وسرنا من أجل الحب

أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 01:09
المحور: الادب والفن
    

حين كنت أنظر للشاشةِ أمامي ،للمجتمعين في باريس تحت شعار أصدقاء الشعب السوري،والذين
يمثلون ثمانين دولة،قلتُ : ليت المجتمعين من منظماتٍ تمثل الشعوب ،لاالحكومات ،فالشعوب لبعضها
واليد التي تمتد حباً هي الصادقة
أعادني ذلك إلى الأيام التي سبقت الحرب الأخيرة ضد العراق...للتطبيلِ وللدعاياتِ التي صَيرتْ من
الحربِ حلماً ،كان كل العالمِ مشغولاً بمتابعةِ التهيئة لهذه الحرب والأخبار في كل مكان وأينما ندور
كنا نضع أيادينا على قلوبنا ونحن نترقب الصغير والكبير من الأخبار فالبلد بلدنا
والحرب هي الحرب
كنتُ خارجةً من محطة الأنفاق إلى الساحة الرئيسية القديمة في ستوكهولم،مشيت بضع خطواتٍ
لتقترب مني فتاة بيدها أوراق سلمتني إحداها،نظرتُ لأقرا ..كانت دعوةً لتجمعٍ ضد الحرب وقد حُدد
المكان والوقت،تطلعتُ لساعتي،لم يبقَ الكثير لأنطلاق المسيرة الأحتجاجية، وسرتُ مسرعةً في
دروبٍ توصلني قبل غيرها.. وصلت قبل إنطلاق المسيرة بقليل ،كان الحشد كبيراً،فقد قُدر بمائتي
ألف، وكانوا غالبيةً من السويديين ،والعديد من النساء جئن مع أطفالهن، فالحرب تعني موت وتدمير
كل ماهو جميل ..أحد الأمهات كانت تقف في مكان قريبٍ مني،كان معها طفلاً لم يتجاوز الرابعة،
نظر الطفلُ حوله..كل هؤلاء الناس ،هذه الأجهزة ،إستدار رافعاً عينيه لأمه،كانت نظراته الحائرة
المتسائلة تجعله يبدو وكأنه يدور في عالمٍ غير الذي يقف فيه وسأل والأرتباك والخوف يبدوان في
كلماته : ماما لِمَ نحن هنا ،إنثنتْ الأم بحنانٍ لتقترب من طفلها وبهدوءٍ قالت: نحن هنا من أجلِ الحب
وبهذه الكلمة الواحدة من الأم عاد الأطمئنان للوجه الجميل ،فقد فهم القلبُ الصغير تماماً ماتعنيه هذه
الكلمة،وأمسك الطفلُ بيد أمه ليسير برضىً كامل مع الجميع .ليت الكبار يفهمون ، بل إن البعض قد
تثير فيهم هذه الكلمة الجميلة روح السخريةِ والتهكم
بدأت مسيرتنا كان الشتاء لايزال بهوائه القارس وبالثلج يغطي الأرض،ورغم ذلك ومع الأطفال
سرنا وبحماسٍ رددتُ معهم الشعار الوحيد والذي دوّى عالياً ..أوقفوا الحرب .. كان الحماس يأخذني
لأنطق مكملةً ، ضد العراق ولكن حين كنتُ أتفوه بالكلمة الأولى ..ينظر إليّ الشاب السائرِ بقربي
وباستحياءٍ يبتسم فأتوقف لأعود للشعار الرئيسي
تزايد العدد ونحن نسير وحين خرجنا لأحد الشوارعِ الرئيسية وجدنا فرقة كبيرة من عازفي
الموسيقى تنتظرنا وبكل أدواتهم الثقيلة ساروا أمامنا وسرتُ معهم ولأكثر من ساعتين في شوارع
رئيسية عديدة ،وأنا أتحاشى السير في الأماكن المكشوفةِ ومع الثلج
حين عدت للبيت سُئلتُ : أراكِ تأخرتِ كثيراً وتحدثتُ عن المسيرة ضد الحرب ومساهمتي فيها
قال زوجي معلقاً.. ولكن الحرب ستقوم شئتِ أن أبيتِ ، فهدفهم إحتلال العراق ،
ولكني قلتُ .. لا .. لهم وللحرب
8/7/2012
ستوكهولم

#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات