أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إنياسيو رامونه - ما بعد التسونامي














المزيد.....

ما بعد التسونامي


إنياسيو رامونه

الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 12:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا يشعر المرء بأي قلق لدى عابري السبيل في جادات طهران وازدحاماتها الابوكاليبتية من تهديد عسكري محتمل تقوم به الولايات المتحدة التي صارت موجودة في العراق وافغانستان، على ابواب أيران. لا توتر في المطارات حيث الاجراءات الامنية متساهلة الى حد السخف مقارنة بالمعمول به في اوروبا او اميركا. كما ان وسائل الاعلام المحلية لا تركز على الموضوع اذ تخصص عناوين صفحاتها الاولى لمسائل اخرى كزيارة الرئيس خاتمي الى افريقيا ومحاكمة تشارلز غارنر، "جلاد ابو غريب" او الانتخابات العراقية.

لكن القلق ينبت خلف هذا الهدوء الظاهر، فالصحافة سارعت الى استعادة كاملة لتحقيق سايمور هيرش في مجلة "نيويوركر" غداة صدوره وهو بعنوان "الحروب الآتية" [1] ويؤكد فيه هذا الصحافي ان "الحرب على الارهاب" ستتواصل بعد العراق بهجوم على طهران. وبناء على نصيحة من "المدنيين في البنتاغون" (دونالد رامسفيلد، بول وولفويتز ودوغلاس فايث) فان الرئيس بوش سمح بقيام مهمات سرية داخل ايران. وبفضل المعلومات الاستخبارية من اسرائيل وباكستان يسعى رجال الكومندوس منذ تموز/يوليو 2004 للحصول على معطيات تحدد مواقع ثلاث دزينات من الاهداف المرتبطة بالبرامج النووية والكيميائية والصاروخية الايرانية. ويمكن قريبا اطلاق هجمات دقيقة تتولاها القوات الخاصة ضد هذه الاهداف.

لم تكذب وزارة الدفاع الخبر، ومن جهته قال الرئيس بوش مهدداً، ردا على سؤال من محطة "أن بي سي" التلفزيونية حول احتمال الاقدام على عمل عسكري ضد ايران: "آمل التوصل الى حل ديبلوماسي لكني لا استبعد أياً من الخيارات".

المسؤولون او المعارضون الذين نلتقيهم في طهران يحافظون على هدوئهم. فيقول لنا الاستاذ محمود كاشاني مثلا، وهو معارض معتدل ومرشح سابق لرئاسة الجمهورية: "منذ 25 عاما تضع الولايات المتحدة ايران في خط نارها، ومنذ العام 1995 اعلنت واشنطن حصارا اقتصاديا على طهران ضاعفته بقانون اماتو [2]. ثم قام السيد بوش بتصنيفنا في محور الشر وها هي وزيرة الخارجية الجديدة كوندوليزا رايس تعرّف ايران "كموقع متقدم للطغيان" في العالم. اعتدنا العدائية هذه والبرنامج النووي ليس سوى ذريعة جديدة".

وزير الدفاع علي شمخاني كان اكثر صلابة عندما رد على تهديدات واشنطن بالقول: "يمكننا التأكيد اننا نملك من القوة ما لا يجعل لاي بلد مصلحة في مهاجمتنا. ان ايا من خصومنا لا يعرف بدقة مدى قدرتنا العسكرية ولا مهارتنا في اطلاق استراتيجيات غير مسبوقة. لقد انتجنا بسرعة التجهيزات التي توفر لنا قوة ردع كبيرة" [3] . لطالما اكدت طهران ان برنامجها النووي هو للاستعمال المدني ويندرج في اطار معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية التي وقعتها طهران [4] وقد تعهدت في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 تعليق نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم اثر محادثات مع انكلترا والمانيا وفرنسا المجتمعة في مبادرة سياسية مشتركة تهدف الى دفع ايران للتخلي نهائيا عن طموحاتها النووية وتفادي تصعيد مشابه للذي قاد الى حرب العراق في آذار/مارس 2003 . [5]

لكن اسرائيل مقتنعة بأن البرنامج النووي الايران سيصل قريبا الى مرحلة اللاعودة. ويؤكد الجنرال اهارون زيفي، رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، في 12 كانون الثاني/يناير 2005: "اذا لم نتحرك فإن إيران يمكن ان تنتج اليورانيوم المخصب مما يسمح لها بصنع قنبلتها الذرية الاولى من هنا الى العام 2008". واشار ايضا الى ان ايران تملك صاروخا، شهاب 3، مداه 1300 كيلومتر "قادر على اصابة اسرائيل".

ففي حين تستعد ايران للانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو 2005 والتي لا يمكن للرئيس الاصلاحي الحالي محمد خاتمي الترشح لها، تسقط هذه التهديدات في الوقت غير المناسب. فمن شأنها (التهديدات) بالنسبة الى عدد من المعارضين ومن باب المفارقة تعزيز النظام الاسلامي المتعب. ويصرح لنا مثلا احد الصحافيين العلمانيين: "ان تجاوزات الاسلام المتطرف خلقت ردة فعل خصوصا في اوساط النساء اللواتي يطالبن بالمزيد من الديموقراطية. العديد من الايرانيين استحسنوا التدخل الاميركي في افغانستان ضد طالبان وفي العراق ضد صدام حسين لانهم حررونا من نظامين معاديين لنا بشراسة. لكن تهديدات واشنطن واسرائيل اليوم تخدم التيارات المحافظة وتوصل الى الرئاسة المرشحين المعادين للاصلاحات. انها كارثة في حق الديموقراطيين الايرانيين".






--------------------------------------------------------------------------------

[1] "ايران نيوز"، 18/1/2005.

[2] الذي اقر في 5/8/1996 ويفرض عقوبات على كل شركة حتى غير أميركية تتعامل مع ايران.

[3] "طهران تايمز"، 18/1/2005.

[4] اثنان من حلفاء واشنطن في المنطقة، اسرائيل وباكستان، لم يوقعا المعاهدة ولم تتخذ بحقهما أي عقوبات.

[5] Walid Charara, “ Après Bagdad, Téhéran ? ”, Le Monde diplomatique, janvier 2005



#إنياسيو_رامونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكاذيب الدولة


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إنياسيو رامونه - ما بعد التسونامي