إضراب الرئيس عن العمل

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إضراب الرئيس عن العمل
7/7/2012
لأن العُمال لايحصلون على حقوقهم بصورةٍ مُرضِية .. فأنهم أحياناً يضربون عن العمل .. وكذا العاملين في مهنٍ اُخرى .. سواء في مؤسسات القطاع العام او الخاص .. من أجل الضغط على الإدارة وأصحاب العمل .. والحصول على ما يستحقونه من أجور .. أو حقوق . وكثيراً ما نسمع عن ، طلاب او معلمين يضربون عن العمل .. او موظفي المطارات او الممرضين والاطباء او عُمال التنظيف .. الخ . ولكنه شئٌ نادر حقاً .. أن يضرب " رئيس جمهورية " عن العمل ! . وهذا ماحصلَ فعلاً .. حيث ان الرئيس التونسي " مُنصِف المرزوقي " أعلن قبلَ يومَين .. إضراباً عن العمل .. ورفض التوقيع على أية اوامر او قرارات ! . والسبب في ذلك : ان الرئيس التونسي ، أصدر قبل أيام ، أمراً " بإقالة مدير البنك المركزي " لعدم إلتزامه بالقوانين . غير ان مدير البنك ، رفضَ أمر الرئيس ، وأيدهُ في ذلك رئيس الوزراء ! " علماً ان رئيس الوزراء هو من حزب النهضة الاسلامي الحاصل على الأغلبية ، ورئيس الجمهورية غير منتمٍ لهم " .. إضافة ان الرئيس لم يُستَشَر في مسألة ، تسليم رئيس الوزراء الليبي .. المُحتجَز في تونس .. الى ليبيا . حيث شعرَ الرئيس " المنصف المرزوقي " انه هُمِشِ بصورة متعمدة .. لذلك قررَ الإضراب عن العمل ! .. وهذه سابقة نادرة .. فيها ترجمة عملية للممارسة الديمقراطية .. الى جانب الطرافة في الأمر .. لأن " رئيس جمهورية " لايضرب عن العمل يومياً !.
عندنا في العراق .. وسط فوضى الدستور وغموض القانون .. وضُعف الردع وهزالة التنفيذ .. فمن الشائع تماماً ان يتدخل رئيس الوزراء .. في عمل السلطة القضائية والهيئات المستقلة ، ويُجّردها قدر الإمكان من الإستقلالية .. ورئيس السلطة القضائية ورؤساء المفوضيات " المستقلة " لايضربون عن العمل إحتجاجاً على تهميشهم ! . المحكمة تصدر أوامر بإلقاء القبض على مسؤولين مُدانين في جرائم فساد او إرهاب .. ولا تقوم الحكومة بتنفيذ الأمر .. والمحاكم لاتضرب عن العمل وكان شيئاً لم يكن ! . رئيس مجلس النواب .. يقوم يومياً بنشاطات خارجة عن صلاحياته مُتجاوزاً على السلطات التنفيذية والقضائية .. ويكتفي رئيس الحكومة بالإعتراض الخجول ! . عندنا .. الكُل إذا سنحتْ لهم الفرصة .. يتدخلون بفظاظة في عمل الآخرين .. .. ويقللون من صلاحياتهم .. المركز يتفنن في تهميش المحافظات والأطراف .. الأقليم يحاول تطويع الدستور الى درجة يكون هو فيها أقوى من المركز ! .. المشكلة عامة وتتخطى السياسة ، لتصل الى المجتمع والعائلة .. فحتى داخل الأُسرة .. هنالك دوماً مَنْ يُهَمِش المرأة او الطفل !
والمُصيبة .. ان لا أحد عندنا .. يفعل كما فعل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي .. لا أحد يضرب عن العمل إحتجاجاً على " تهميشهِ " ! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات