أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد عبد المجيد - المسكوت عنه بين السعودية والكويت















المزيد.....

المسكوت عنه بين السعودية والكويت


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


علاقةٌ من نوع غريب بين الديرة والمملكة، ففيها كل شيء، ومنها يتسلل الصمتُ إلى الحوارات، ويختلط دفءُ المحبة بالتوجس المستتر حينا والمعبَر عنه رمزيا أحيانا أخرى.
تستضيف الكويتُ موحدي المملكة في بداية تاريخها الحديث، فترد السعوديةُ باستضافة الشرعية الكويتية اثر الغزو العراقي الآثم حتى تحريرها من براثن شيطان بغداد.
تهب رياح الديمقراطية الكويتية على المنطقة فتتأثر بها، لكن السعوديين يعتبرونها عواصف ترابية ينبغي الاختفاء منها ريثما تهدأ، ثم يطل الأمراءُ السعوديون من مكاتبهم الفاخرة بقصورهم الفارهة يطلّعون صباح كل يوم على الصحافة الكويتية لمتابعة أنباء وأخبار المنطقة على الرغم من أن الصحافة السعودية منشغلة حتى الصفحة الأخيرة باستقبالات الأمراء وتقبيل الأنوف والأكتاف والأيدي.

أخطأت الكويت عندما لم تستقبل رسميا وشعبيا الملك فهدَ بن عبد العزيز بُعيّد التحرير، لكنها خرجتْ تستقبل جورج بوش الاب، والحقيقة أن العاهل السعودي صاحبَ قرار استضافة الشرعية الكويتية والذي تحمّل مسؤولية قراره العادل والصائب والتاريخي كان ينبغي أن يأتي قبل كل الزعماء الغربيين والعرب.
وأخطأت السعوديةُ عندما ظنت أنها ، رسميا على الأقل، تؤثر ولا تتأثر ، تحاسِب ولا تحاسَب، حتى الفتوى التي أصدرها الشيخ حمود بن العقلاء الشعيبي أستاذ العقيدة السابق بجامعة الإمام محمد بن سعود والتي تقضي بقتل الفنان الكويتي عبد الله الرويشد بدون استتابة مر عليها الكويتيون والسعوديون مر الكرام خشية أن تخدش العلاقةَ الدافئةَ بين البلدين.
حساسيةٌ غريبة تجعل السعوديين يظنون أن استخدام اسم ( القرين ) مساويا لمشاعر ضمنية معادية، وتجعل الكويتيين يبعثون أعلى السلطات القيادية لتقديم واجبات الفرح والعزاء لأصغر أمير أو أقلهم شأنا.
حتى التهنئة باليوم الوطني السعودي في الصحافة الكويتية تأتي كأنها قصيدة غزل ورجاء من الصغير إلى الكبير!

تاريخيا وجغرافيا هي علاقة مصيرية إن ألَمّ خطرٌ بإحدى الدولتين تداعت له الأخرى، طوعا أو كرها، بالسهر والحمى، ولكن الصمت الذي طال في المسكوت عنه قد يصيب البلدين معا بضرر بالغ.
كان السعوديون يخشون فيروس الديوانيات الكويتية والتي تتجمع كلها أحيانا في برلمان يخطيء ويصيب، يُسِرُّ ويجهر، يُخفي ويُعلن، وأحيانا في صحافة يومية تتمنى سلطاتُ الجيران لو أن قرارا أميريا ساميا بحل الصحافة الكويتية المشاغبة يزيل الصداعَ عن الرأس، ثم يكتشفون، أي الجيران، أن عقدا ممهورا برغبتي الشعب الكويتي وآل الصباح الكرام قد دخل منذ الاستقلال في دائرة المقدس.
تبقى المنطقةُ المحرمة التي لا تقترب منها الكويت ولا تشير إليها السعودية وهي فيضان التطرف الديني والتزمت والتشدد الذي كان يدلف متسللا من الحدود، ومن الأثير، ومن تحت جناح الدور الروحي الكبير الذي تلعبه المملكة فينزل عالة على هذه القيم النبيلة الروحية لمجرد أنه التصق بعشرات الالاف من الفتاوى الرخيصة والفجة والمتخلفة التي كانت تقوم بعملية بطيئة لتربية الإرهاب.
عندما غضب السعوديون على الاخوان المسلمين هيمن صمت غريب على جمعية الاصلاح الاجتماعي في الكويت، العُرف جرى على أن الدور الروحي للمملكة يدخل أي مكان دون استذان أو نقد أو عتاب أو اعتراض.
كانت القوى المستنيرة في الكويت تشاهد سحابات التطرف والإرهاب تتجمع في صدور بعض أبناء الديرة الذين تنفسوا فتاوى قادمة من المؤسسة الدينية في السعودية، وهي تتغلغل في النفس، وتضع أساس كراهية الحياة والجمال والحب والموسيقى والبهجة، وتستبدل بالعقل والحرية والمنطق وكرامة الاختيار البشري ورقات صفراء من القرن الثالث الهجري، وفتاوى علماء يخاصمون العصر وبهجرونه إلى علوم معرفة النقاب والحيض وصوت المرأة والحور العين والثعبان الأقرع والمسيخ الدجال وزواج الجنية من الإنس وأوصاف سكان جحيم الآخرة ....
كان الخطر يقترب من الكويت بعدما طاف بأبناء المملكة واستقطب الكثيرين، وكبت على صدورهم، وكبّل عقولهم، وجعل أفراحَهم في الكفن والموت ومحاربة القيم الغربية ومناهضة ( الآخر ) ووضع أجنحة ملائكة على كل الذين شهدوا عصر النبوة والعصور الأولى اللاحقة له.
وأغمض الكويتيون عيونهم من أجل عيون السعوديين، فتسلل خلسة إلى أجمل تجربة ديمقراطية خليجية، وأطهر عقد اجتماعي بين الحاكم والشعب،
فظهر مرض التطرف والتشدد تحت قبة مجلس الأمة الكويتي حتى أن رفض أغلبية الأعضاء لحقوق المرأة المواطنية والسياسية التي وضعتها أمام ممثلي الشعب رغبة أميرية سامية كانت فيها حلقة وصل غير مرئية مع عالم الفتاوى القادم من الشقيقة الكبرى.. أنتم تمنعون المرأة من قيادة السيارة ونحن نمنعها من قيادة الوزارة!

كانت استضافة الشرعية الكويتية عملا رائعا وأخويا تسطره صفحات التاريخ وسيظل دَيّناً في عنق كل كويتي، وكان أيضا درسا للاخوة في المملكة يتعلمون منه قوة وثبات العلاقة الصحية بين الحاكم والمحكوم، فكان مؤتمر جدة الشهير في منتصف أكتوبر من عام الغزو الذي أجمع خلاله كل الكويتيين بدون استثناء واحد يتيم على التمسك بآل الصباح الكرام وهم خارج الوطن الصغير المحتل، ولو كان مناهضا للحكم الكويتي سبعون شبيها بسعد الفقيه والمسعري وأسامة بن لادن لما اهتز حجر صغير في الديوان الأميري.
العلاقة بين الكويت والسعودية يجب أن تشهد تجديدا دافئا وصراحة يعبس منها الطرف الآخر، وفتحا مؤلما لجرح لتطهيره وهو الفتاوى الفجة والمخيفة واللاعقلانية والمستقطبة للفكر الارهابي التي تمثل خطرا على البلدين الشقيقين.
ما أشد الحاجة الآن لسياسة سعودية كويتية جديدة تقوم على فضح وتعرية الفكر المتشدد والمتزمت والعاشق للدماء والموت، وأنا على يقين من أن السعوديين سيجدون في صدر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مساحة هائلة من التسامح والتفهم والمحبة لهم فقد استضافته المملكة ليُعيد تدريب وتهيئة جنوده للعودة إلى الكويت مُحَرِراً مع الحلفاء والأصدقاء، وهو مَدْين للقرار السعودي الحكيم فليس أقل من اعتبار الخطر الارهابي تهديدا للكويت والسعودية بنفس القدر.

والأمن الكويتي لا يحتاج لدعم مادي من رجال وعتاد واستخبارات، لكنه يحتاج إلى اغلاق منفذ التطرف الديني وفتح الباب على مصراعيه أمام قيم الاستنارة والاجتهاد والثقافة العصرية واحترام العقل وانهاء عهد التكفير وتنقية آلاف الفتاوى التي تتجمع فتصنع كراهية تفجرها سيارة أو يطلقها سلاح أعمى ضد الأبرياء. هل يمكن أن تكون دعوتي تلك رسالة محبة للكويت والسعودية، ولعلها تساعد ولو بقدر ضئيل على اختراق جدار الصمت؟ ألم يأن الوقت لبدء التحرير الثاني للكويت، والتوحيد الثاني للمملكة؟

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
Oslo Norway



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات
- رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. لقد أخطأت أيها الرجل
- نعلن هزيمتنا أمام الرئيس حسني مبارك وابنه
- وقائع محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي
- حوار بين الرئيسين حسني مبارك و.. جمال مبارك
- لن يراقبك أحد في قبرك
- هل القضاء المصري شامخ ونزيه؟
- رسالة اعتذار لأبناء الشيخ زايد
- وقائع محاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير
- الرئيس حسني مبارك يضحك في جنازة وطن
- لكنني لا أعرف هذا الإله
- حوار بين زعيمين عربيين في غرفة مغلقة
- هل تنسحب إيران من الجزر الإماراتية المحتلة؟
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد .. تحرير المواطنين قبل تح ...


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد عبد المجيد - المسكوت عنه بين السعودية والكويت