أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - غياث نعيسة - سوريا : حرب ضد الشعب














المزيد.....

سوريا : حرب ضد الشعب


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 02:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



"البروليتاريا تحتاج الكرامة أكثر مما تحتاج الخبز"
ماركس

طرحت تنسيقية السلمية في ريف حماة شعارا يقول " يزداد الألم ليقترب النصر"، هذه الجملة تعبر بشكل واضح عن الوضع الراهن لنضال الشعب السوري من أجل حريته.
والحال، فان الدكتاتورية الحاكمة تشن فعلا حربا حقيقية ضد الجماهير الثورية الى حد يجعل من الصعب جدا تقديم تقرير يومي عن كافة الاحداث التي يشهدها الكفاح الشعبي مثل المظاهرات و الاضرابات والمواجهات المسلحة وعمليات الاغتيال والقصف والدهم والحصار التي تتعرض لها الاحياء و المدن والقرى دون ان ننسى عمليات اقتحام و اجتياح المدن المنتفضة التي تقوم بها القوات المسلحة الحكومية و مليشيات السلطة.
أخر مسارح هذه الحرب، عند كتابة هذه الاسطر، التي يشنها النظام ضد المدن الثائرة هي مدينة دوما قرب العاصمة دمشق، وهي مدينة يقطنها حوالي نصف مليون نسمة، تعرضت للحصار و القصف لعدة اسابيع واجتاحتها قوات الدكتاتورية في 30 حزيران/يونيو ، كانت الشوارع، وفق شهود، مليئة بالجثث ، وقامت قوات السلطة القاتلة بعمليات اعدام ميدانية و اعتقالات واسعة لمن تبقى من السكان الذين لم يستطيعوا او يرغبوا بمغادرة منازلهم. لقد اصبحت مدينة دوما مدينة مدمرة، وتذكر بما جرى ويجري في أحياء عديدة من مدينة حمص ودير الزور ودرعا وغيرها من المدن، كما وردت انباء عن انتشار وباء الطاعون فيها لتتحول الى مدينة خراب للأشباح.
هذا الحال المرعب الذي عرفته دوما هو المصير الذي تحتفظ به الطغمة الحاكمة لكل مدينة تجرؤ على الثورة عليها. لكن اقتحام قوات سلطة أل الأسد لمدينة دوما الثائرة صادف، بشكل مقصود من الطغمة، يوم انعقاد مجموعة العمل حول سوريا في جنيف وهو الاجتماع الذي ضم الدول الكبرى التي تشكل الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن اضافة الى ممثلي دول قطر و الكويت و العراق و تركيا و الجامعة العربية.
وقد توافقت الدول الامبريالية في جنيف على مسألة "الانتقال السياسي" في سوريا يقوم به السوريون انفسهم، وفق ما ورد في البيان الختامي لهذا الاجتماع. اضافة الى تشديدهم على دعمهم لمبادرة كوفي أنان . ولم يتأخر كثيرا تفارق تفسيرات الضواري الامبريالية لما اتفقت عليه من أليات الانتقال "السياسي" المذكور، حيث عبرت الادارة الامريكية وحلفائها عن أن هذا الانتقال السياسي يجب ان يجري من دون بشار الاسد، بينما اتت تصريحات الحكومة الروسية وحلفائها للتأكيد على ان تنحية الأسد لم تطرح أصلا في اجتماع جنيف وتنحيه ليس شرطا للمرحلة الانتقالية.
في حين جاء اجتماع "أصدقاء سوريا3" الذي يضم تحالفا تقوده الولايات المتحدة وحلفائها والذي عقد في باريس يوم 6 تموز/يوليو ليؤكد على دعمه لخطة أنان و لمرحلة انتقالية "تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة" الذي يجيز لها استخدام القوة المسلحة. بل أن كوفي أنان نفسه أعلن في اليوم التالي لهذا الاجتماع بأنه "لم ينجح في مهمته" ولكنه لن يتخلى عنها . في هذا السياق من المقايضات و المفاوضات بين القوى الامبريالية تشكل المصالح الحقيقية للشعب السوري الثائر، والذي يتعرض الى مذبحة بشعة من سلطة باغية، الغائب الأكبر.
لكن هنالك واقع يتجلى بوضوح في الاشهر الاخيرة من الثورة الشعبية السورية، هو ارتقاء الوعي الثوري للجماهير الذي يتم التعبير عنه من خلال الممارسات والشعارات و البيانات التي تصدر في الحراك الثوري الميداني ، و الذي اصبح واضحا انها تخلصت تماما من وهم أن الخلاص من النظام يمكن ان يأتي من خلال تدخل عسكري خارجي، كما ان وعي الجماهير تخلص ايضا من كل وهم بجدية وجدوى كل من المجلس الوطني السوري او هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي أو حتى المولود الاخير منهما وهو المنتدى الديمقراطي.
لم يحظى اجتماع "توحيد" المعارضة السورية الذي عقد في القاهرة يومي 2و3 تموز/يوليو بطلب من الجامعة العربية، وباعتباره مطلب للقوى الاقليمية و الدولية، بأي اهتمام يذكر داخل الحراك الثوري للجماهير المنتفضة، ولا سيما أن الوثائق التي توافق عليها هذا الاجتماع بقيت حبرا على ورق، فقد اصدر نحو 64 عضوا من الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري بيانا في 4 تموز/يوليو يدينون فيه هذا الاجتماع ويرفضون ما صدر عنه، مثلما اصدر "شباب" هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي في 7 تموز/يوليو بيانا اعلنوا فيه ان ما صدر عن هذا الاجتماع لا يعنيهم.
بعيدا عن تنازع او توافق القوى الامبريالية و هراء المعارضة التقليدية المذكورة، ثمة حقيقة اساسية من الضروري التشديد عليها وهي ان الجماهير الثورية، بالرغم من تعرضها لوحشية دكتاتورية تمارس سياسة الارض المحروقة وتشن حربا شاملة ضدها، ارتقت ثقتها بنفسها الى اعلى المستويات و بقدرتها الذاتية على اسقاط النظام المجرم، فدمشق تشهد منذ 7 تموز/يوليو اضرابها العام الثاني في فترة شهر، ورقعة الثورة لا تنأى تمتد اتساعا جغرافيا واجتماعيا.
ولعل الشعار التالي الذي رفع في المظاهرات يعبر عن هذه الحالة من الوعي والثقة: "الى العالم كله، لسنا معارضة ، نحن شعب يريد الحرية والكرامة".

الثورة الشعبية السورية تتقدم الى الامام على طريق الانتصار.



#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: مقايضات القوى الكبرى
- ملاحظات نقدية حول المعارضة السورية وضرورة بناء قيادة ثورية ج ...
- النظام السوري و علامات الانهيار
- كوفي أنان والمراقبون الدوليون في سوريا
- تحديات الثورة السورية
- غياث نعيسة المناضل الاشتراكي من اليسار الثوري السوري في حوار ...
- أزمة الثورة السورية إلى أين؟
- عاشت الثورة السورية
- عام على الثورة الشعبية السورية
- في المسألة السورية
- الثورة السورية في عاشر أشهرها
- سوريا:تستمر المجزرة بحضور المراقبين
- الثورة السورية... طريق الانتصار: الاضراب العام
- -الغاضبون- ... ضد الرأسمالية ... الثورات العربية - ألهمتنا-
- ورقة للنقاش، الخط الامامي لتجميع اليساريين و المجموعات الشبا ...
- اللحظة الراهنة من الثورة السورية
- النظام السوري : استراتيجية البقاء
- حول الموقف من التدخل الخارجي في سوريا
- سوريا: ثورة جارية
- سورية : انها ساعة الحقيقة


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - غياث نعيسة - سوريا : حرب ضد الشعب