أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الفادي















المزيد.....

الفادي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أستغربُ جدا من الناس الذين ينكرون بأن يسوع ضحى من أجلنا وقالوا هل من المعقول أن يضحي بنفسه من أجل الآخرين وبأن يحمل عن الآخرين عذابهم؟ لستُ أدري لماذا كل هذا الاستغراب وكل هذه الدهشة رغم أن أغلب البشر وهم بشر وليسوا آلهة يضحون من أجل أوطانهم وأبنائهم وعليه ليس من المستغرب جدا أن يضحي يسوع أو الإله من أجلنا نحن الضعفاء جدا, نحن ضعفاء جدا ونستحق التضحية والقوية ليست في الملوك ولا في رؤساء الجمهوريات فكلنا ضعفاء بالنسبة له ولا نستقوي إلا على أنفسنا ولا نشعر بقوتنا إلا على أنفسنا ولكننا أمام الإله كلنا ضعفاء وبسطاء ونستحق منه التضحية ونستحق أن يحمل عنا آلامنا.

هو الفادي الحقيقي الذي يفتدينا بغض النظر عن أصولنا ومنابتنا وبغض النظر عن بطاقاتنا الشخصية وأرقامنا الوطنية,وبغض النظر إن كنا رجالا أو نساءً وبغض النظر عن عرض بطوننا أو كبرها أو صغر حجمها أو انتفاخ كروشنا أو كُبر رؤوسنا وضخامتها,وبغض النظر عن صلة القرابة بنا وبغض النظر عن جوعنا الفاحش أو عن شبعنا الفاحش,وبغض النظر عن وجوهنا المشرقة أو المعتمة أو الخائفة أو القلقة,ويعطينا سواء أكنا فقراء أم أغنياء وسواء أكنا هنا أو كنا هناك فإنه افتدانا حتى أنه يخلص الذي يصلي له والذي لا يصلي له ويعطي كل الناس حتى وإن لم يلمح وجوههم في أي يومٍ من الأيام, والذين يعطون أبناءهم يعطونهم سواء أكانوا ناكرين للنعمة أو شاكرين لها,فما أجمله من عطاء وما أجملها من تضحيةٍ ومن فداء,والذين يموتون من أجل أوطانهم يموتون دون أن يسألوا إن كان وطنهم يستحقُ منهم أن يموتوا من أجله أم لا يستحق فكيف يكون هذا صعبا على المسيح!!!!!!!!!.

,وأنت بالنسبة لنا جميعا كان موتك راحةً لنا فلو لم تمت وتقوم من بين الأموات لَما وجدنا لنا مخلصا يخلصنا مما نحن به من شقاء,وأنت جُرحت ونزفت من قدميك من أجلنا فكان عذابك أجمل عذاب شاهدته البشرية فبعذابك تخلصنا من عذابنا وبآلامك يا رب تخلصنا من آلامنا,وأنت من علمنا أن نضحي من أجل غيرنا سواء أكانوا يستحقون التضحية أم لا يستحقونها,وهنالك آلافٌ بل الملايين من الناس ماتوا وهم يضحون من أجل أناسٍ هم يعلمون بأنهم لا يستحقون التضحية أو لا يستحقون ثمن تذكرة سفر للوصول إليهم, وأنت الذي علمنا أن نحب كل الناسِ سواء أكانوا يستحقون المحبة أم لا يستحقونها,فكثيرا ما عشقنا وأحببنا أناسا لا يستحقون منا أن نحبهم ولو كان ذلك لساعةٍ أو لدقيقةٍ والمخلص الحقيقي يخلصنا مما نحن به بغض النظر عن مكان صدور جوازات سفرنا ومحلات أقامتنا,والذي يريد أن يضحي من أجلنا يضحي عن طيب خاطر سواء أكنا نستحقُ هذه التضحية أم لا نستحقها.

وهكذا هو يسوع خلصنا رغم أن أغلبنا لا يستحقون هذا الخلاص وفدانا بدمه رغم أن أغلبنا لا يستحقون هذا الفداء, وساعدنا رغم أن أغلبنا لا يستحقون كل هذه المساعدات, وضحى من أجلنا رغم أن أغلبنا لا يستحقون هذه التضحية وكل تلك البطولات والمغامرات,ولم نكن أبطالا حتى يخلصنا ولم نكن مغامرين حتى خلصنا ,ولم نكن ملوكا حين خلصنا أو رؤساء جمهوريات إنه قام بواجبه تجاهنا على أكمل وجه فكان مجيئه وذهابه بالنسبة له واجبٌ إلهي بغض النظر عن أشكالنا وألواننا وبطاقاتنا الشخصية وبغض النظر إن كنا نستحق ذلك أم لا نستحق,ونحن تعلمنا منك العذاب على أصوله ومع إتقان كل فنونه فكم عذبنا أنفسنا من أجل من يستحق ومن أجل من لا يستحق,وأنت من تألم كثيرا من أجلنا رغم أن أغلبنا لا يستحقون كل هذا التحمل فتعلمنا منك أن نتألم عن الآخرين وأن نحشر أنوفنا في آلام الآخرين وكم قال لي الناس مالك وللدين وللسياسة لماذا تتحمل كل هذا الحمل الثقيل!!!!!!!! وكل ذلك من أجل أن نحمل عنهم العذاب وهم لا حمداً ولا شكورى,ومن أجلنا جاء بغض النظر عن قلوبنا سواء أكانت طيبةً أم غير طيبةٍ وبغض النظر عن فقرنا الفادي جاء وأغنانا بغض النظر عن طولنا وعن ضخامة أجسامنا, لقد جاء بالخلاص وبالفداء وبالتضحية ليس لأننا نستحق ذلك بل لأن واجبه كان يملي عليه ذلك,إن أغلبنا خطاة وزناة وضعيفي الإيمان وضعيفي القلوب وجبارون في الأرض وعصاه ومذنبون ومتآمرون حتى على أنفسنا مع سبق الإصرار والترصد ومع ذلك لم يرفع بعضنا درجاتٍ عن بعضنا ولم يأخذ لنفسه لا الربع ولا الخمس ولا حتى 1%,لقد كان يعمل وما زال يعمل لأن وظيفته تخليصنا وليس تعذيبنا ووظيفته هي تحمل الآلام عنا جميعا, ولم تكن طبيعة الطقس بالنسبة له مهمةً جدا لقد فدانا وخلصنا وتحمل عنا في الصيف وفي الشتاء وفي فصل الربيع وفي فصل الصيف ولم ينتهِ الموضوع بالنسبة له بل ما زال هنالك الملايين من البشر الذين ينتظرون الولادة من بطون أمهاتهم والخلاص, لم تكن طبيعة المناخ مهمة له لدرجة أن يهتم بسكان الجبل دون سكان الصحارى لقد جاء بالخلاص وخلصنا كما وعد.

خلصني يا رب من هذا الشقاء, خلصني من كل هذا العناء ومن كل هذا التعب,إنني أستحق أن تتعذب ولو يوما واحدا من أجلي أنا....أنا ذلك الولد الذي قبع تحت قرص الشمس سنين طويلة, وباركني فأنا أستحق أن تباركني وافتديني بدمك القاني فأنا أستحق الفداء, ونور دربي فأنا رجلٌ أستحق في وسط هذا الظلام أن تضيء في حياته ولو شمعةً واحدة أو حتى أصغر عود ثقاب في هذا العالم,وأعطني مما عندك فأنا أستحق أن تعطيني بعد طول الحرمان, أنا محروم من كل شيء وأنا مقطوع من كل شيء وذنوبي التي كانت عليّ سوف يسألُ عنها المسلمون وليس أنا فكل ذنوبي أنت تعرفها جيدا وهي من وجهة نظرك ليست ذنوبا بل محاولات لفهم الواقع المرير الذي أعيشه أنا ويعيشه معي الملايين من الناس.

أنظر لي أنا أستحق منك نظرة كلها شفقة, ضع يدك على رأسي فأنا أستحق أن تلمس رأسي,المس لي قلبي فقلبي يستحق منك أن تلمسه لمسةً كلها حنان.

إنك تفدي كل الناس سواء أكانوا مصريين أو أردنيين أو سعوديين أو مغربيين أو سوريين أو لبنانيين أو طليان أو أوروبيين مستحقين أم غير ذلك,وأنت تعطي كل الناس سواء أكانوا فقراء أم أغنياء فلماذا لا تعطيني وأنا الفقيرُ إليك,ولماذا لا تخلصني وتفتديني وأنا أستحق أن تفتديني وأن تخلصني حتى من نفسي,أعطني قوت يومي فأنا محتاجٌ إليه وأنت أعطيت كل الناس حتى المتكبرين في الأرض وأنا من المستضعفين ومن المتواضعين.

اشفني من كل آلامي فأنت شفيت كل الناس المستحقين منهم وغير المستحقين ورد لي بصري في عيني اليمين الذي فقدتُ نوره مذ كنتُ صبياً,وأنت أحييتَ الموتى وأنا تقريبا إنسان شبه ميتٍ,فأحيني.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحية والاسلام نظرة عن كثب
- علاقتي بالمسيحيين وباليهود
- المسيح,نظرة من الأفق
- مللتُ
- نظرة جانبية للمسيح
- شكرا للرب
- خلق الكون والقرآن
- الحظ لعب مع المسلمين دورا كبيرا في مواجهة الفرس
- عدت مبتسما
- مقال الاعتزال
- الثقافة والبراءة
- شرب القهوة
- كن عربي الدين عيسوي الأخلاق
- ما معنى كلمة دير وكَفر؟
- اللهجه العاميه جميله
- اللغة العربية يرحمها الله
- احذروا الإسلام
- التضحية بالابن الوحيد
- أرض الخطاة
- حول مسيلمة وفاطمة وخالد


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الفادي