ليس الدين عقيدة بل فريضة و ذاكرة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 13:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتناول هذا المقال ثلاث افكار وهي:

• فكرة الفرق بين العقيدة والفريضة
• فكرة (كُتٍب عليكم)
• فكرة الذكر

اولا فكرة الفرق بين العقيدة و الفريضة
تعتقد معظم الناس ان الدين عقيدة و لكن لو كان الدين عقيدة لاكل عليه الدهر و انتهى من زمان. تنشغل الناس عادة بامورها اليومية و الكفاح الدائم لاجل لقمة العيش و لا تفكر اصلا بعقيدة ماعدا في اللحظة التي تعتنق فيها دين. هناك فرق كبيربين العقيدة و الفريضة فالعقيدة رغم انها ايمان و يبعد الفكر الى ابعد حد ممكن و لكنه يتضمن على الاقل جزء بسيط منه لان الانسان الذي يعتنق دين يشغل دماغه احيانا بعض الشيء و يقارن بين الاديان و يختار الاحسن وفق تقيمه و لكن الفريضة تحول الانسان الى آلة اوتوماتيكيه robot تسلبه ارادته فيقوم باداء الفرائض تلقائيا و تغسل دماغه كاملا بشكل يعتبرها واجب او خدمة عسكرية الزامية تفرض عليه غصبا عنه و هذا هو معنى الفريضة فهي كالضرائب منبوذة و بعكسها غير ضرورية. تتحول الفريضة ايضا الى عادات مدمنة مزمنة كالتدخين و شرب الكحول يصعب التخلي عنها دون ارشاد طبي و نفسي و تكمن فيها قسر و الزام و اضطرار و هذا ما يقودنا الى الفكرة الثانية.

ثانيا فكرة (كُتٍب عليكم) .
كتب الاسلام على المغررين بهم فرائض عديدة لا تسمح للواقع في الفخ الاسلامي ان يتنفس فعليه اولا اقامة الصلاة خمس مرات في اليوم و يكرس جزء من وقته الثمين لاداء فريضة يقول الدين له (كتب عليكم الصلاة) و فكرة (كتب عليكم) خطيرة لانها فكرة مصيرية تقطع على الانسان كل احتمالات التخلي فهي تطلب منه الاستسلام الكامل كالعبيد و القبول بمصيره و ما كثرة العبيد في الاسلام فحتى الاسماء (عبدالرحمن و عبد..) تحوله الى عبد لا يحتاج ان يفكر لانها تسلب منه ارادته و يتحول الى انسان آلي او العوبة و اضحوكة في قبضة الدين المحكمة. فلو كان الاسلام عقيدة لانتهى و لكنه لا يكتفي بالزامنا بخدمة اجبارية كالصلاة يوميا خمس مرات بل يؤمرنا بفرائض كثيرة اخرى طويلة الامد كصوم رمضان (شهر كامل) و الحج من استطاع له سبيلا اضافة الى اعياد رمضان و الاضحى وغيرها. و هذا ما يقونا الى الفكرة الثالثة.

فكرة الذكر
يبقى الاسلام بفضل الفرائض في ذاكرة المسلم حية ليل نهار لا يسمح له ان يتنفس و لا دقيقة لكي يبقى بنفسه على الحياة. فالمسلم الذي لا يؤدي الفرائض ينسى الاسلام بسهولة و لا يستغرق الامر فترة اطول من جيلين او ثلاثة لكي يتلاشى من الذاكرة .يستغل الاسلام الذاكرة ليبقى على الحياة (انت مذكر لست عليهم بمسيطر الا من تولي و كفر) و لكن الذاكرة كما نعرف اخطر انواع السيطرة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات