أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد الهاشمي - دائرة العنف ضد المرأة غريزية تاريخية














المزيد.....

دائرة العنف ضد المرأة غريزية تاريخية


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 11:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعقيبا على مقالة الاستاذة وجيهة الحويدر ، والمعنونة " من أين تبدأ الدائرة؟" والتي تضمنت مناقشة لوضع المرأة في العالم عامة وفي العالم العربي خاصة، والمقالة الاخرى المعقبة من قبل الاستاذ مردخاي كيدار والمعنونة " أختي، من هنا تبدأ الدائرة!!" وقد وجدت في كلا المادتين ما يستحق القراءة والتعقيب بنفس الوقت طالما ان لدي ما احاول اضافته هنا.
ففي مقالة الاستاذة الحويدر تركز على تكريس المنهج الذي يأخذ الظاهرة بوضعها الحالي ويقدمها "كمقطع عرضي" دون الأخذ بجذور الظاهرة ليس في العالم العربي فقط انما في تاريخ البشرية جمعاء او لنقل تاريخ الانسان ربما بصورة ادق. اما في مقالة السيد مردخاي فانه يركز على جانب العلاقة الجنسية ومايترتب عليها في علاقة الرجل بالمرأة وباتالي منزلة كل منهما.
ونحن هنا نحاول ان نحلل النتائج نفسها التي خرجت بها تلك الدراسات التي استشهدت بها الكاتبة نقلا عن نيويورك تايمز" بتاريخ 23 يناير" وغيرها من الدراسات، والتي رجحت ان سبب تدني منزلة المرأة او قلة نصيبها في نيل المناصب او تعرضها للاضطهاد هو ناتج اساليب التنشئة الاجتماعية وطرق التعامل التي تبدأ من البيت مرورا بالمدرسة طبعا ولاتنتهي بمؤسسات العمل.
والسؤال الاجدر ان نسأله ونحن بصدد البحث عن "نقطة بدأ الدائرة"، هو : لماذا تتجه او تسير اساليب التنشئة الاجتماعية وطرق التعامل بهذا الشكل ولماذا تحط من قدر المرأة؟!
والسبب الذي نرجحه هو امر مرتبط بالجانب الغريزي – تاريخي (ولا نقصد غريزة الجنس هنا) للانسان بإعتباره "حيوان" بغض النظر عن تميزه عن باقي الحيوانات الاخرى. فغريزة التسلط موجودة ومتأصلة في الانسان حاله حال باقي الحيوانات الاخرى، وقد نشأت ثقافة استضعاف الآخر (الضعيف) واضطهاده واستعباده كتحصيل حاصل لهذه الغريزة.
لقد استضعفت المرأة لأنها غير قادرة على القتال كالرجل في بيئات التصارع منذ فجر الانسانية الاول، فتأسس لها وضدها تراث قائم على استضعاف مكانتها وتحديد ادوارها ووظائفها لتكون كالسلعة تباع وتشترى وتستخدم لاشباع الغريزة والشهوة وترمى وقت انتفاء حاجتها، وتقتل وقتما يشك بأنها وقعت فريسة او ضحية للغازي والطامع او متى ما رفعت الصوت رافضة استعبادها او (تسليعها).
وقد كان لمختلف اصناف العلوم ادوار في تحليل وتفسير ظاهرة استضعاف المرأة والحط من قدرها. فالثابت ان المرأة بصورة عامة اضعف من الرجل بدنيا. وفي ثقافات الشعوب عامة ايضا ظهر تدني مكانة المرأة وقلة نصيبها مقارنة بالرجل، وينطبق هذا على شتى الدول والاديان. الا ان علم الانسان (الانثروبولوجيا) اظهر لنا نماذج من ثقافات بعض الشعوب البدائية التي تظهر عكس ماهو شائع حيث علو مكانة المرأة مقابل تدني مكانة الرجل، حيث المرأة هي الآمر الناهي، وهي استثناءات فريدة.
وفي مجتمعاتنا فان المرأة لطالما كانت ضحية التفسيرات الدينية المبنية على قاعدة قيمية ثقافية اساسها منطق ومفاهيم القبيلة والعشيرة بإعتبارها الاشكال الاولية للتنظيم الاجتماعي الضابط، والقوة والضعف الذي اساسه بدائية الانسان والتي اسست على قاعدة شريعة الغاب، حيث البقاء والسلطة والسيادة للاقوى، وفيه يتم اخضاع المرأة كونها (مخلوق ضعيف) لمنظومة متشابكة تخدم وتكرس مصالح هذا (الاقوى).
وهكذا بنيت ثقافة الرجل باعتباره الاقوى على قاعدة شريعة الغاب.

ان سيطرة المؤسسات القبلية والعشائرية على انساق حياة المجتمع قد غيبت دور التنظيمات العصرية ومؤسسات المجتمع المدني والتي من المفترض ان تكون بديلة عن تنظيمات القبيلة والعشيرة وتفرعاتهما من جهة وكمصادر وعي ومبعث تطور في غالب الاحيان.

القبيلة او العشيرة (تنظيم اصغر ومتفرع عن القبيلة) كتنظيم عصبي تؤدي دورها الرئيسي في توفير الامن والامان بالدرجة الاولى لافرادها قبل ان تسند قوتهم الاقتصادية بحماية مصالحهم او تحقق لهم غنائم ومكاسب أخرى عن طريق الغزو.

لقد جرت (عرفنة – نسبة الى العرف- وشرعنة) ادوار المرأة ووظائفها في المجتمع تلازميا بين العرف العشائري والدين، اي دين كان.
حيث اكتسبت الاعراف شرعيات كبيرة بل قدسية حينما بنت معظم الاديان سننها وشرائعها على ركام الكثير من القواعد العرفية، او فسرت نصوصها الدينية بهذه الكيفية اي وفقا لترسبات ومفاهيم قبلية بل عززت الكثير منها مثلما حاولت تعديل البعض الآخر.

واذا كانت هذه صورة العشيرة وهذه وظائفها وادوارها وموقف الدين منها فلماذا تستمر في مجتمع ما لا يحتاجها؟!
فالصورة اذن هي ثقافة بنيت على اساس غريزي يعتمد على قاعدة الاقوى هو السيد، وهي التي تمتد بعمق تاريخي يصل الى فجر الانسانية الاول وقد كرس هذه الثقافة القيم الاجتماعية النابعة من طبيعة حياة وبناء اشكال التنظيمات الاجتماعية القرابية خاصة والقيم الدينية التي بني معظمها على ركام هذه القيم (الاجتماعية). والمسألة لا ترتبط بالوضع الجنسي الذي يكون عليه الرجل او المراة لان مفاهيم هذا الامر اختلفت ايضا بتنوع هذه الاوضاع واختلافها، كما ان مفاهيما من قبل الشعور بالدونية لدى المرأة وبالتفوق عند الرجل والاستمتاع من قبل الرجل فيما يتعلق بالعملية الجنسية هي مفاهيم نسبية لاتنطبق على غالبية المجتمعات والرجال والنساء..


* أكاديمي وباحث أنثروبولوجي مقيم في هولندا.



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في توجهات الناخب العراقي
- مراجعة الذات بحثا عن المسؤولية الوطنية والاخلاقية
- المسلمون المؤيدون للمرشح كيري ومأزق تشريع زواج المثليين
- الخوف الاجتماعي: المرض الذي تعاني منه الفريدا يلنيك الفائزة ...
- معنى ان يترك صدام العراق ترابا
- انتصار تيار الاعتدال في الشارع العراقي
- مشكلة اختبار السيادة الداخلية للدولة العراقية - المليشيات ال ...
- اختبار السيادة الداخلية للدولة العراقية - مشكلة المليشيات ال ...
- المشهد العراقي - سلبية المواطن ايضا
- الهولندي ينظر الى المسلم نظرة سلبية - 14 % فقط من الهولنديين ...
- العراق ومقولة الكاريزما
- عندما يكون الجهل ايدولوجيا والتجهيل منهجا
- سؤال العنف في الشخصية العراقية
- للتخلص من ازدواجية المعايير- فرصة ذهبية لكل اعلامي عربي
- إنقلاب مقتدى الصدر: لماذا؟
- المجتمع العراقي وتأهيل المرأة الى سدة الحكم
- مسؤولية منظمات المجتمع المدني تجاه المرأة العراقية
- المرأة ومأزق تلازم القيم العشائرية والتفسيرات الدينية
- على هامش ما كشفه رجل الاعمال اللبناني قبل يومين ما الذي كان ...
- مشروع مقتدى الصدر ، هل هو مطلب شعبي أم مراهقة سياسية؟


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد الهاشمي - دائرة العنف ضد المرأة غريزية تاريخية