أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد محمد – ألمانيا - الكورد وحقيقة أصلهم الآري















المزيد.....

الكورد وحقيقة أصلهم الآري


محمد محمد – ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 00:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الكورد وحقيقة أصلهم الآري

* Derbê cihê xwe pir girtiye!
* خريطة توزع وانتشار الشعوب الآرية مرفقة مع هذا البحث المختصر!

تعقيبا على مقال الاستاذ محسن سيدا "الكورد وفرضية أصلهم العربي"، المنشور في حقل دراسات ومواضيع عامة للاصدار الأول من جريدة "القلم الجديد = Pênûsa nû"، وددت أن أبدي رؤيتي المتواضعة المختصرة أيضا حول هذا الموضوع الهام جدا.
بالنظر الى ما أصاب الشعب الكوردي على مر التاريخ خصوصا منذ الأسلمة والعربنة، مرورا بالسلجقنة وبالعثمنة وحتى الحرب العالمية الأولى وبعدها، يمكن وصف ذلك بكارثة اجتماعية مروعة أدت الى حدوث وخلق وضع دراماتيكي الى درجة بحيث لم يتمكن ولم يخلف لنا علامة، وجيه، مصدر أو مرجع كوردي تاريخي حتى ذكر ومعرفة أصلنا الكوردي لللأجيال اللاحقة وذلك سوى بحث معاصر واحد "خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان..." للوزير والمؤرخ الكوردي العظيم الراحل محمد امين ذكي والذي بدوره كان ايضا قد تفاجاء فقط منذ بدايات القرن الماضي ليبحث لدى الغرباء أي بين مراجع اسلامية واوروبية عن تاريخ واصل الشعب الكوردي ومحنه المأساوية التاريخية والمعاصرة! لذلك اصبحنا ولفترة طويلة منذ ان شعرنا وتفاجئنا كذلك بمدى الهول والآثار والتداعيات والمخلفات المدمرة لتلك الكارثة على وجودنا القومي الكياني المشتت المحتل, حتى نحوص ونبحث بدورنا ايضا هنا وهناك لدى مصادر ومستندات "الغير" على الأقل حول ماهية وأصل وشيء من تاريخ هذا الشعب. وأود هنا التعبير عن تلك الاصابة السديدة وعن ذلك الوقع الكارثي بالمثل الكوردي القائل:
!Deme ku Derbê cihê xwe girt, ew pir Assêgihê çêdikê

أي عندما تطابق الضربة مكانها، فهي تصنع أو تخلف صعوبة بالغة!
هكذا كان ولا يزال قدر الشعب الكوردي المضطهد والمهدد الذي ونتيجة لتلك الاصابة الحاسمة وما ولدت من عوائق وصعوبات جمة، فهو لم يتمكن حتى الآن من بناء كيانه التحرري القومي المشروع على أرضه التاريخية والتي فيها لا يزال الكورد/ حوالي ٤٥ مليونا/ يشكلون الأغلبية الساحقة رغم تداعيات تلك الكارثة التاريخية المدمرة من الابادات والتشريد وتدابير الاصهار العنصرية; وبينما في المقابل قد حصل أغلب شعوب المنطقة المجاورة على تحررهم القومي وعلى دولهم الخاصة على الأقل منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى ورغم أن تعداد سكان بعض من تلك الشعوب لم يكن يناهز بعد نصف مليون نسمة، بينما كان تعداد سكان الكورد يتعدى خمسة ملايين نسمة داخل الأجزاء الكوردستانية الحالية الثلاثة( ضمن المملكة العثمانية الممقبورة) قبل التقسيم، هذا فضلا عن وجود حوالي مليونين من كورد الجزء الشرقي(داخل ايران) آنذاك!
هنا، وبصدد الموضوع المعني "فرضية أصل الكورد العربي" المزعوم وحقيقة هذا الأصل الآري، وما ذكر السيد محسن عبر مقاله المنشور اقوال بعض المؤرخين العرب والاسلاميين الآخرين، أمثال مسعودي والطبري وغيرهما كمصادر تاريخية بهذا الخصوص, فيمكن القول بان تلك الأقوال او الروايات حول اصل الكورد تفتقر كثيرا الى الأدلة العلمية والموضوعية(خصوصا في غياب العلوم والتكنيك المتقدم وبضعف مواد وامكانيات الكتابة, القراءة, الحفظ والتخزين وكذلك بغياب وسائل البحث والاستكشاف حينذاك) وكانت تعبر تلك الادعاءات غالبا عن نسج الخيال والأوهام المجردة وأحيانا عن أغراض ذاتية مقصودة لمتابعة خداع الكورد وصهرهم القومي والديني داخل بوتقة القومية العربية والاسلامية. لذلك لا بد بهذا الخصوص, ونحن نعاصر الآن القرن الحادي والعشرين, من مناقشة وتقييم تلك الآقاويل والمزاعم السالفة المعنية بفرضية الأصل العربي للكورد.
فهي تدعي تارة بأن نمط حياة الكورد الرحل كان مشابها جدا لنمط حياة العرب الرحل حينذاك, مما يدل ذلك على الأصل العربي للكورد(هكذا يزعم بكل بساطة!); بل وهناك بعض أمثال هؤلاء السالفين الآخرين في مواقع أخرى يروون لصالح تلك الفرضية على أساس مزعوم بأن بعض الكورد يملكون أيضا بشرة سمراء داكنة كما هي لدى العرب غالبا ويزعمون أيضا بأنه حتى "اسم أو كلمة كورد" هي تعبير عربي ; وتتضمن تلك الأقاويل المعنية تارة أخرى بأن االكورد هم ينتمون الى سلالة الجن أو في مواقع أخرى يوصفون بأنهم أبناء النار!
في هذا السياق ولمناقشة تلك المزاعم, يمكن الرد عليها بأن أقساما كثيرة من الناس في مرحلة تجوال الشعوب كانت تتشابه في الممارسة والمبادرة بالتنقل والتجهيز البسيط جدا حينذاك وليس التشابه كان بين أوجه حياة الكورد والعرب الرحل لكي يشكل ذلك حجة لتلك الفرضية، حيث كان هناك فروقا كبيرة بين تلك الأنماط في تلك المراحل وذلك استنادا على أن الكورد كانوا متأقلمين عادة مع البيئات الجبلية والسهلية الزراعية الخضراء ومع الطقس البارد والمعتدل غالبا، بينما العرب كانوا متأقلمين مع البيئات الصحراوية القاحلة الحارة والجافة على الأغلب. وبخصوص خرافة وجود الجن وانتماء الكورد اليهم, فقد أصبح واضحا جدا على الأقل منذ القرنين الماضيين وما تم من تقدم كبير للعلوم المتنوعة والتوعية وتطور فائق للتكنيك والاقتصاد بأنه أصلا لا وجود للجن كما كان يتوهم ويتخيل بذلك الكثير من الناس منذ عهود عديدة، فكيف يمكن اذا انتماء شعب لتكوين وهمي خيالي! كذلك ان بعض الكورد الذين كانوا ولا زالوا يحملون بشرة سمراء داكنة شبيهة بما لدى أغلب العرب وغيرهم, قد اكتسبوا ذلك المظهر او الصفة نتيجة اختلاط وتفاعل الميديين الآريين النييرين( مصادر أوروبية علمية بحثية تؤكد وجود ذلك المظهر الميدي الفاتح) كاجداد للكورد لقرون طويلة حتى قبل الاسلام مع الآكاديين, البابليين, الآشوريين وغيرم الساميين ذوي البشرة الداكنة وربما نتيجة أيضا لعوامل بيئية حارة وقاسية في بلادهم الجديد بعد أن غادروا منذ قرون عديدة موطن أجدادهم الأسبق الأقل حرارة وتشمسا في أوكرانيا وجنوب روسيا الحاليتين, ثم انه ورغم ذلك التشابه اللوني فان الملامح والتقسيمات الجسمانية للكورد تختلف عما هي لدى العرب. كما أن اسم أو تعبير الكورد هو مشتق من الكلمة الميدية-الفارسية" كاردهكه" والتي كانت تطلق على الفرق العاملة النشيطة والمقاومة للأعداء حتى منذ ما قبل الميلاد( يمكن الاطلاع على القاموس الفارسية القديمة); ومن هنا ردد واستخدم المؤرخ الأغريقي كزينفون أيضا في كتابه اناباسيس خلال حملة العشرة آلاف( في القرن الرابع أو الخامس ق.م) نفس التعبير ولكن بلكنه أغريقية " كاردوخ". اما بالنسبة لاسطورة البعض بأن الكورد هم أبناء النار, فان ذلك يعود ربما كما ذكر سابقا الى المظهر الميدي النيير والذي حمله أو احتفظ به الكثير من أحفادهم الكورد حتى الى مرحلة قدوم الأسلمة وما بعدها, ولكون أولئك العرب القادمين من صحراء شبه جزيرتهم الى بلاد الكورد لأول مرة, فيبدو أنهم قد تفاجئوا برؤية تللك المظاهر النييرة الشبيهة الى حد ما بألوان النار, لذلك قد يكون وصف أولئك السالفين الكورد بأبناء النار. وفي هذا الاطار أيضا ولمتابعة دحض تلك الفرضية, فحتى الكتاب المقدس " Bible" ينص على أن الميديين ينتمون الى سلالة يافث بن نوح، بينما العرب ينتمون الى سلالة سام بن نوح. وكذلك فان المؤرخ الأغريقي الآخر هيرودوت قد ذكر في بحوثه التاريخية منذ حوالي القرن الرابع ق.م بأن الميديين هم آريون.
وفي هذا الصدد, حيث كان ولازال حتى بعض الكتب المدرسية العربية السورية وغيرها تنص أيضا على أن الكورد هم ينتمون الى الشعوب الاندو- الأوروبية وذلك ربما لأحد الدوافع هو لاطلاع القوميين والاسلاميين العرب المتعصبين على أن هؤلاء الكورد هم غرباء مزعومين عن المنطقة, متناسين بأن هؤلاء الأخيرون قد سكنوا كوردستان منذ حوالي ٤۰۰۰ عام, بينما بدأ قدوم العرب الى بلاد الشام والرافدين منذ انتشار الاسلام في القرن السابع الميلادي, وبدأ قدوم الأتراك من براري أوغور الواقعة في أواسسط آسيا بين الصين ومنغوليا الى المنطققة منذ القرن الحادي عشر الميلادي.
أيضا واستنادا إلى د.زيار في كتابه "إيران...ثورة في انتعاش" والذي طبع في نوفمبر 2000 في باكستان, فإنه منذ حوالي سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من مناطق نهر الفولغا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفرس والميديين. أسس الميديون الذين إستقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الأخرى في الجنوب في منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير أن الميديين والفرس أطلقوا على بلادهم الجديدة اسم إيران التي تعني "ارض الاريين".
هكذا ولبيان نسب وامتداد الكورد الى الميديين الآريين أيضا, فقد وضح العديد من الباحثين والمؤرخين الأوروبيين, أمثال فلاديمير مينورسكي الروسي و ميجر سون الانكليزي منذ بدايات القرن الماضي وغيرهما تباعا الى اليوم استنادا الى اللغة وسواها وبوجود تقدم وتطور العلوم ووسائل البحث والاستتكشاف والدراسات الجينية الحديثة، بأن الميديين الآريين هم أحد جذور الشعب الكردي.
ولكون الميديين قد استقروا تقريبا داخل المنطقة الجغرافية المسمات حاليا بكوردستان مع أحفاد وامتدادات الشعوب الهيثية والميتانية الهورية الآرية أيضا والتي كانت قد هاجرت وطن الآريين الأولي من وسط أوروبا-جنوب روسيا منذ حوالي بدايات الألف الثاني قبل الميلاد خلال مرحلة تجوال الشعوب واستوطنت في كوردستان الحالية الخصبة الخضراء المعتدلة وفي غيرها من المناطق المجاورة لها، فقد ساعد ذلك لاحقا على تشكيل الأمة الكوردية الحالية ونسبيا على متابعتها للاحتفاظ بملامحها الجسمانية وطبائعها الروحية ومظاهرها المتفتحة النييرة الآرية, وذلك بالمقارنة مع الفارسيين الآريين الآخرين الذين استوطنوا بعيدا نسبيا في الجنوب والشرق الشبه الصحراويين الحارين المالحين واختلطوا هناك الى درجة كبيرة مع العرب والشعوب السامية والآسيوية السمراء الداكنة الأخرى, مما سبب ذلك تغيير ملاحم ونفسية ومظاهر أولئك الفرس كثيرا جدا.
وهنا يمكن الاطلاع على صورة من الخريطة المرسومة في المجلد الأول لتاريخ العالم "Welt Geschichte" لمؤلفيه الألمانيين Hermann Kinder / Werner Hilgemann حول توزع وانتشار الشعوب الآرية منذ بدايات الألف الثاني قبل الميلاد ومن بينها توزع الايرانيين: الميتانيين(-الهوريين : من قبل المترجم), الميديين والفرس; وكذلك ان هذا المجلد ينص أيضا على أن لغات هؤلاء الايرانيين تنتمي هي ايضا لعائلة اللغات الاندو- أوروبية.

محمد محمد - ألمانيا/ دورتموند
[email protected]
* نظرا لتداخل وتقاطع المقال تكنيكيا نصيا خلال نشره في جريدة القلم الجديد ودرءا لتشويه مضمونه، لذا أرسل للنشر في المواقع بشكل منظم!
11.07.2012



#محمد_محمد_–_ألمانيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد فداحة جشع الطموح الشخصي البشري أحيانا!


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد محمد – ألمانيا - الكورد وحقيقة أصلهم الآري