جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 01:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن علاقتي باليهود وبالمسيحيين هي علاقة طيبة ولستُ أجيرا عندهم كما تقولون عني من أجل معاداة الإسلام, أنا أدافع عن نفسي من الإسلام ورجاله الذين يحاولون قطع الصلة بيني وبين المسيحيين واليهود وبيني وبين الفكر والثقافة لأن كل الناس وكل الديانات بنظر علماء الإسلام أعداء لهم ويجب قتالهم كافة كما ورد في القرآن,ولستُ أدري لماذا كل هذا الكره لليهود وللمسيحيين؟ وعلى فكرة أنا عشت من حياتي الثقافية أكثر من 15 خمس طعشر سنة والمخابرات تلاحقني من قبل أن أعرف اليهود والمسيحيين وحين عرفتهم لا حقتني المخابرات والأمن الوقائي الأردني أكثر لأنني اكتشفت مع المسيحيين أن هنالك من يحبني ويحترمني فقط لأنني إنسان مُبدع والإسلام عدو للإبداع ويخاف منه ويقول (الألباني): نحن لا نُكفر جماعة التبليغ بل نطلب منهم أن لا يبدعوا, فتصوروا معي معنى هذا الكلام,إنها جريمة كبرى بحق الإنسانية كلها وبحق الثقافة والتطور,وأنا اكتشفت أننا كعرب كل الناس تكرهنا فقط لأن الإسلام يأمرنا بقتال كل من لا يدين بديانة الإسلام...والناس تقرأ بالفنجان وبالكف وبالكتب التي تحاول تفسير الأحلام,وأنا واحد من الناس الذين لا يهتمون بتفسير الأحلام والأخيلة والهواجس, بل أنا مهتم جدا في تفسير الواقع أنا أريد أن أفهم ما هو السبب الذي من أجله يعاديني المسلمون رغم أنني لا أحمل بيدي أي سلاح أهددهم به,وأكثر شيء محير بالنسبة لي هو عداء الإسلام لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية والدينية المنتشرة حول العالم,فلا يوجد فكر أو صحيفة أو مجلة إلا وتجد الإسلامَ عدوا لها,لماذا؟......لماذا لا تكونوا أصدقاء للناس كما هو أنا صديق لليهود وللمسيحيين!! أنا أجدُ نفسي معهم ولا أجدُ نفسي معكم لأنكم تكرهون كل الناس حتى أنفسكم, فالسلفيون أعداء جماعة التبليغ والسنة أعداء الشيعة وفي الشيعة كل المذاهب عدوة لبعضها, ولو أطاوع الذين يحاولون استدراجي إلى الإسلام وإلى أن أكون مفكرا إسلاميا أو داعية فإنني سأكتشف أو سأجد نفسي عدوا لأكثر من ثلاثة أرباع سكان الأرض... اذهبوا إلى العرافين لكي يفسروا لكم أحلامكم وأنا سأبقى هنا أفتش في الكتب من أجل تفسير الواقع, وأحاول جاهدا التعرف على كل أشكال الملاحقات الأمنية التي تصدر بحقي من أجل(حرماني ) من الحياة الكريمة ومن أجل إسقاطي, وأريد طمأنتكم جميعا بأنه لم يسقطنِ منهم أحد,وكل أعدائي وكل الذين يلاحقوني يحاولون جاهدين أن يربطوا بيني وبين اليهود وبين المسيحيين من أجل أرهابي وتخويفي وهذا أيضاً من أجل الإساءة إلى شخصي الطيب الذكر,ولست أدري ما العيب مثلا في علاقتي بالدوائر الصهيونية والمسيحية؟!!!!!! على الأقل لم يكذب عليّ أحدٌ منهم ومعظمهم ساعدوني من دون وعود بل هكذا جاءت معهم ومعي على السبحانية كما يقول بعض الناس, اليهود شعب طيب يحب العلم والمسيحيون شعب راقي جدا محب للسلام,وكلما قرأت في الإنجيل أكثر كلما اكتشفت بواسطته أن هنالك أحباباً وأصدقاء لي جدد يعيشون معي وأعيش معهم وكلما قرأت في القرآن أكثر أكتشف في كل مرة أعداءً جدداً يجب عليّ أن أقتلهم من أجل لا شيء, فلماذا أُعادي اليهود والمسيحيين؟ ولماذا أعادي الصهاينة وهم لم يسيئوا إلى شخصي الطيب ولم يمكروا بي ولم أعدهم بشيء ولم يعدني أحدٌ منهم بشيء وأخلف معي في وعده أو أحنفَ في قسمه معي, لماذا تحاولون زرع العداوة بيني وبين اليهود والمسيحيين أليس هم من جعلنا مثل العالم والناس؟ أليس هم من يخترع لنا الأدوية للشفاء؟ أليس هم من اخترع لنا الطائرة والسيارة؟وإذا وقع أي مسلم في مشكلة سياسية فأول شيء يفكر به هو اللجوء إلى الدول المسيحية وإلى الدول التي تقولون عنها بأنها كافرة وملحدة ومشركة من أجل توفير الأمان والسكينة والطُمأنينة,وأنا واحد من الناس الذين يفتقدون في بلدهم ووطنهم للحياة الكريمة والاحترام لفكره ولذلك أحاول تعميق العلاقة باليهود وبالمسيحيين لأنني معهم أشعرُ بالأمان وبالذات مع أصدقائي وأهمهم وفاء سلطان السيدة التي يحاولون الوصول إليها لأنها في يومٍ من الأيام مدت لي يد العون والمساعدة في الوقت الذي لم أكن به في فصل الشتاء أجد مدفئة أتدفئ عليها,وكل جيراني ومعارفي كانوا يشمتون بي,وصدقوني أنه لا يوجد لي أي صديق يدخل بيتي رغم أنني لا أطلب منهم بأن يطوفوا به سبعة أشواط ومع ذلك يعتبرني الناس كافرا, ولا يوجد لي من صديق أو قريب مني يعرفني وأعرفه ويساعدني وأعمل عند المقاولين المعماريين بالأجرة اليومية وأغلب الذين أعمل عندهم بصراحة يطردوني من العمل بدون تقديم أي سبب ولست أدري ما هي تهمتي.
أليس اليهود هم من اخترع لنا الكمبيوترات والآلات الحاسبة؟ أليس هم من حسّنَ أوضاعنا المعيشية؟ أليس هم من يقوم بتوفير الأمان والحماية للمسلمين في كل أصقاع الأرض؟... هنالك محاولات من أجل زرع بذرة الشقاق والنزاع بيني وبين أحبابي المسيحيين واليهود المساكين المظلومين الذين طُردوا من بيوتهم وأراضيهم في كافة أقطار بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية وكان ذنبهم الوحيد أنهم يعرفون الحقيقة.
لماذا تريدون مني أن أكون مسلما حقيقياً؟ أنا أعرف لماذا, لأنكم تريدون مني أن أتخذ من الناس أعداء لي بدون سبب ومن أجل أن يخاف الناس من التواصل معي, أنا لن ولم أتخلى عن صداقتي باليهود وبالمسيحيين وجزاهم الرب خيرا عن كل ما فعلوه معي اليوم والأمس وغدا إنشاء الرب, أنا أتقرب من اليهود ومن المسيحيين لأنني بحاجة إلى أناس أصدقاء ولست محتاجا إلى أعداء, أنا لا أحتاج إلى خصوم بل أحتاج إلى رفقاء وإلى أحباب أحبهم ويحبونني لأنني في المملكة الأردنية الهاشمية مقطوع من الأصدقاء وكل الناس تخاف مني وتخاف حتى من رد السلام عليّ وصدقوني في الآونة الأخيرة وخصوصا منذ سنة كاملة لم يرن موبايلي ولا أي رنة ولم أتلق أي اتصال من أي أحد وهذا معناه أنني محروم أو في (دورة المحروم) أي كأنني في دورة سياسية عنوانها دورة الحرمان أو المحروم,لستُ مضطرا لأن أعادي اليهود,وإذا كانت تهمتي أنني أتعامل مع اليهود فهذا بحق شرفٌ عظيم لي ولكم ولسوف تندمون ولسوف يأكلكم الندم وأنتم على قيد الحياة بعد بضع سنين وستعرفون أنني أريد لكم الخير ولن أهتم لتهديدكم لي وللذين يتعاملون معي,قولوا عني ما تقولون فلن أهتم بما تقولونه ولن أقطع علاقتي لا باليهود ولا بالمسيحيين حتى وإن لم أعد قادرا على شراء رغيف الخبز فسأبقى ثابتا وصابرا ومحتسبا عندهم, أنتم تغارون من اليهود ومن المسيحيين وتسيئون لهم لأنكم بصراحة قد شربت كراهية الآخر شُربا وتفننتم في تخيل الأعداء لكم وأنتم بحق أعداء لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية ولو يكتشف علماء الفضاء كوكبا آخر وعليه بشر يعيشون بسلام لاتخذتموهم أعداء لكم,وأنا ليس من المستبعد أن تتخذوه عدوا لكم وتهمتي الوحيدة هي أنني أفكر,وهذا لأنكم بصراحة تقرؤون القرآن الذي يخلق لكم كل يوم أعداء جدد وأنا كما قلت لكم كلما قرأت القرآن كلما اكتشفت أعداء جدداً لي ولو طاوعتكم وقرأت القرآن وتمثلتُ كل سوره وآياته فسوف يأت عليّ يومٌ لا أجد لي فيه لا صديقا ولا حبيبا من المسيحيين واليهود وشتى الاتجاهات الفكرية.
مالهم اليهود؟ما هو العيب الموجود في اليهود؟ لماذا تتهمونني بالصهينة وبالتقرب من الدوائر الصهيونية؟ألم تقولوا عنهم أنهم أبناء عمكم؟ ما لهم أبناء عمكم؟ ثم إذا تقربتُ من دوائر يهودية وصهيونية فهذا شرف كبير لي وللعرب ولسوف يأت عليكم زمان تتذكرون فيه جهاد العلاونه وعلاقته الطيبة مع اليهود شعب الله المختار الذين ظلمتموهم على كل الصُعد؟ اليهود شعب طيب والمسيحيون شعب طيب وإذا كانت هنالك إشاعات بأنني مُتمسح أو بأنني أتقرب من المسيحيين فإنني أتمنى أن يأت يوم وتكون فيه هذه الإشاعة إشاعات حقيقية.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟