|
بحبك أحببت
نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:30
المحور:
الادب والفن
-1- الحمّى زاجلي الأمين
من مجاهل الرؤى
فضاؤه الكلام
عشّه الاغتراب .
-2-
فجّ ثمري
حلوٌ لحلق الحبيب
لقلبه خمرة
يضرس آكل القشور .
-3-
لستُ كآخر أرى
عيني مكحلة الظنون
رمشي الحادثُ
جفني المطرحُ
فؤادي نور .
-4-
في الميدان يخرس القهر
اللاعب كالرصاصة بريء
تطلقه اللعبة النائمة
تسحقه كالنكتة والورم
تحوي الكلَّ سوى اللعبِ
-5-
منذ نعومة ذاكرتي
أعمل في الهامش
محصولي لا يباع
كاسدة لعبة النصِّ
الرّواج لنصّ اللعبة
مزيدا من الحمّى ..يا ألله
في النار أكسب :
تكرج العبارة كرغيف
تولد كسيحة كعجين
يخبزها فم الجمال
في فرن الماوراء العالي
لا صفقات ولا إعلان أو مدير .
-6-
أشوي الحجابَ
أطحن الباب
على سلّم الوهج
أطولُ المعنى كموتٍ سحيق .
-7-
مطلوب خطير
بالأدب أساء الأدب
يضرّج المنفى
يشرّد التشرّد
مزيداً من الحمّى يارب
في النار أهرب
خالقاً حبري بأصغريّ
من رمادي و دم البحر
أكتب إليكِ مع النبض .
-8-
لمن يروق اختلافي
أهبُ مرآتي
وجهي عبّاد القمر
حوله خونة
أطعموه ملامح داكنة
كدتُ لا أعرفه
واسع وجهه كلاشيء .
-9-
رغم الخفافيش والظلام
تنهض الواحات
تبلع الصحارى والخوف
كما يهوي القناع
كتبتْ ملامحي هويتها
تاهتْ عنها الدروبُ ترشدها
أمّتِ الطرقَ تدميها .
-10-
بين حصار ومجزرة
شربت ْ دمائي ظلالها
انفجر الحدس تنحّى السقف
تدحرج التاج والمتسوّل والمسرح .
-11-
الأرض لقمة غبار
الرياح فم
وحذاء الزمان الهاوية
كالعائلة تتكاثر العائلة .
-12-
مصادفة على الدوام
كحادث في لمح
ما أوسع مكتبة الوالد
تلتقي حيواناتي الشرسة
تقرأ وتراجع
تلتهم عراة المناسبات
تتظاهر بالخروج
حين أنام تعود .
-13-
الصمت السيّد كالحياة
يمشي فوق الماء كاختلاجة
يشفي كرعشة
كم صلبوه في قلبي
يدلّي حبال الرجاء
واليأس منتهى الذوق
لا يتوب كما العنكبوت .
-14-
أكتب بالأزرق على الشجر
البحر والغابة عيناي
بالأبيض على الفراغ
أنهكُ أقلامي ...لأنام .
-15-
يوقظني سكّير عتيق :
" حذارِ بنيّ فالرؤى تذيب الحجر
" يحكى أن جبلاً رأى ؛
" فرقّ مثل الخيال
" خفيفاً لامعاً ناعساً
"حملته الريح
" إلى حضن وادٍ فتلاشى كضباب " .
- لستُ مخيّراً ياعجوز
كما تراني أبصرتُ النور
لحمتي أصوليٌّ سداي إباحيٌّ
شتائي صقور مطري براعم
مرّ وعسل كالحبيب
جميعي جميع الفصول
أنفتُ المقاهي وآلة التصوير
نفضتُ نصفي من الجُمَعِ ِ والآحاد
نفضني نصفي الآخر من الآحاد والعشرات .
-16-
قال الحطب : " طاووس ممسوس "
بكى الطائر الساحر وذاب .
-17-
قرب ضجيج طفولتي
أرضعتني تيوس صافية الجنون
وحمار كان أستاذي في الحساب
بين طعنة وابنة خالتها
تتبعني زوبعة وجوه وأقوال
لم ترني لا أعرفها
أعطتني اسماً كتفاحة
مررتُ في الجريدة كإعلان وفاة
لن يحدث ما قيل
ما حدث لن يقال
فالغليان طرف النسيان
والوقت يدهس قوارض الآراء .
-18-
عيناي كتاب العيون
حلوتي تقرأ السواد بالبياض
كغيث الفرح وزرع الكآبة
بجناحيها يحلِّق نور .
هنا أنا
يصوغني مزاج كقمر الخريف
يرديني كمقلتيْن .
تبعثني في صمتها كرعود
في كهرباء أنوثتها
من قاع إلى قباب
أرى العالم شركة قبور
تحرِّر الدّعة للمغامرين
توزِّع الشقق للأعضاء
لكلِّ مقبرة محافظ
فلقتني الأكاذيب
من العميد إلى كتب التاريخ
حبر واحد يمتدُّ كاللطخة
التماثيل لصوص معاصرون
صنّاع / زخارفة / عزّافون
جمهورية عريقة كالدود
بريء من آثارها وآبارها
عيناك ثقافتي
يداك حضارتي
وجهك كوكبي المعبود
بقلبي أبصمُ .
-19-
النمال تجرّ المؤونة
في سرّه يقهقه الصرصور
كعاشق مع النجوم
وحيداً يمضي إلى العشاء
مغرم بامرأة لا تراه
المغنّي المنبوذ
لايطلق النار
ليس من المضاربين
يرثي للأقوياء والموظفين
يعشق المترفين
ليس ضالعاً في سرقة الأوزون .
-20-
جرحتُ الرأي العام
لاحقني رعاعه ومثقفوه
تقهقرتُ إلى قاع
لن أصل
ما زالوا يتصعّدون .
-21-
إليكِ طريقي
تحت الأرض لهثتُ
نهشتِ الشرطة الدروب
رغم كلاب و حواجز
من برعم التّخفّي
طفلنا انبثق
وردة للدهشة والفرح
أنتِ ماؤنا
أنتِ شمسنا والهواء
مثلكِ الحبّ يبدّد الغربة
يضيء النفق
يمحوه
كم يختلف العشاق ... يا ألله
ولهم نفس القدر .
-22-
في ورشتكِ
أعمل سبعة أيام في الأسبوع
أعطّل ثامن أيّامه
أشتري حبراً وأسهرُ
تحت قمرك الصوفيّ
تفتحين نافذة الروح
والعالم زجاج ينفرط
تغرق الشظايا في الحبر
أرفع ما يغوصُ
أهمل ما يطفو
يصلبني لئيم الذكاء
يخونني غباء النبل
يداكِ طبيبي
أشهد أنّكِ مخلّصتي
بين نجوم المنفى
تقلِّبُ أصابعكِ
كتاب العمر
أمضي بين الجرح والنشوة
بين أجنحة و قرون
صداقةً إثر قطيعة
في ظلِّ حبِّك
كلُّ وقت سعيد
كنقطةِ الوهم دائرتي
كلغةٍ منسيّة أيامي .
-23-
علّمتني أنوثتكِ القراءة
الدّهر شطران
العالم كلمتان
نحبُّ ؛ لا نحبُّ
للحبِّ نبع الحياة
للباقي رصاصة الرّحمة
والمراثي الطويلة
علّمتني أنوثتكِ ما بعد الحقيقة
الواقف مشبوه
الماشي الراكض موبوءان
الجالس / الراكع / النائم /
للذي ينهار ولاينحني
يحلم ولا يفيق
قبلة الأعماق .
-24-
لم يروني فقالوا : " أعمى " .
ضحكتِ الأشياء وهي تحاصرني .
همستُ للأسماء :
جسدُكِ الإطار
روحكِ صورتي
نبّهتُ طيوري :
حَبُّ المذاهب مسموم
فراشاتُ العالم طائراتٌ معادية
علّمتني عيناكِ خواء الحقيقة
جرسُ الشغل موعد المؤامرة
أعني المجزرة
استخفَّ الصبح بعويلي
كالنمس يخطف الإسمنت بلبل الصنوبر .
-25-
لو أنّ العالم مثل عينيكِ
ما دعوتُ المجانين لعشائي العاصف .
-26-
على النبع عيني
فوق العسكريّ حمار
يفكّرني بالذعر والفراشة
يلوح ثوبكِ فوق العين
أغبط الماء والكون
يا ..ألله هنا أوقفِ الزمان
وتوقّفْ .
-27-
ينهرني الضابط الغرُّ
وهبتُ فرسي للفلاة
رمحي للصدأ
أشهرتُ خيانتي أمام
الله والملأ
علَّقوا مشنقتي
لحظكِ أنقذ المركب .
-28-
أولاد الحنفية قصدروا النبع
دسّوا الواجب في الأكل
ألقيتُ صحني في الموقد
عشتُ بجوعي ومروقي
لا أجرٌ ولا ناموس .
-29-
السجن وعيناكِ
المنفى وشفتاكِ
الباقي وأنتِ
دوماً أطوي الأوّلَ
دوماً أمضي إلى الأخير
دوماً هكذا أحترقُ .
-30-
يبدِّدني المجموع
يجمعني المبدَّدُ
القطرة أمُّ الشتاء
الموجة سرُّ البحر
الغيمة كلمة السماء
أغادر التفصيل كسلحفاة .
-31-
الحبر ساحري
يذيب الجسد كأسيد
يغسل ثنايا الرّوح
يقول ما لا أعرف كعينيكِ
كعينيكِ يغري الحياة .
-31-
ما أقوى الإنسان فيكِ
كوخ من أغصان نور
والقصور رخام عنكبوت .
-32-
لستُ إلآّ عاشقكِ
أرجوحتي انتظاري
أحلى هزّاتها يوم مضى
طائراً بأحلامي
بي تطير
أحاور عينيكِ :
ما الحياة ؟ أنتِ أم الحياة ؟
يجنُّ القلبُ والأفق يفيق
أشقشق الكتب
الحقيقة وما قبل ُ
الحقيقة وما بعدُ
أنتِ .
-33-
منكِ إليكِ أعود
كما النهار أنفاس الشمس
عنكِ فيكِ أرحل
كما النجم أرضه السماء
أنتِ
أنتِ
بحبّكِ
أحببتُ .
يروت 1991
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وحدة مقسومة بخيط
-
الأغنياء والفقراء /الجزء الثاني
-
الأغنياء والفقراء
-
العائلة الزرقاء
-
أشهدُ ألاّ أنتِ
-
الاسم والفعل/ كانوا دائماَ يطعنون بشرعية الانتخابات التي صوت
...
-
رغم أنف الارهاب
-
حصان الغفلة
-
الدائرة المكتنزة
-
نبضات الخليوي
-
أغنية نورس جريح
-
كؤوس الغربة
-
رؤى الرغبات
-
وأخيراً... تمخضوا وولدوا
-
الطريق الشاق والخطر
-
الحرية تأنيث للعالم
-
مسرحية صامتة جداً
-
رعشات مشروطة
-
ليس مسيحاً
-
خوابي الضحك والدهشة
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|