|
أزمنة مائية - محض تشابه-
لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 21:35
المحور:
الادب والفن
زمن إقليمي:
في زمن القتل السابق للحرب.. يصبح كل شيء مخيفا .. الغد، الرشح، الجوع.. الأمومة، و الصداقة...
في زمن القتل يبقى "الحب" ثابتا كشجرة صنوبر عتيقة سحرية في أرض ثلجية غير قابلة للموت و لا للحرق.. و مهما ( تطاولتها) الحوافر و الذيول .. تبقى رائحة صنوبرها تثقب الأمل فيدخل دفء طفولي يلمنا من طرقات غريبة لا تعرفنا و لا ترى فينا أكثر من سرب مهاجر من بلاد بعيدة باردة. المهم في الشارع الأول رأيت طفلا يحمل في يده ( كيس بلاستيك) و ينادي: -الله يخليك.. مو ضروري مصاري.. فينك تعطيني خبز أو أي شي بيتاكل..
- من وين أنت حبيبي؟ - من حمص - وين أهلك... - أبوي عند الله..قتلوه المسلحين كان رح يصير مقدم بعد شهر.. و أمي مع خواتي ببيت زوج خالتي ناطرين الأكل...
- مين رح يجيب الأكل؟! زوج خالتك؟! - لا زوج خالتي بالسجن طلع بمظاهرة.. و الكل ناطرني أنا لجيب الأكل.. قبل ما تزيد الحرب..
- أي حرب؟! صمت قليلا ثم أضاف: - الحرب الإقليمية...
-شرحلي كيف يعني إقليمية؟! -يعني الدول الكبيرة الاستعمارية بتحارب بعضها هون على " سوريا".. منشان ما تخسر شي من ارضها و أمانها.
- مين علمك هالحكي؟! - أمي...
- شو بتشتغل أمك... -كانت معلمة عربي.. هلا ما بتعمل شي بس بالبيت...
-و أنت بأي صف حبيبي؟ - بالخامس...
- شو بدك تصير بس تكبر... - بدي صير سوري...
- ليش أنت هلا مانك سوري؟! - لا .. و لا حدا هلا سوري.. الكل هلا إقليمي...
-كيف يعني؟! -يعني كل مين عم يشجع الدولة اللي من طرف رأيو...
-يعني أنت كمان عم تشجع دولة غير سوريا؟! - أنا بشجع البحر يجي و يأكل كل الأشرار..
-طيب حبيبي.. إذا أمك بتقدر تشتغل أنا عندي روضة و لازمني آنسة عربي.. هي رقمي خليها تحاكيني... - أمي ما فيها تشتغل.. ايدها اليمين انقطعت بالحرب.
حوار صديقتي مع طفل في شارع دمشقي ( إقليمي)... **********
زمن بترول:
جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من خلفكم.. و كوريا الشمالية من أمامكم.. على الجانبين هناك من همشه ( الخلف، و الأمام) هو منقذكم.. فاتبعوه.
قالت صديقتي المصرية: - قتلوه لأنه يمشي في الشارع مع خطيبته دون محرم.. و يقتلوننا كل يوم برؤية المرأة كالبترول.. سوداء و محط مطامع.. و لازم ندفنها في سابع أرض.. بقيت أهم حاجة دالوقت: ازاي تفوت الحمام و بأي رجل تخش أوضة النوم..طيب أنا مش عايزة نجبر حد يغير طريقة تفكيره.. إحنا لازم ندافع عن حق إنك تفكر.. استخدام العقل عبادة.. إحنا محتاجين الثورة تكمل عشان لحد النهاردة دي نص ثورة...و نص ثورة يعني ذل و نص.
هامش:
كتبت ثائرة ميدان التحرير الجميلة " نوال السعداوي" في مقالها الآخير في الحوار المتمدن(انطقوا الصدق فالتاريخ لن يرحمكم): (ظاهرة المنتقبات والملتحين يتحرشون بالنساء والرجال، لا يترددون فى سفك دم من يتصدى لهم؟ ظاهرة العودة إلى الرق، وحق الرجل فى نكاح الجوارى ومن ملكت يمينه وليس فقط أربع زوجات؟، محاولة الانقضاض على بنود قانون الأسرة التى تحمى حقوق الأطفال وأمهاتهم البائسات..... إلخ إلخ. ). انتهى الاقتباس. **********
زمن أحذية:
نحن في زمن للأحذية أيضاً .. حذاء زجاجي (بكعب )عال يأكل (الكاتو) ..حذاء طائفي لامع ( ماركة) .. ( بوط) عسكري فاحت رائحته..( شحاطة) بيتية مريحة.. ( جزمة) تزلج على الجليد مغتربة.. ( صباط) يلف الفضائيات يريد مصادرة رأيك من جديد.. ( شحاطة) تفتي في بيوت الله بكل شيء إلا بمحبة الله... وحدهم أسياد هذا الزمن حفاة.. حفاة...
هامش:
لا داع للعجب من رسومات " فان غوخ" الكثيرة عن الأحذية.. فالحذاء يحكي قصتك.. ماضيك.. معاناتك.. و يشير غالبا إلى الأرضية التي تستند عليها لتبقى ثابتا.. من جهتي أحب الحفاة.. جداً... **********
زمن أقنعة:
ارمِ قناعك.. و تعرَ.. من طين أنت فلا تبخلْ.. لا تتكبرْ فتجد البارحة ترجل يزحف زحفا نحو حفيدك.. يقتله بكلماتك أنتَ جَداً أكبر في حرب أخرى.. في زمن لا يفعل شيئا إلا أن يتكرر...
ارمِ قناعك.. حطم من يحتل العقل حطم من ألبسك طوائفَ فضفاضة.. ثياباً في عيد لن يحضر...
من يكره طفلا يتغنى بقطعة حلوى؟! من أنساكَ المشي صغيرا خلف براءةِ (لا تقتل)؟! من يكره وطنا ممتداً .. يختلط الأبيض بالأسمر..بالأسود فيه و لا ينسى أن الألوان برمتها من صنع إله محبة لو شاء الخالق لمحاها.. و صرنا كالماء.. محضُ تشابه
ارميها هذي الأحقاد فبلادك أحلى بالسالب و الموجب و علاقات تضاد.. و موتك قدرٌ لن يتأجل مهما حاولت الإنكار. **********
أزمنة كلها كالماء في تشابهها، لنرفضها حتى نستطيع الاستمرار... يتبع...
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تدنيس المقدس
-
هيروين و مكدوس.. و دوائر
-
-غيرنيكا-
-
التيار - الرابع-
-
سلام عليكم...
-
-سوريا- يا حبيبتي..( خارج سياق رمادي)
-
يا ( علمانيو) العالم اتحدوا...
-
مرتدة!
-
غرائز
-
لا دينية!
-
-الزبيبة - تحكم...
-
لنتصلعن- علي السوري7-
-
خارج سياق ( مسلح)
-
علي السوري -الطفلة حنظلة-
-
علي السوري -عراة.. عراة-
-
علي السوري -لماذا ثار السوريون؟!-
-
علي السوريّ -الحب في زمن الثورة-
-
علي السوريّ -سأصلي بالبكيني-
-
علي السوري -مقدمة-
-
الأقليّات تأكل التفاحة
المزيد.....
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|