أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الهوية في رواية ضفاف الموت














المزيد.....

الهوية في رواية ضفاف الموت


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


..موت المجنون,جزء أول من رواية ضفاف الموت,يليها الجزء الثاني عنوانه موت
المهاجر,لكن شخصيات الجزئين ليست متطابقة,وليست الأحداث استمرارية محكومة
بمنطق الوحدة المتعارف عليها في الروايات ذات الجزئين أو أكثر,فما الذي
يجمع بين الجزئين؟
ضفاف الموت,فهناك ضفتي النهر,حيث أحداث الجزء الأول,وما سوف تعرفه من
أحداث,ارتكزت على هجرة قبيلة بسبب فيضان النهر,ولجوئها إلى تلة قديمة لجد
مفترض أو حقيقي,وتطور الوعي الثقافي لسكانها,الذين أصيبوا برهاب
الماء,لدرجة أن القبائل القريبة منهم اعتبرتهم مجانين,فأبدع المخيال
الشعبي فكرة بئر الجنون,التي تحولت إلى وسيلة لطرد القدامى والإستيلاء
على أراضيهم والمتاجرة في مساكنهم,وهنا يكتشف عباس جذوره التي تنكر
لها,بفعل انتمائه للنخبة العارفة والمهتمة بالسياسة,مما سوف يقوده إلى
الإتهام بالحمق,بعد خيانته لصديقه علال طبيب القبيلة,ذاك الذي بفعل
الحادث فقد ذاكرته,وأخذ يتعايش مع ذاكرة جديدة,حولته بتوالي الأحداث إلى
باحث عن حقيقته التي تاهت منه في زحمة صراعه اليومي ضد الخرافات
والأساطير,وعندما اكتشف هويته وجدها متعارضة مع حقيقته,هنا أدرك بشاعة
الجريمة التي ارتكبها في حق أبرياء,أضرم النار في ضريح كان حكماء القبيلة
يجتمعون به,وقتله لمن اعتقد أنهم اعتصبوه بالسجن,كبرت الأسئلة في
داخله,وقرر التخلص من هويته الزائفة,بالطريقة نفسها التي صفى بها أعداءه
المفترضين,لم تكن النهاية إلا بداية للبحث عن حقيقة علال,التي توارت خلف
غيوم أكثر قتامة,جعلت شخصيته تتجاوز حدود الفردي إلى الحضاري,بتداخل
الثقافي فيه والتاريخي,فالقبائل المتصارعة,أدركت حقيقتها هي
الأخرة,واكتشفت جذورها العميقة وقررت العودة إلى أراضيها مهما كلفتها
الرحلة,أما عباس المعلم,فلم يكن مصيره أحسن حالا من صديقه,فهو الآخر
انتحر بمستشفى المجانين,بعد أن خسر فكرة التعايش مع الحمقى هربا من جريمة
خيانته لصاحبه,عندما اكتشف أن صراعه ضد القبيلة لم يكن انتصارا للعلم
والعقل,بل كان مجرد بحث عن سلطة الفضيلة ليتحكم في الناس إرضاء لنزوات
السيطرة التي لم يتخلص منها هو ذاته,فالقاهر,لايمكنه أن يعلم الناس معنى
الحرية.
الرحلة نفسها سوف تحدث في الجزء الثاني,موت المهاجر,الذي سوف يقطع
البحر,إلى الضفة الأخرى بحثا عن عمل,ليجد نفسه مرغما على ارتكاب جريمة في
حق شخص لايعرفه,بل هو من أنقذه من شرطة الحدود وفتح له بيته,لتتفاعل
هويات مختلفة الجذور,بين شخص يهودي من شمال إفريقيا ومتزوج من امرأة من
المنطقة نفسها,تتنازعه هويتان,يحن لواحدة وأخرى تفرض عليه ولاء لدولة
يعتبرها ثكنة عسكرية حولت ديانتها إلى بوق حرب ضد أبناء عمومتها من العرب
,وهو بين نارين,خصمان متصارعان,كل منهما تعتبره متآمرا مع الأخرى,هنا
تنشأ مؤامرة أخرى,حبكت خيوطها زوجته مع المهاجر الضيف الذي ببيتهما
الزوجي,وأثناء الرحلة,من البيت إلى شقة,حيث أراد الزوجان إخفاء
المهاجر,تحدث مطاردة تنتهي بموت السيد,ليكتشف المهاجر وزوجة الهالك
أسرارا أكبر من أن تستوعبها لا الزوجة ولا المهاجر الذي كان يريد تصفية
الرجل,المنقذ له والمتعاطف مع قضاياه,وتنكشف أوراق أخرى بموت الزوجة التي
قتلت اعتقادا من الجناة أو القتلة أنها كانت تتقاسم مو زوجها أسرارا أكبر
مما اعتقدت هي وعشيقها المهاجر.

1 ترى أية أزمة يعيشها بطلا الجزءين من رواية ضفاف الموت؟؟؟؟؟
علال,يقتل معتقدا أنه ينتقم من مغتصبيه,ومصطفى الذي يستعد للقتل,فيجد
مشروع قتيله قتل على أيدي أناس لايعرفهم,ليعودوا من جديد لقتل زوجة
بول,فتأخذه حمية العشق والإنتماء للدفاع عنها,ويفقد بذلك قدميه,مكتشفا في
الأخير وبعد عودته إلى وطنه,أن الرجل الذي قتل,أي بول,وجد بين نارين,بين
حضارتين,يهودية وعربية,كل واحدة تزعم أنه ينتمي إليها,وكأن هذا الإنتماء
هو الذي قتله,وربما هما معا مساهمتان في قتله,هما حضارتان,في موت
المهاجر,وهناك قبيلتان,في موت المجنون,أية هوية؟؟وما الجامع بين
الإثنتين,علال في موت المجنون بسبب ذلك,يفقد ذاكرته,ويستعيدها,بعد أن
أوهموه بذاكرة ثانية,تعايش معها,واعتقد أنها حقيقتهوالتي تاه عنها أو
ضيعها في الرحلة البحث عن حقيقة صديقه عباس,لكن الذاكرة سرعان ما
تعود,وبذلك يجد علال نفسه على الموت,موتا رمزيا دفاعا عن حقيقته ورفضا
لما أرادت له القبيلة والمجتمع القبلي أن يكونه رغما عنه,
ضفاف الموت,ليست مجرد لعب بالزمن,وإن كان ذلك حاضرا بقوة,لكنها أيضا
تعبير عن هواجس الهويات المجتمعية والسياسية,التي تحاول التحايل على
ذاتها لضمان وجودها في عالم مهدد للهويات,ومزعج لها في لحظات التشكل
والبناء وحتى مساءلتها التاريخية المشروعة.حميد



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسارية اليسار المغربي
- فكر السياسة وسياسة الفكر
- الحرية الشخصية بين الديني والمدني
- الحرية الشخصية
- معركة الحب
- فكرة العروبة
- العوائق الخفية للتقدم
- فكر اليسار
- اليسار والمشروع الثقافي
- اليسار المغربي,تجديد التحالفات
- اشتراكية العالم العربي
- اليسار بين الإصلاح والمغامرة
- الأديب والسياسة
- سلطة الآداب
- القصة المغربية
- عقل السلطة
- الحصانة السياسية
- دولة العقل
- يساريون ودينيون في المغرب
- مفارقات السلطة في العالم العربي


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الهوية في رواية ضفاف الموت