحمراء حرام
ممنوع ٌ مرفوضٌ محظورْ
حب ٌ حرية ٌ أمل ورحيل ٌ مع النجوم إلى دنيا الأحلام
والناسُ بسذاجة ٍ يهتفون :- (( عاشَ السلطانُ...
عاشَ الوالي .. عاش َ الإمام ))
* * *
كبيرَ القوم ِ ويا سيدهم يامَنْ لك عليهم أمرٌ ونهيٌ مطاعْ
ما أجمل َ كلامَكَ وأنتَ ُتطَرِزُ لهم ثوب َ الحياةِ بالوهم والخداعْ !
ما أجمَلَ وجهَك َ وأنت تَبتَسِمُ بمكر ٍ وزيف ٍ مِنْ وراء القناع ْ!!
يا مَنْ تَنْتفِخ ُ من العهرِ وتضيقُ مِن َ الترف ما أنت إلا أنت ....
شيطان ٌ أسود تقتلهم بكلماتك الصفراء ... وتطعنهم بخنجر ٍ مِن ْ غِيك َ مسموم وتشنقهم بعمامةٍ سوداء أو بيضاء
* * *
وعَجِبْت ُ لأمرِ تلك َ البلاد كَمْ يعشقون فيها فلسفة التناقض والتضاد
في الليلِ يخلعون أقنعتهم ويرتدون أثواب الشياطين وفي الصباح يغدون أبرارا ً صالحين،... كهنة ً وأنبياء !
#أوس_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟