أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نظرة جانبية للمسيح














المزيد.....

نظرة جانبية للمسيح


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان الفراعنة يرسمون صور الأشخاص والآلهة على جدران المعابد والقصور ليس وجها لوجه بل كانوا يرسمونهم وهم ملتفون على جنب,أي أن الفراعنة كانوا مهتمون بالنظرة الجانبية للأشخاص, ومن الممكن لأي شخص أن يشاهد هذه الملاحظة فكل الرسومات الجدارية للأشخاص مرسومة وهي تقف وقفةً جانبية, وأنا من هنا ومن هذا المنطلق سأنظر للمسيح نظرة جانبية, لأحاول اكتشاف السر الذي جعل المسيح إلها وليس بشرا أو إبن إله وليس ابن بشر عاديين,حتى وإن لم يكن المسيح بحق إبن إله فإن هنالك سرا في الموضوع جعل منه ابنا للإله وهذا السر مختبئ فقط في أعماله وأخلاقه وسلوكياته وصفاته.

وبالمثال على ذلك الإنسان الذي نعتبره إنسانا بصح أو كما يقولون(بحق وحقيقي) يرتفع في عيوننا إلى مستوى الإنسان السوبر ومن ثم إلى مستوى الملائكة ونقول عنه بأنه ملاكا وليس بشرا, هذه هي طبيعتنا نحن البشر,والإنسان طبعا يرتفع إلى المستويات العليا بعلمه وأخلاقه الرفيعة بالدرجة الأُولى,والإنسان الذي لا نحترمه تكون أخلاقه وصفاته منحطة فنصفه بأبشع الصفات والنعوت ونقول عنه بأنه إبليس وشيطان ونجس,ومن الجدير معرفته بأن أسم(نازك الملائكة) ليس أسما صحيحا بل هو نعت وصفة لأفراد العائلة جميعا فكان هدوءهم في البيت وعدم إصدارهم أي إزعاج أو ضوضاء للجيران سببا في تسميتهم بدار الملائكة ومن هذا السلوك اكتسبت عائلة نازك الملائكة هذه الصفة الجميلة.

وموضوع حديثنا اليوم ليس عن نازك الملائكة بل عن عيسى بن مريم ذلك الإنسان الذي كان إنسانا عاديا في يوم من الأيام وبعدها ارتفع في صفاته وسلوكياته وأخلاقه الرفيعة إلى مستوى المخلوقات الخيالية والنورانية فنعته الناس بصفات لا يمكن أن نجدها في البشر جميعا, وأغلب الظن أن معجزاته التي كان يحققها أمام أعين الناس قد جعلت منه إنسانا فوق مستوى البشر بالإضافة إلى أخلاقه ومحبته للناس فنعته أعداءه قبل أصحابه وتلاميذه إلى مستوى أكبر وأكثر من الصفات البشرية الحميدة والتي يعجز كل الناس على أن يأتوا بمثلها.

لقد تحدى الناس بعضهم بعضا بأن يجدوا إنسانا سلوكه مثل سلوك المسيح,وأعماله مثل أعمال المسيح وحتى اليوم لم أسمع بقس أو خوري أو حتى شماسا يتحدى الناس بأن يأتوا بإنجيل وبأمثال وبمزامير مثل الذي جاء في الإنجيل,بل كان التحدي على مستوى أكبر من ذلك وهو السلوك والأخلاق.

فهل أنا مخطئ؟,حتى اليوم هل من الممكن أن نجد انسانا صفاته مثل صفات المسيح؟ طبعا إلا المؤمنون به فأخلاقهم قريبة من أخلاق المسيح.


بمقابل ذلك لم يتحدى المسيح البشر بأن يأتوا بإنجيل مثل إنجيله بل تحداهم في مستويات أعماله الجليلة والعظيمة فعجز البشر على أن يأتوا بصفات مثل صفاته وعجزوا أن يأتوا بأعمال عظيمة مثل أعماله وكل هذه التحديات وكل هذا الرُقي في الأخلاق جعل الناس المحيطين به لا يصدقون بأنه إنسان طبيعي تماما كما لا يمكن أن نصدق عن بعض الناس اليوم بأنهم بشرا بما عرفناه عنهم من صفات طيبة وأـخلاق عالية ورفيعة المستوى فنقول عن بعض هؤلاء الناس: حاشا لله أن يكونوا بشرا,أو أنت يا أستاذ لست إنسانا بل ملاكا بأخلاقك وهذه الأمور تحدث في حياتنا يوميا وعلى مرأى ومسمع من كل المحيطين بنا تماما كما أنه من الممكن لنا أن نقول عن إنسان آخر منحط ووضيع بأنه ليس بشرا بل شيطانا بما اكتسب من صفات خبيثة وحقيرة.

ولم تكن معجزة المسيح الإنجيل وحده بل كانت معجزته سلوكياته وأعماله وانتقاداته وجرأته في التصدي للأفاعي التي كانت تخرج من مغارة اللصوص, لم يكن المسيح إنسانا عاديا ولم يتحدى الناس بأن يأتوا بآية أو بكلمة مثل التي بالإنجيل بل تحداهم عن غير قصدٍ منه بأن يسلكوا طُرقا فيها كثيرا من الصعاب وفيها كثيرا من المحبة التي طالت أعداءه وخصومه وهم كانوا بالفعل أعداء ألله وخصومه, لقد حاول الناس أن يكونوا مثل المسيح في محبته وفي حضوره بين الناس, كان للمسيح حضور وأي حضور فمن يقرأ سيرته جيدا يعرف على الفور بأن هذا الإنسان أكبر من مستوى البشر العاديين وأكبر بأخلاقه من مستوى أخلاق الأنبياء الذين جاءوا من قبله فبأخلاقه وبأعماله أرتفع شيئا فشيئا وحبةً فحبة إلى مستوى الملائكة في عيون الناس ومن ثم إلى مستوى أكبر وأجل من مستوى الملائكة والمخلوقات النورانية حتى قالت الناس عنه إنه نبي ورسول ومن ثم قالوا: لا لا يمكن أن يكون نبيا ورسولا بل إنه ملاك ثم ارتفع أكثر فأكثر في عيون الناس حتى قالوا عنه بل هذا الذي بينني من الممكن أن يكون بحق ابن الله.

هذا رأيي واجتهادي في الموضوع للسائلين الذين يسألوني عن رأيي في المسيح ولزيادة التأكيد على الموضوع لا حظوا معي هذه الملاحظة وهي أن كل المؤمنين حقا بالمسيح كإله أو كإبن شرعي لله كلهم تجدون سلوكياتهم وأخلاقهم عالية وخجولين جدا جدا من أنفسهم ومن الناس المحيطين بهم حتى أننا نقول عنهم بأنهم فعلا ليسوا بشرا عاديين فهذا القس وهذا الخوري أو هذا الأب أخلاقه أكبر من أن تكون أخلاقا بشرية من هنا ومن هذا المنطلق ظل المسيح يرتفع في رتبته بأخلاقه العليا هو وتلاميذه والمؤمنين به, وهذه هي قناعاتي في الموضوع فلم يخلق الرب بشرا مثل المسيح ولم يخلق لأحد من بعده أو من قبله تلاميذا مثل تلاميذ المسيح أو مبشرين بالخلاص مثل المبشرين المسيحيين, لننظر للمسيح من زاوية أخرى ودعونا ننظر له نظرة جانبية كما كان الفراعنة يرسمون صورهم بشكل منظر جانبي



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا للرب
- خلق الكون والقرآن
- الحظ لعب مع المسلمين دورا كبيرا في مواجهة الفرس
- عدت مبتسما
- مقال الاعتزال
- الثقافة والبراءة
- شرب القهوة
- كن عربي الدين عيسوي الأخلاق
- ما معنى كلمة دير وكَفر؟
- اللهجه العاميه جميله
- اللغة العربية يرحمها الله
- احذروا الإسلام
- التضحية بالابن الوحيد
- أرض الخطاة
- حول مسيلمة وفاطمة وخالد
- كلمات يؤمنون بها ولا يعملون بها
- حول خالد بن الوليد
- الملائكة الجميلة لا تحارب
- ارحموني
- صلوا وسلموا على هذه الشخصيات


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نظرة جانبية للمسيح