مها الجويني
الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 19:57
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
نشرت مؤخرا مجلة تونسية صورة لمذيعة و لممثلة محلية "سميرة مقرون" شبه عارية بلباس روماني يظهر بطنها العاري و هي حامل في أشهر متقدمة . كان للصورة وقعا كبيرا في الشبكات الاجتماعية " فايس بوك و تويتر" و اعتبرها البعض خطوة جريئة ومناضلة من طرف سميرة مقرون التي بعريها تحدت العادات و العرف ،و كسًرت الصورة النمطية للمرأة المتزوجة و الحامل التي تلتزم البيت وتحافظ على أسرتها . و يذهب أخرون الى أن عريها هو صفعة للحركات الاسلامية في تونس و لاسيما السلفية و الاصولية منها و من خلال عري سميرة مقرون نفهم أن التونسية لا ترضى بالتحجب و سلب حريتها و عليه فالجسد العاري تحول إلى سلاح في وجه القوى الرجعية و برهان لرفض حجب المرأة. الغريب في الأمر أن الحركة النسوية في تونس فيها عدد هام من المناضلات و المثقفات و الفنانات و المدافعات اللواتي يقاتلن يوميا من أجل الكرامة و الحرية ناهيك عمن يقمن بالبحث الميداني و يعرضن أنفسهن للضغط و المخاطر من أجل قضايا المرأة المهمشة ( الأم العزباء ، الفقيرة ، عاملات المناولة ، بنات الشوارع و البنت المغتصبة و المرأة الريفية و غيرهن من اللواتي يعشن ظروفا قاسية ). و مع الأسف صورة هؤلاء المناضلات بجميع أطيافهن من إعلاميات و محاميات و حقوقيات لم تحظى صورهن بمثل ما حظيت به الحسناء سميرة مقرون.
تعري الفنانات في تونس أمر معتاد في سينما و في الكليبات وفي الفيديوات الايروتيكية منذ عقود . لكن إعتبار ذلك ثورة و نضال أمر لا يستقيم في نظري . مالعلاقة التي تربط العري بالبطالة و استغلال النساء في المصانع و في البيوت ؟ كيف لثدي" سمير مقرون" العاري أن يحمل رسالة قمع الحريات في تونس ؟ و هل إنتهت كل قضايا المرأة لنختزلها فقط في دفاع على رغبة فناناتنا في التعري أمام الكاميرا وات مقابل شهرة و بعض الأموال ؟
و في حالة إعتبار التعري حل ومقياس للنضالية وفق ذلك تتحول بائعات الهوى و فنانات ميلودي و مزيكا رائدات نسويات و أمثلة يحتذى بها في المطالبة بحقوق المرأة عوض عن بشيرة بن مراد و توحيدة بن شيخ و نوال السعداوي ....
#مها_الجويني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟