|
ملاحظات مختصرة حول الشيوعية العمالية في ايران
أكرم سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 09:03
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
ملاحظه لا بد منها لتبديد سؤ الفهم: انا لا انتمي لاي حيزب او منظمة لحد الآن واحترم كل رفيق مهما يكن اختلافاتي معه،وهذا الملاحظات كتبتها في اغلب حالات كتعليقات في الحوار المتمدن، وارجو المعذرة من اخطاء اللغوية
ماركسيون و تحرير العمال:
كان في ماضى القريب الماركسيون معرفون بين الناس كأشخاص لهم مستوى ثقافي عالية و أصحاب ذو رأي ثاقب وعمق في تحليل لمشاكل عصرهم .مع العلم اليوم تبين إن هؤلاء الماركسيون في ستينات و سبعينات كانوا ناس يساريين تقليدين، كانوا بشقيهم الروسي و الصيني يناضلون في سبيل تحرير الوطن من التخلف الأقتصادي والسياسي والخروج من التبعية لإمپريالية الغربية، وكانوا ينتقدون البرجوازية الكومپرادورية لكونها تابع ذليل و عميل لإمپريالية وكانوا يدعون ان البرجوازية في بلادنا بسبب تبعيته لامريكا والغرب لايستطيع ان يكون وطنيا و تقدميا. اي ان ماركسيون التقليديون كانوا يدعون ان تحرير طبقة العاملة تمر عبر تحرير الوطن من تبعية الاقتصادية والسياسية للغرب. ماذا يقولون الماركسيون الجدد اليوم يا ترى؟! يساريون الجدد اليوم يدعون ان مشكلة الرئيسية لبلادنا تكمن في سيطرت الدين وتقاليد،انتشار افكارو العلاقات الاجتماعية الرجعية لعالم ما قبل الحداثة و ذلك بسبب ان البرجوازية في بلادنا لديها نظام الحضاري و السياسي لا تشبه اليبرالية والعلمانية الديموقراطية الغربية. وان نظام الحضاري في بلادنا لا تسمح بحرية الفردية في افكار والمعتقدات وتمنع ممارسات الحرة لعلاقات الاجتماعية و الجنسية بين الافراد..الخ.. ولذلك يعتقدون ان تحرير العمال من الراسمالية تمر عبر تحرير الوطن من الحضارة الشرقية التقليدية و انتقال بها الى الحضارة الغربية الحديثة. اي نحن قضينا نصف عمرنا في نضال مع يسار التقليدي لأبتعاد من الغرب الآن يطلب اليسار الجديد ان نقضي نصف العمرنا الباقي في نضال لإقتراب من الغرب. ان كان يساريون في الخمسينات و ستينات يؤمنون بان من اجل تحرير العمال ضرورة تقتضي منا اولا نضال من اجل تحرير الوطن و الفلاحين من ظلم الاقطاعين و برجوازين كومبرادورين التابعين للغرب ، اما اليساريون الجدد اليوم يؤمنون بان من اجل تحرير العمال ضرورة تقتضي منا اولا نضال ضد افكار و تقاليد الاقطاعين المضادة لعالم الحداثة و الغرب. اي في ما مضى كان من ضروري نضال ضد وجود الاجتماعي لطبقة الاقطاعية اما اليوم اصبح من ضروري نضال ضد تقاليد و وعي الاجتماعي لطبقة الاقطاعية( اي روح و اشباح لطبقة الاقطاعية)، هذا يعني إن يساريون تقليديون كانوا اشتراكيون ـ وطنيون لكن في نظرتهم لإمور كانوا على اقل التقدير ماديين، اما اليساريون الجدد هم اشتراكيون اليبراليون لكن في نظرتهم لإمور مثاليين. ان مشكلة الرئسية ليساريون جدد انهم حالمين، لانه يطلبون تطبيق اليبرالية في الوقت فقد ليبرالية بنياتها المادية بسبب منطق راسمالية المتوحشة في عصرنا. و ان كل دعايات الغرب عن الديموقرطية هي فارغه من محتواها اليبرالي و العلماني حين في نفس بلدانها بدأ يتكاثر حركات العنصرية جديدة و اليمين المتطرف. لذلك نرى الغرب اليوم في تحالف مع قوى الرجعية في منطقتنا.
من حزب و الثورة بدون عمال الى حزب و السلطة بدون عمال: كان اغلب احزاب يساريون التقليديون يبدأون ثورتهم المسلحة من الأرياف من اجل تحرير المدن، اي كفاح حزب بتحالف مع الفلاحين الفقراء من اجل استلام السلطة و تحرير العمال، اما اليساريون جدد يبدأون بنضال السياسي ذو طابع المدني سري او علني حسب ظروف حرية النشاط السياسي في كل بلد. بما ان يساريون جدد يركزون قولا على عمال في خطاباتهم لكن في عمل و تنظيم يواجهون صعوبات في عمل وسط العمال ( بسبب عوامل موضوعية او ذاتية) فسيكون بالنتيجه حولهم مجموعة من افراد الطبقة الوسطى ذو اهتمامات و علاقات مع مواضيع الحداثة و العلمانية. و ينشطون بين فئات الطبقة الوسطى في مدن و حول قضايا المرأة و الالحاد وهكذا بعد عدد سنوات من نضال يكون الحزب عبارة عن مجموعة افراد من اصول طبقات الوسطى بدون اتصال فعلي بالعمال لكن يدعون نضال من اجل تحرير العمال. و شر بليه ان يبدأ هذا الحزب قرار و ادعاء باستلام السلطة بدون العمال لكن حسب قولهم سيقومون بتسليم السلطه بعدها كهدية الى العمال. نبذة مختصرة عن شيوعية العمالية في ايران و مكانة منصورحكمت أن رفيق منصورحكمت له دور كبير في كتابة و تطوير ماركسية الثورية التي خرج من ثورة ايرانية 1979.لكن يجب ان لا ننسى دور رفاق ( ايرج آذرين ، رضا مقدم ، حميد تقوائي، هل نسينا رفيق الشهيد مهدى ميرشاه زاده و دوره؟! هل نسينا رفيق الشهيد غلام كشاورزي ودوره؟) و كثير من رفاق آخرين و دورهم في بناء الماركسية جديدة و ثورية ضد إنحرافات اشتراكية الشعبوية الذي كان سائداً انذاك بين الماركسين و العمال.هؤلاء رفاق وآخرين كثيرين كانوا يعملون حسب روحية و اخلاق رفاقية ماركس و انجلز، كانوا يكتبون كراسات و ابحاث بتعاون.انظرو الى اعمال مشتركة بين رفاق:١/الثورة الايرانية ودور البروليتاريا (الخطوط العامة) حميد تقوايي و منصور حكمت.2/ دروس من كيفية معاملة لينين مع الحركة الثورية الفلاحية ـ مهدي ميرشاه زاده و منصور حكمت ، 3/ رزمندگان و راه كارگر: الجدال من اجل تحقيق الاشتراكية الشعبوية ـ ايرج آذرين، منصور حكمت، غلام كشاورز.4/حزب کمونيست ايران در گرو چيست؟(طرح کلى) منصور حکمت، ف. پرتو.5/الخطوط العامة لنقد اشتراكي لتجربة الثورة العمالية في روسياـ م.حكمتء أ.آذرين...الخ ،لعلم فقط ان هذه الدراسة الاخيرة برأي من اعظم ماكتبه الشيوعية العمالية. هكذا كان روح تعاون ماركس وانجلز بين رفاقنا..اليوم نحن بأمس الحاجة ان ينتشر مجددا هذا روح و اخلاق الرفاقية ماركسية بين صفوف رفاقنا في الحركة الاشتراكية، أي ان يمارس خلافات و نقد بأخلاق عمالية و ليس بأخلاق برجوزية صغيرة الحاقدة و اقصائية. اما بخصوص دور الخاص لرفيقنا العزيز منصور كان دوره عظيما و قياديا في تأكيده على مبادئ و منهج الاقتصادي و سياسي لماركس في كل قضايا تناوله لحد سنة ١٩٩٤. انا كتبت في مكان آخر( اننا كلنا في بدايات الثمانينات، قد خرجنا من بين صفحات كتاب اسطورة البرجوازية الوطنية لرفيق منصور حيكمت). أما بخصوص لإضافات خاصة لرفيقنا العزيز منصور الى الماركسية او ماهيه انحرافات رفيق منصور عن الماركسية خاصتا من كتابة دراساته حول ازمة الآخيرة و ابحاث حول حيزب و السلطة، اترك هذا لبحث و جدل رفاقي.. يجب نفهم ان التأريخ والطبقة العاملة لها طبيعة واسلوب متشابه تقريبا، وهي حين يقييم التأريخ قائدا لا يذكر فقط ما قاله هذا القائد او ذلك، بل يذكر اعماله ايضا، والطبقه العامله لها طبيعة العملية، انها لا ينظر الى ما قاله قائدا ما بل ينظر الى اعماله،مثلا العمال لا يسألون كثيرا ماذا كتب كاوتسكي، بل يسألون ماذا كان موقف كاوتسكي امام الحرب و الثورة ، العمال لا يهتمون كثيرا ما قاله كاوتسكي عن وحدة النضال لطبقة العاملة بل ينظرون الى مواقف العملية لكاوتسكي واتباعه حين قام روزا لوكسمبرغ بثورة العمالية في المانيا ضد الحرب العالمية الاولى. العمال لا يهتمون فقط كيف كان ستالين يريد بناء الاشتراكية بل ينظرون الى كيف كان ستالين يتعامل مع رفاقه تروتسكي و آخرين عند اختلاف الرأي ان عمال ما كانوا يهتموا بما كان ستالين يقول كم من اجور سترتفع لكم الشهر القادم او ان اشتراكيتنا ستجلب سعادة لجميع ، بل كانوا العمال في قرارة قلبهم يسألون اين تروتسكي؟! لماذا رفيقنا تروتسكي بعيد عنا؟!. والان دعونا ان نسأل كيف تعامل رفاق الشيوعيون العماليون بعضهم مع بعض بعد الانشقاقات؟! اشك جدا اي منهم اعطى يوما ميكروفه الى طرف الاخر ليقول رأيه، بل العكس: اقصاء و تجاهل او إتهامات الاخر كان سائداً ومألوفا
استلام الحزب لسلطة بدون العمال
اول من فتح هذا الموضوع الغريب عن الماركسية هو رفيقنا منصورحكمت في بحثه موسوم ـ حيزب و السلطة السياسية ـ في خطاب في المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي العمالي الإيراني١٥ نيسان ١٩٩٨. و في سنة ١٩٩٩ كتب ايرج آزرين(الذي كان من الرفاق المؤسسين لشيوعية العمالية) كراسة ( في دفاع عن الماركسية) نقد فيها اراء منصورحكمت و اعتبرها انحرافا خطيرا عن منهج ماركس و تقاليد الماركسية. لم نسمع رد رفيق منصور لإنتقادات الموجه له. فاصبح من يومها عادة طبيعية و مقبولة بين الشيوعيون العماليون ان تتجاهل النقد رفاقك و معارضيك او اذا كان من ضروري جواب، فيكون الجواب بهجوم على شخصيتهم و اتهامهم بأرطباتهم بجهات المشبوهه. احسست يومها إن رفيق آزرين تعرض لإهانه و تعاملهم معه كان يعطي إشارات خطيرة بوجود مرض ستاليني بين صفوف الحكمتين، و هناك دلائل كثيرة يثبت ذلك إهانة و سؤ التعامل. لذلك اصبح في نظري كل كلامهم عن عمال و حرية كلام جوفاء بدون مصداقية.. لكن هذا رفيق استمر في كتابة بعيدا عن مهاترات و هجوم الشخصي و كتب بأسلوب ماركسي ومن افضل ما لديه قلة نظيرها في ابحاث الماركسية المعاصرة، منها على سبيل مثال لا حصر(افاق و المهام ـ اشتراكية العمالية في بدايات قرن واحد و عشرين)كتبت في سنة٢٠٠١ وجه رفيق ايرج نقده في هذا الكتاب بالتفصيل اطروحات منحريفة لرفيق منصورحكمت، لكن الصمت و تجاهل والإشمئزاز كان جوابا لإنتقادات رفيق ايرج ازرين. من هنا انا كنت متشائم جدا ليس فقط من رفيق منصور و اسلوبه غير ماركسي في اختيار الصمت و تجاهل بل كنت قلق ايضا من وجود عدد غير قليل من رفاق حوله الذين يقبلون هذا اسلوب منه، بل و اكثر من ذلك، كان كثير من هؤلاء الرفاق يشجعون هذا الصمت و اصبح عملهم الرئيسي هو صنع طوطم او صنم للقائد، خاصتا بعد ان تركنا رفيقنا العزيز منصورحكمت. اكتب هذا هنا ليس فقط ديفاعا عن آزرين ، بل من اجل وقوف ضد قيم و سلوك ستالينية الذي ما يزال منتشرة في صفوفنا. اننا نعيش في عالم مجنون اصابه زهايمر، كيف مايزال من جهه فضائح تعامل ستالين مع خصومه في حيزب يملأ عالم و كيف من جيه الآخرى يوجد في نفس الوقت ناس يدعون ارقى ما وصل اليه فكر البشري على اطلاق و يعيشون في بلدان ليبرالية لكن يتعاملون بنفس اخلاق ستالينية مع رفاقهم؟!انا لا ادعي ان طرف مقابل كان معصوم من خطأ، انا لايهمني من قال ماذا و من فعل ماذا. انا كل مايهمني وجود هذا روح و اخلاق الستالينية و محاربته، وهذا لا يمكن الا بعد ان نحطم كل اصنام و نفتح ابواب لنقاش رفاقي. يقولون لنا لكن مهلا:اننا اعطينا حق النقد لرفيق ايرج آذرين و رفاقه لما كانوا بيننا، كان لهم حرية في ابدأ رأي لما كانوا في صفوف حيزبنا. وما فرحتنا نحن عمال بكم يا قيادتنا، ما هذا تسامح وهذا كرم العظيم؟! لكن سؤالنا هو باضبط كم كان تسامحكم وكرمكم بعد ان غادروا الرفاق صفوف حيزبكم؟!هل قبلتهم كمعارضين لكم؟! كيف تعاملتم مع رفاقكم المعارضين لكم؟!ان ما فعلتموا لا يفعلها البرجوازية الذي يحترم مبادئه اليبرالية مع معارضه ، نعم قد يفعلها طالباني و بارزاني او بشار او خامنئ، لكن لماذا انتم؟!انتم الذين تنشرونا بين الناس ماقاله منصور حكمت: (حول حرية التعبيرء مقابلة مع راديو انترناسيونال ستوكهولم)انتم ارسلتم بطاقة الدعوة الى كل احزاب البرجوازية لشرف حضور الى مؤتمراتكم، هل ارسلتم يوما لمعارضيكم دعوة لحضور الى مؤتمراتكم؟!هل اعطيتم يوما ميكروفن تلفازكم و ايذاعاتكم لمعارضيكم؟!هل نشر يوما جريداتكم و مجلاتكم مقالة لمعارضيكم؟! هل يوجد بين صفحاتكم في انترنت عنوان لينك لصفحات معارضيكم؟! هل جلستم يوما وجه لوجه في مقابلة او مناقشه او حوار مع معارضيكم؟ اتمنى ملاحظاتي هذا يساهم في خلق حوار بناء من اجل وحدة صفوف العمال ضد الرأسمالية
#أكرم_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|