جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 21:38
المحور:
كتابات ساخرة
كنت اؤمن بان فراغ الصحراء و خلوتها دواء للروح و الجسد حتى اذا كنت اصلا من الجبل لانها اضافة الى فراغها تقريبا (رغم ان جميع مناطق كرتنا الارضية اينما كانت لا يمكن ان تكون فارغا تماما من النباتات و الحيوانات او البشر) فهي مستقيمة و مسطحة وناعمة و هادئة لا تعكر صفوة السمع و البصر و الفكر باية شوائب ماعدا الرمل و لا تضع امامها اية عراقيل تمنعها من الافق المبين حتى دنا فتدلى و كان قاب قوسين او ادنى و هي اي الصحراء بشمسها الحارقة تنظف الجسد و الروح بحرارتها من الذنوب و الامراض لترتفع الى مرتبة الملائكة.
و لكن الفيلسوف الالماني الكبير هايدغر Martin Heidegger فاجأني وهو كما نعرف صاحب المفاجآت بوصف كل فلسفة تهدف الى المعرفة الحسية و العقلية بانها تذهب الى تعاسة و فقر الصحراء او بعبارة اخرى الى الجحيم.
يعتبرالفيلسف الكبير كل فلسفة لم تنبثق من الاصولية و الجذرية و المصدرية الاصلية هي فلسفة الصحراء وهو الذي علمنا كيف نسأل اسئلة صحيحة جذرية و وضع قواعد و شروط للاسئلة لانك في الصحراء لا تستطيع ان تسأل اسئلة جوهرية مثل: من؟ و كيف؟ بل يبدأ سؤالك و انت في الصحرء دائما بماذا؟
فكل فلسفة معرفية هي اذن (فلسفة اسلئة ماذا) لان الصحراء بقلة حياتها من النباتات و الحيوانات تغتصب منك الحياة و توجهك صوب المادة. و العلم و المعرفة كالصحراء تبتعد عن الحياة و تركز على المادة لان فلسفة هايدغر هي فلسفة حب الحياة و ليست فلسفة حب العلم و المعرفة فالعلم و المعرفة هي ليست الا خبرة او نتيجة ما عاشه الانسان اي انتهت و فرغت فيها الحياة فهي ميتة بالاخير لانها قضت على حياتها بالعيش.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟