أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!














المزيد.....

المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن اليوم أما لوحة دراماتيكية , كارثة إنسانية , مجزرة بشرية , حمامات دم , هجرة مستمرة صوب تركيا ولبنان , نحن اليوم أمام عمليات تدمير هائلة للتراث والحضارة الإنسانية وما بنته الأجيال السابقة في سوريا , نحن أمام حالة مرعبة لا يمكن ولا يجوز أن تستمر بهذه الصورة المتوحشة المتناقضة مع ما تحقق للإنسان من حقوق في هذا العصر الجديد الذي نعيش فيه , عصر الإنفوميديا وعولمة الحياة والمجتمعات على الكرة الأرضية في القرن الحادي والعشرين , نحن أمام دولة همجية ونظامٍ بعثيٍ متوحش ومستهتر يواجه شعباً أعزل , يمارس معه القتل اليومي بالمئات دون رادع أو وازع من ضمير. كما نقف اليوم أمام معارضة ما تزال متصارعة رغم الوحدة الشكلية الراهنة على السلطة , رأيناهم بالأمس وفي آخر اجتماع لهم في القاهرة يتصارعون كالديكة على الكعكة السورية. ونحن أمام "أخوة مسلمين!" يتطلعون للقفز على السلطة والهيمنة على الحكم كما جرى في مصر , وصراخ بعضهم اليومي بـ "الله اكبر" لا يجسد إيمانهم بل رغبتهم في الهيمنة ودليل توحش وليس دليل وعي بالخسائر الفادحة التي تسقط يومياً في سوريا. ونحن أمام مجتمع دولي يتصارع في ما بين دوله الكبرى على مصالحه "الحيوية" في المنطقة المليئة بالذهب الأسود الذي يتحول فيها بفعل جشاعة المتصارعين إلى دماء الناس الأبرياء التي تعود إلى الأرض بدلاً عن نفطها المستخرج , يستبدل النفط بالدماء المسفوحة في المنطقة بدلاً من الخير العميم الذي يفترض أن يعم شعوب المنطقة. مجتمع دولي يتفرج بسخرية قاتلة على مئات الجنائز وهي تنقل إلى مثواها الأخير في العديد من المدن السورية , ومبعوث دولي وعربي يتأرجح بين مدينتي "نعم" و "لا", بين الفشل والإدعاء بإمكانية الحل السلمي! نحن أمام مأساة يعيشها الشعب السور ومسخرة يمارسها المجتمع الدولي.
إن من يتحدث بأن الكارثة محدقة بالشعب السوري , نقول له قف وافتح عينيك جيداً فالكارثة قائمة ومستمرة وليست محدقة بالمجتمع السوري , وهي إن لم يتوقف القتل الجماعي , سينتشر سعير هذه الحرب التي يشنها النظام البعثي الشمولي ضد الشعب السوري إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
إن واجب المعارضة السورية الديمقراطية يتكثف في مسألة واحدة هي وحدة المعارضة الديمقراطية وأن يكون لها تكتيك موحدة وإستراتيج مشترك واحد لا ينتهي بسقوط النظام الشمولي فحسب , بل يمتد ما بعد هذه المهمة لكي لا تسرق الثورة الشعبية من قوى لا تريد الخير والتقدم لهذا الشعب. لن ينفع الاعتماد على السعودية وقطر , فهما دولتان دخلتا في مساومة دولية جائرة لا تعود لحضارة وعصر القرن الحادي والعشرين , أقطابها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية وقطر وجماعة " الأخوان المسلمون " الدولية للسيطرة على المنطقة بأسرها , لمصادرة الديمقراطية وحقوق الإنسان باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان على النمط الأمريكي – السعودي - القطري – القرضاوي , لإقامة دولة ثيوقراطية مناهضة لبقية الديانات والمذاهب الدينية ولكل فكر حر وديمقراطي.
إن واجب المعارضة السورية الديمقراطية ومنذ الآن أن تنتبه لما يراد لسوريا في الوقت الحاضر وفي المستقبل من تأجيج للصراع الطائفي العلوي – السني والصراع القومي العربي – الكردي, وضد أتباع بقية الديانات , وخاصة ضد المسيحيين , وضد الكُرد , إنها محاولة جادة لتنشيط الهويات الفرعية القاتلة , الهوية الدينية والطائفية على حساب الهوية الوطنية السورية , هوية المواطنة السورية الحرة والمتساوية المشتركة.
لنعمل من أجل دعم نضال المعارضة الشعبية السورية في الداخل والخارج , لنعمل من أجل وحدة المعارضة السورية الديمقراطية المناضلة في سبيل حياة حرة وكريمة , ودولة مدنية ديمقراطية دستورية حديثة تفصل بين السلطات الثلاث وتحترم استقلال القضاء والرأي العام والإعلام , وتفصل بين الدين والدولة والدين والسياسة في آن , وحكومة تلتزم بالحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية ومساواة المرأة التامة بالرجل والتنمية الاقتصادية وتكافح الفساد السائد والمفسدين وتقلص الفجوة المتسعة بين مدخولات الأفراد السنوية وتكافح الفقر وعدد الفقراء المتزايد في سوريا.
إن القوى الديمقراطية في العالم العربي تتطلع لأن تكون الثورة السورية في طليعة الثورات العربية التي تؤسس للحياة الآمنة والديمقراطية والتقدم الاجتماعي وتكون نموذجاً لبقية دول المنطقة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار انتفاضة الجيش 1958 (سقوط الملكية وإعلان الجمهورية)
- الحزب الشيوعي العراقي والعملية السياسية في المرحلة الراهنة
- تحية إلى المؤتمر السادس لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
- هل هناك إمكانية لإقامة بديل ديمقراطي في العراق؟
- الشارع العريض الذي تلتقي عنده قوى التيار الديمقراطي العراقي
- هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟
- الخطوط العامة لمحاضرة في ضيافة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي ...
- هل من سبيل لمعالجة مشكلات العراق الملتهبة؟
- الدكتور برهم صالح وبرنامجه الاقتصادي لمستقبل إقليم كردستان ا ...
- هل هناك من دهليز أسوأ من الذي يعيش تحت وطأته العراق حالياً؟
- وعاظ سلاطين العراق وتشويه الحقائق!
- السيد كاظم الحسيني الحائري والعلمانية!
- هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟
- هل يعي الجميع مسؤوليته إزاء الكُرد الفيلية في العراق؟
- هل من اسس معقولة في التحالفات الجارية في العراق
- الأول من أيار في مواجهة حكومة وأجهزة أمن حزب الدعوة (أو) دور ...
- تحية إلى عمال العراق, إلى منتجي ثروة البلاد. ولمصلحة من يمنع ...
- المالكي ... إلى أين؟
- نحو المؤتمر الأول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية في أربي ...
- هل يسير نوري المالكي على خطى صدام ويدفع بحزب الدعوة على خطى ...


المزيد.....




- انقلاب ناقلة نفط ترفع علم جزر القمر قبالة سلطنة عمان
- بعد إطلاق النار.. سفارة أمريكا في سلطنة عُمان تصدر تنبيها أم ...
- -بلومبرغ-: بعض الدول الأوروبية تدرس فتح سفارات لها في أفغانس ...
- -نائب ترامب- يتجاهل مكالمة -نائبة بايدن-
- اكتشاف يحل لغزا محيرا حول -متلازمة حرب الخليج- لدى قدامى الم ...
- العراق بين حزم -خروتشوف- وبندقية -سبع العبوسي-!
- -روستيخ-: صواريخ -إسكندر- الروسية تضرب بـ-دقة القناصة- ولا ت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. أجهزة الأمن تتخوف من عمليات انتقامية
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ-حزب الله- في جنوب لبن ...
- لافروف يصل نيويورك لترؤس اجتماعات وزارية في مجلس الأمن الدول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!