عبد الوهاب القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 18:42
المحور:
الادب والفن
حين غادرنا مدينة كربلاء المقدسة وقلوبنا تتوجس شرا من الهولاء.. وتستفزنا العيون المتوحشة .. شاهدنا عشرات العوائل ..اطفالا ..نساءا ،شيوخا يسكن الرعب في احداقهم وهم يتوسلون كل عربة مارة .. للهرب من الجحيم فيزيد حزننا لمرآهم .. لكن ليس لدينا مكانا يكفي وناقتنا تخطو بسيرها الوئيد.. من كثرة السيطرات التي افترشت هي الاخرى الطريق .. هم يمطروننا باسئلتهم الممله والمعادة واخي كان يحمل عبء الاجابة عنها..يا لمأساة النخيل .. هي الاخرى لم تسلم من صولات الجند.. لقد اقتلعت عماتنا من الجذور سبايا الى اماكن اخرى..اتساءل هل هو مقاول للتدمير ؟ فقد اهلك الحرث والنسل دون حياء .. اكاد اسمع قهقهات راشيل وهي ترفع كؤوس المدام لتحتفل بالنصر لقد حقق لها وللغرب اكثر مما يحلمون .
لم نصدق اننا في طريق الخلاص واستطالت المسافات وعتابا لى الشاحنة لماذا لا تلتهم الطريق الذي لم يخل من الهؤلاءواسلحتهم مشرعة في قبضاتهم متوثبة تزين جانبي الطريق واحيانا حتى وسطه
حين اقتربنا من مدخل بغداد والفرح يثب من العيون بالرغم من وجود الوحوش النارية الرابضة عند المدخل ، اما مدينة النجف الاشرف التي استضافتنا تلك الايام تركناها فريسة للقلق واللامان وعقاب ينتظرها من جيش لا ينتمي الى الوطن اطلاقا
جيش يفرض صور قائدهم الضرورة بالقوة والويل للحافلة او سائقها اذا لم تحمل صورته!!.
اما مدينة كربلاء فقد فاجأها كرب وبلاء ..كانت الحافلات توقف امام مدجخلها ويطلب من الركاب النزول منها والويل لمن لا يحمل بطاقته فيقتل فورا اما من يحمل بطاقة الانتماء الى هذه المدينة يعزل الشباب منهم الى جهة الموت ، رشقات من رصاص الغدر فاذا بهم يودعون الحياة .
اما في مدينة العمارة فقد امتلأ دجلة بالدم وبالاحياء الذي يكفنهم الموج حتى خجل دجلة وعيون الاحبة عاجزة من اتيان اي شيءلتراقب موتهم من كثب.
لقد ساند الطاغية آلهة الارض واياديهم الخفية تحميه ويوما بعد يوم تتكشف الاقنعة
وتصنع غيرها .. اصبح الناس اسرى والوطن هو سجنهم الكبير .. عاجزين عن حماية العتبات المقدسة التي سلبت من عسجدها وتحفها بحجة الترميم ..
كانت المدن الجنوبية موصدة ومعزوله الواحدة عن الاخرى كي يمنع التقاء الناس،وتفشى فيها الغلاء والمرض وساد الخواء والفساد ولا تجد هذا في اعلامنا او اعلام الدول ولا تجد هذا او اعلام الدول الشقيقه غير الخير والامان يرفل بهما الوطن العزيزطالما وجد الوراقون ومن يعيش على موائد الكذب والنفاق.
.
عبد الوهاب القريش 1991
#عبد_الوهاب_القريشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟