عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة
(Ayda Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 19:40
المحور:
الادب والفن
حدثنا رفيق متن السفر على صُفر الصفحات فيما روى :
كنا نحفر الصخر نغرس لنا موطىء قدم عند سفح ذاك الجبل ،،، عازمون لا محال على الصعود و نشوة الارتقاء تمد لنا حبائلها ،،، و صوت النداء من أعماق الجبل يرسم لنا السبيل ،،، نقاوم الريح الزافرة جمر آهاتها في وجوهنا لنصعد ،،، و لا نبالي كيف يحاول الصقيع من تحت أقدامنا أن يمهد لانزلاقةٍ كبرى ربما تطيح بأجسادنا العارية إلا من فكر الوصول ليسكِنَّا الفراغ .
نستمر بالحفر ،، نستمر في الصعود ،، نقترب من قلب الجبل و أمطار الحجر زخات فوق رؤوسنا ، كلما ارتقينا موضعا أطلت علينا أنياب الذئاب تتوعدنا بقهقهات انتظار ،، يلمع ريق شهوة الإفتراس في عيونها و يسيل لعاب اللحظات ،،، فنضحك ملء أعماقنا : إنا لمنتصرون و تظل تشهق بلا ترددٍ أنفاسنا
نقترب الآن ،،، نقترب كثيرا ها هي الشمس تتعامد على سنا النور ترسل ابتسامة تصوبها نحو أعيننا و تضحك في شماتة : هل مستمر صعودكم ؟ تسأل باستغراب
فلا نتعجب فكم من شمسٍ حاسدةٍ طوقت عنق اللحظات قبلا و عكست بريقها في العيون كي نضل الطريق و نتعثر ببعض الظلال و لكننا عازمون ،،، ماضون نحو الأعالي و لن نبالي بنعيقك أيتها الشمس
يستمر الصعود ، يستمر مطر الحجر ، و عواء الشمس يصاحب قهقهات الذئاب
نعتلي عرش الجبل أخيرا ،،، نبتعد عن الأرض غاية و نقترب بذات الشوق نحتضن السماء و تزغرد أنفاسنا اللاهثة من عناء الإرتقاء بفرحة البلوغ
نفتح للريح صدورنا ليملأها الهواء فلا نجد غير ثقوب امتلأت ضبابا و نوافير دماء من أين جاءت ، من أين لنا بتلك الجروح ، ما بال الرأس مدلىً فوق الجسد ؟ و العنق يرفرف كنسر جريح ،، ذبحه الانكسار
آاااخ لم ننتبه في غمرة فرحتنا بالصعود أن يد الجبل كانت تجدل لنا هدية الوصول
مشنقة بلون الروح ، وبضع سهامٍ سوداء فرحة الصعود و اعتلاء عرش الجبل
/
عايده
1/4/2012
#عايده_بدر (هاشتاغ)
Ayda_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟