احمد ضحية
الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 00:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الثورة السودانية المتنامية:
جرائم الماضي والحاضر.. ورؤى وآفاق المستقبل القريب(3)
أحمد ضحية / ميريلاند
كلمة لابد منها:
أولا أعتذر عن عدم مواصلتي بقية الحلقات لإنشغالات طارئة, وفي الحقيقة وتائر أحداث الثورة, أثبتت أنها أسرع إيقاعا, من متابعة الأفراد أمثالنا لتفاصيل وقائعها اليومية, بل أن الواحد منا لم يعد يشعر, في حضرة الثوار والثورة, أن هناك قيمة كبيرة للكتابة في مثل هذه الظروف, ف كتاب الثورة يعبر عن نفسه ويفصح عنها, لكنه جهد المقل ونحن بعيدون عن الوطن, وتتواتر إلى مسامعنا تآمرات السادة الخفية, الذين لا يزالون يصرون على دستور إسلامي, أكثر من إصرار, النظام الإسلاربوي الحاكم نفسه!, في الوقت الذي فيه تجري تصفية الحسابات, بين أطراف النظام الحاكم على قدم وساق, تمهيدا لبديل إسلاموي, هو مولود مشوّه لا تنتج مثله سوى الأرحام العقيمة. كل ذلك يجري من خلف ظهر الثورة, لكنها ثورة منتصرة وإن كره ورثة العرش المزعومون, الذين فرق كتشنر رفاة جثة جدهم في مياه النيل!!
لذا لزاما علينا قبل أن نواصل في سلسلة مقالاتنا هذه أن نستهلها بالتحية.. للمعتقلات, وهن يختطن في درب "الكنداكات" و"الميارم" السودانيات سيرا جديدة..
والتحية لأبنائهن وأخوانهن وأزواجهن من المعتقلين والشرفاء, الذين لا يزالون يواصلون خارج المعتقلات المسيرة الظافرة لا محالة, مدفوعين بإنجاز مشروع الوحدة والنهضة الوطنية, مهما كان الثمن الذي تريد الإنقاذ تقاضيه منهم عنيفا, وقمعيا وحشيا داميا.
والتحية لهذا الوطن الذي بدأت ثورته, تلم شعث شتاته, وتوحد بين أطرافه, التي ما تنازعت مع مركزه, إلا بعد أن بلغ هذا المركز في عهد الإسلامويين الأدعياء, أقصى درجات التعبير عن منتهى أحلام وأشواق وتطلعات المشروع الإسلامو-عروبوي الجهوي والعنصري والإثني والطائفي للقوى القديمة.
التحية لكل الذين خرجو في جمعة "الكنداكة" حاملين هموم التصدي لمهام تعاقبت عليها العقود ولم تنجز, مشرعين صدورهم العارية دون خوف أو وجل من الرصاص المطاطي والحي والمدي والهراوات, بل تعرضوا حتى للإرهاب الجوي الذي ترك أرض الشرق والشمال مستباحة للجوار, ليحلق في سماوات ودنوباوي! كأن ودنوباوي سلبت "الفشقة" هويتها أو حلايب صلات أرحامها,أو إستباحت بطلعاتها الجوية المواطنين في بورتسودان وغيرها من أراض الشرق المنتهكة؟! أو كأن ودنوباوي هي من باع الوطن وبثمن بخس بفصل ثلثه, فبئس البائع والمشتري!
واجه الثوار كل هذا الخزي والعار, الذي يمثله النظام الإسلاربوي الحاكم, مرفوعي الرأس دون أن ينكسروا, فقد سئموا الهوان والزل في بلادهم, وخرجوا يلقنون كل المتخاذلين وأصحاب المواقف "النص نص" -الذين يصلون خلف علي ويأكلون على مائدة معاوية- دروسا في معنى: أن تكون للإنسان بلادا يناضل لأجل واقع أفضل لها.. معنى: تفكيكك ذهنية الإحتكار ضيقة الأفق, التي تنظر للوطن كإقطاعية مملوكة لمجموعة من "شذاذ الآفاق الإسلامويين الذين على شاكلة أمين حسن عمر وحسن مكي والطيب مصطفى" - الذين ستضيق بهم سجون الإرهاب الدولي والمحلي بما رحبت- إستولت على السلطة بليل, إثر إنقلاب مشئووم, كان بمثابة الإنقاذ للقوى القديمة وليس للبلاد والعباد.
طبيعة القوى المحركة للثورة السودانية والقوى المشاركة فيها والشعارات التي تتبناها وأسباب ثورتنا ومشروعيتها:
للمفارقة أن القوى الأساسية التي بمثابة "الدينمو" لهذه الثورة بمختلف مشاربهم, هم ممن تخطوا نظم التفكير العتيقة للقوى الطائفية والعقائدية والشمولية,التي كانوا ينتمون إليها, أو لا زالوا ينتمون إليها, لكنهم يتميزون عنها بقدرتهم على التعبير عن أنفسهم خارج أنساقها وأطرها التنظيمية بقوانينها الولائية القابضة المبنية على الطاعة والتسليم, أوالتي ظلت نظمها(إن كان للطائفية نظم)تحكم الأجيال التي سبقتهم, وتجعل إختلافهم في زاوية التفكير ُسبة ومعيرّة.
هؤلاء إلى جانب الجيل الجديد, والذي للمفارقة إن لم يولد على عهد هذا النظام الإسلاربوي, فقد تبلور وعيه الإجتماعي والسياسي في عهده, بل وقد ترسخ في وعي النظام, أنهم أبنائه وصنيعته -تماما كتوهمات القذافي أنه الوالد للشعب الليبي- المهم أن هؤلاء وأولئك عبروا عن أنفسهم كشباب "حر" تجاوزوا كياناتهم وقياداتهم التقليدية, وعبروا عن أنفسهم في أشكال مختلفة كحركة "التغيير الآن", "قرفنا", "عصينا",إلخ .. ضمن آخرين مستقلين أو أخرين لم يجربوا مرارات الإنتماء لأحزاب مثل أحزابنا!
وبالتالي نتصور أن كل القوى السياسية الأخرى, سواء كانت تلك المشاركة بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو على إستحياء في مشروع الثورة, جاءت مشاركتها بما تم فرضه عليها من أمر واقع, من قبل هؤلاء الشباب. لذا أخذت ُتسمعهم وتسمع جماهيرها ما يطربون له من حديث (أننا مع الثورة) وفي واقع الأمر تقول للمؤسسات الإقليمية والدولية كلاما مختلفا تماما: على أساس التخويف بالفوضى التي ستحل بالبلاد إذا سقط النظام, وأن البديل لم يتبلور بعد؟!.. إلى آخره من مزاعم يراد بها دس السم في الدسم, فهذه القوى نفسها (الأمة :"الصادق المهدي" والإتحادي: مجموعة الميرغني) هي من لوى عنق وثيقة قوى الإجماع الوطني لتخرج بهذه الصورة الشائهة,التي ترضي تطلعات (السيدان اللذان لا يجتمعان ويتفقان على أمر من أمور السودان عبر التاريخ إلا وحلت بالسودان الكارثة, وما موضوع إسترقاق السودانيين ببعيد عن خاطر السودانيين), دون أن يفكر هؤلاء الذين أجمعوا معهما وطنيا, بضرورة تجاوزهما, طالما أنهما عقبة كؤوود في سبيل التغيير, وفي الواقع أن القوى الثورية الخلاقة الكامنة في الأطراف الأخرى, تستطيع فعل الكثير لو آمنت بقدراتها, وضرورات تجاوز هذه الأصنام التي لا تزال ترغب في تسويق سوءات السودان القديم بعبارات مواثيق جديدة هي أول من ينقضها!
الآن أدرك هؤلاء الشباب الثوار أن كنوز السودان وموارده التي لا تنضب.. وثرواته الخالدة هي أهل السودان أنفسهم, فوثقوا بالشعب ولم يخونوه كما فعل الآخرون, ولم يخذلهم الشعب, بل تقدمتهم أمهات الشعب في جمعة الكنداكة التي ستظل علامة فارقة في تاريخ هذا البلد, الذي لم يخنه سوى أبناءه الذكور!. فقد ظل الشعب يحلم منذ 1956 بمن يعيد أمجاد المآثر الغابرة في تاريخه العريق, ومن هنا.. من لحظة إطلاق إسم الكنداكة على الجمعة الماضية, يبدأ شباب الثورة في رد الوطن المغرّب,عن غربته بإستلهام مكوناته.. تاريخه العريق.. فنونه وآدابه, صناعة الحديد في مروي (بيرمنجهام السودان), لذلك ليس غريبا أن تتفاعل مع شباب يفكرون بهذه الطريقة الفذة, قطاعات عريضة من المفكرين والأدباء والشعراء ورسامي الكاريكاتير,إلخ.. بعد أن فتت ثورة الشباب كلس الإحباط, الذي ظل يهيمن على حياتهم لوقت طويل!
فتنبعث فيهم جذاوي النضال القديمة, ليعرّون بأدوات مختلف الحقول المعرفية والثقافية والفنية التي ينتمون إليها, وعي السلفيون والإسلامويون, بأنماط تدينهم المشوّه والمريض.. الغريب عن أرض وتراب هذه البلاد العزيزة على أهلها, والذي يحاولون زرعه – التشوّه- في عقول الناس ليكوِّن أمراض التعصب والتشدد والتطرف والعنصرية والجهوية والإثنية البغيضة,إلخ..فالوعي السلفي والإسلاموي المشوه بالدين شجعته ظروف إجتماعية : تضافر فيها الفقر والجهل والتخلف, وهي نتاج لفشل القوى القديمة, في إنجاز مهام ما بعد الإستقلال, ببناء الدولة الوطنية المدنية الديموقراطية.لأنها ضد مصالح آل فلان وآل علان وفرتكان!
السلفيون والإسلامويون بتقديمهم للماضي كحل لأزمات الحاضر أو بناء المستقبل .. بمعنى التدين المزعوم والالتزام بتقمص زائف لشخصيات السلف, وإدعاء العيش بروحهم، للتأثير على الوجدان الصوفي للسودانيين وإستغلاله, لتحقيق أغراضهم الخاصة. خصوصا أن هذا النوع من التأثير يستخدمونه مترافقا مع رفع الشعارات الإسلامية, كحل لأزمات لا يمكن أن تحل, سوى بالعلم وحسن إدارة الموارد, وليس الفساد والمحسوبية و الجعجعة الفارغة والرقص بطرب ودون طرب, وإرتياد وتغشي أندية السياسة الدولية! فمن ليس له خير في قومه ليس له خير للعالم؟!.
ولذلك هذه الثورة تحمل ضمن أفكارها, إستلهام التاريخ الحقيقي للسودان, وليس التواريخ الإفتراضية التي سادت مناهج التعليم وأفكار القوى السياسية, فهي ثورة سودانية في طبيعتها وتكوينها وأحلامها وأشواقها وتطلعاتها, ونأمل أن تؤول إلى مصير ذا صلة بطبيعة ومكونات ومعنى السودان وإختلافاته وتنوعاته..
لذلك ليس مما يثلج الصدر تشبيهها بثورات الربيع العربي, كأنها إمتدادا له. فهو تشبيه لا ينطلق من خصوصية تكوين وطبيعة السودان كشعب ودولة, فالثورة السودانية هي ثورة سودانية وحسب, كما ذكرنا سابقا.
خصوصا أن الجبهة الإسلاموية حاولت تغيير تاريخ هذه البلاد, وتغيير تركيبتها السكانية والإجتماعية, وتغيير مزاجها السياسي من مزاج سوداني خاص إلى مزاج عربي إسلاموي مأزوم بغبائن حروب الرِّدة وصراعات الأمويين والعباسيين وخطب المساجد التي كانت توزعها الخلافة العثمانية وفتاوى إنحطاط عصر المماليك! وفي سبيل إحداث مثل هذا النوع الرهيب من التغييرات, مارست كافة أشكال العنف والتمييز ضد مواطني البلاد, وخاضت كافة أنواع حروب الإبادة, وأرتكبت كل أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية, والآن تبطش أجهزتها حتى بالأطفال القصر, بدعوى محاربة التجمعات؟!
وفي ذلك يمكن مشاهدة هذا الفيديو, الذي هو الأحدث في إنتهاكات أجهزة النظام ضد الأطفال والقصر:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=0NVRoedNzHw
إذن لتنفيذ مشاريعها الإجرامية, بحق هذا الشعب حاولت أن تغير حتى أخلاقه الكريمة الفاضلة, التي إشتهر بها في مشارق الأرض ومغاربها, فأصبح السودانيون يتحدثون عن قيمهم التي جبلوا عليها ك: الإخلاص ,الوفاء,المروءة،الإعتداد بالذات, التسامح, الكرم, الصدق, العفو عند المقدرة، الشجاعة,الحياء، الأمانة والرحمة، وغيرها من الأخلاق الفاضلة، كفردوس مفقود, أو نوستالجيا.. محض حنين إلى وطن مفقود, فالوطن هو الناس بقيمهم, قبل أن يكون جغرافيا, فهم بقيمهم يبنون الذكريات المشتركة بينهم, وفقا لفهم العالم لمعنى الوطن, فليس هناك وطن دون ذكريات مشتركة, والذكريات يصنعها المواطنون, وهي في التحليل النهائي تاريخ البلاد.
الشعارات التي رفعت وأسفرت بفداحة عن "تكرار" مفردة "الجوع" التي تناقلتها التظاهرات ونقلتها الفضائيات, هي التعبير الأقصى لرفض ضياع هذه القيم, التي لا نستطيع العيش بدونها, فقد ولدنا وولد أسلافنا سالفا عن سالف في كنفها, حتى قبل ظهور المسيح نفسه؟! الجبهة الإسلاموية أرادت تدمير إنسان السودان, وإعادة صياغته من جديد وفقا لأوهام مشروعها الساقط, بغرض توجيه إنسان السودان, لخدمة بقائها كقبيلة سياسية مكونة من شذاذ آفاق ضيقي الأفق, محدودي البصر والبصيرة, يمثلون أقصى مراحل التخلف العقلي والنفسي والحضاري, التي يمكن أن يصلها فرد أو مجموعة -أيا كانت طبيعة الظروف التي شكلتها- كمجموعة ظنت أن البلد بلدها لوحدها, تسرح وتمرح فيها "على كيفها", دون وازع أو ضابط أو رابط أو رقيب.
لذلك لم يكن إستهداف الجبهة الإسلاموية, لقيم هذا الشعب عبثا. فدون ذلك تحقيق مشروعها المتخلف البائس, ولذلك أفقرت الشعب و مددت من حلقات الجهل ما مددت بفتحها للسلفيين الإرهابيين الأبواب من بن لادن للخليفي, وتدمير التعليم. مع التكريس القمعي لحالة الكبت السياسي, والقهر المعنوي والإنتخابات المزورة, ومحاولات الإستقطاب الأمني, وتحريض فئات المجتمع ضد بعضها البعض, لأجل المزيد من التمكين.عبرت شعارات مظاهرات الشباب عن كل هذه المعاني.
وفات على الجبهة الإسلاموية, أن أحد "العيوب" التي يراها السودانيون "صفة حميدة" أنهم لا يفصحون عن حقيقة ما يفكرون فيه, ففسروا صمت هذا الشعب, لما قارب ربع القرن من الزمان, أن مشروعهم في تحويله لشعب سلبي ومتخاذل ومطيع قد نجح, وساعد علي ذلك, فقدان الشعب السوداني, الثقة في القوى القديمة وساستها, خصوصا أن الجبهة الإسلاموية, إستمرت تواجهه بهذا السؤال: من هو البديل لنا؟!.. وفات عليهم -كما ظلت كثير من الأشياء الإستراتيجية والحيوية المهمة, تفوت عليهم لأكثر من عقدين من الزمان- أن الشعب نفسه هو البديل! شباب الثورة وأكاديمييها ومثقفيها وفنانيها هم البديل. أم أنهم يظنون أن حواء السودان ولدت الكيزان والصادق والميرغني و"عقرت" بعد ذلك مباشرة؟!
لقد وعي الشعب وأبناءه الذين خرجوا من جامعة الخرطوم والأهلية وكل الجامعات السودانية, بما تمثله الجامعات من معاقل للتنوير والمدنية, وبما تمثله المساجد أيضا من مقام رفيع في الوجدان الصوفي للشعب أريد تخريبه –الوجدان الصوفي- من قبل البيانيين وأشباههم!.. لكن المساجد قالت كلمتها وأنحازت إلى تاريخها وإلى مكونات هوية هذه البلاد الكبيرة.. وعى الشعب دروس الماضي إذن, وأعتبر- من الأمور لعبرة- من خطورة التظاهرات المتقطعة خلال الثلاثة وعشرين سنة الماضية, لذا تصاعد وصمود وإستمرار هذه التظاهرات, هو ما يجعلنا بهذا التفاؤل في أن الإستمرارية لن تنقطع, فإنقطاعها يعني العودة للمربع الأول, والشعارات المرفوعة نفسها تؤكد هذا المعنى.
من المؤكد أن الصدمة التي خلفتها جرائم النظام في دارفور ومناطق الهامش الأخرى والتي غُيب عنها الشعب؟! إذ تعرّف عليها مؤخرا!! إلى جانب فصل النظام الإسلاربوي الحاكم, لجزء من بلادنا جنوبا, و سعيه الدؤوب لقطع صلة الرحم التي تربطنا بأشقاءنا هناك, هي بمثابة أكبر الحوافز لإستمرارية وديمومة هذه الثورة, وقد عبرت ثورة الشباب عن هذا المعنى, رغم ما يراد لها من تلخيص وإختصار في حدود الإحتجاجات على أسعار المحروقات, والأوضاع المعيشية المتردية!
صحيح أن الغلاء والإقتصاد المنهار أشعلا فتيل آخر من فتائل هذه الثورة, التي إشتعلت منذ ضرب النظام الإسلاربوي الحاكم في العام 2001 جبل مرة بالطائرات لمحاربة ما أسماه "زراعة البنقو للمفارقة في ديار ما ظل يداعبهم بخبث بتسميتهم حفظة القرآن", ومن ثم إجتياح وإستباحة كامل أراضي دارفور, كما تم من قبل مع الجنوب وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.
لتجيء واقعة إغتصاب المناضلة العفيفة صفية إسحاق من قبل أجهزة النظام ومقتل عوضية عجبنا, برصاص أحد عملاء النظام, إلخ ..إضافة فتيل آخر لملايين الفتائل المشتعلة سلفا, والتي من المؤكد تختلف في حجمها ومقادير إنفجاراتها!
إذن كانت الثورة في نفوس كل أهل السودان تعتمل, ومنذ 23 عاما ولأسباب مختلفة سواء كانت مقتل مناضلين سودانيين شرفاء كعلي فضل أو طارق أو التاية أو ضباط 28 رمضان 1990 وما يحدث الآن هو ناتج تراكم الأحداث و الوقائع والجرائم التي أرتكبت منذ 1989 حتى الآن. فهذه الثورة هي ثورة الكرامة وإسترداد هوية البلد المشوهة. ورفاهية شعبها في ظل نظام مدني ديموقراطي يحترم الإختلاف والتنوع. لا مكان فيه للهوس والمهووسين بإعتبارهم شخصيات سايكوباتية مضادة للمجتمع, مكانها المصحات والسجون كما يفعل العالم المدني في التعامل مع مثل هذه الحالات.
نواصل في حلقاتنا القادمة الكتابة حول:
أهداف الثورة وتطلعاتها (وثيقة البديل الديموقراطي ووثائق أخرى مقترحة تستلهم تجربة المجلس السوري لتوحيد كل جبهة المعارضة وهيكلتها)– السلوك الأمني والسياسي للقوى المعادية للثورة والقفز من السفينة الغارقة – ردود فعل النظام والقوى الإقليمية والدولية والسلوك الإعلامي والدعائي – سيناريوهات وإحتمالات – خاتمة
#احمد_ضحية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟