أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجدي زكريا الصايغ - دجاجة تصاب بازمة قلبية














المزيد.....

دجاجة تصاب بازمة قلبية


مجدي زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 22:01
المحور: كتابات ساخرة
    


وضعت هذا الموضوع تحت خيار كتابات ساخرة, والحقيقة ان الموضوع جدى جدا على الاقل بالنسبة الى شخصى المتواضع برغم طرافته الظاهرية, فقد قرأت خبرا فى جريدتين مختلفتين هذا الصباح الجمعة, كان الخبر كالتالى :
تواجه امرأة امريكية عقوبة السجن لمدة عام واحد وغرامة تصل الى الف دولار بعد اتهام كلبيها بالتسبب بأزمة قلبية لدجاجة جيرانها مما ادى الى نفوقها.
وذكرت وسائل اعلام امريكية ان جوى ماكدونالد من دنفر تواجه تهمة الاساءة الى الى الحيوانات بعد ان نبح كلباها من نوع تشيواوا وارعبا الدجاجة المذكورة. وقال صاحب الدجاجة ان زوجنه التايلاندية تحب دجاجتها التى تذكرها بطفولتها والتى كانت حيوانا اليفا مدللا.
وقد رفض صاحب الدجاجة تعويضا قدره 30 دولار من صاحبة الكلبين.
عند قراءة هذا الخبر الطريف ربما يداعب وجهك الابتسام, واذا كنت فى حالة جيدة ملائمة ربما تقهقه بصوت مسموع يلفت انتباه من حولك. ولكن الان ذهبت السكرة وجاءت الفكرة فلو كنت حضرتك مكان القاضى الذى عليه ان يحكم حكما عادلا فى هذه القضية المعقدة ماذا كنت ستفعل .
فالسيدة صاحبة الكلبين تدعى ان كلبيها لم يرتكب جرما يستحقا عليه ان يجرجرا الى المحاكم بسببه. فكل جريمتهما هو النباح وهو شئ طبيعى فى الكلاب وكما تعرفون ان حرية النباح مكفولة لهم. كما ان الكلبان ربما ببراءة كلبية عندما شاهدا الدجاجة ارادا التعرف عليها او اللعب معها ولغتهما فى التفاهم كما تعلمون هى النباح. ايضا من اعلم الكلبين ان الدجاجة ستسقط قتيلة بسبب صوت نباح ضعيف. وحسب علمى ان هذا النوع من الكلاب الذى يسمى تشيواوا هى كلاب صغيرة الحجم جدا وهذا يعنى ان نباحها هزيل.
اما السيدة صاحبة الدجاجة لم تربيها من اجل البيض مثلا او عندما تشتهى طعام الدجاج ستكون مضطرة الى ذبحها واكلها بل تربيها على اساس حيوان اليف. وعلينا فى هذا السياق ان نفهم العلاقة المعقدة بين الامريكى وحيوانه الاليف, فمثلا اذا ماتت صاحبة الدجاجة قبل الدجاجة لكانت قد اعطت كل ثروتها لها مفضلة اياها على اى فرد من العائلة.
لنفرض مثلا ان صاحبة الدجاجة لئيمة وقد قصدت وعمدت عن سابق اصرار وترصد ان تضع الدجاجة وهى تعلم ان دجاجتها كبيرة فى السن ومصابة بعدة امراض شيخوخة وخصوصا قلبها الضعيف الذى لن يحتمل نباح كلبين. ماذا لو قصدت ان تضعها فى مواجهة الكلبين وهى تعلم نتيجة ذلك مقدما لكى تطالب صاحبة الكلبين بتعويض مالى ضخم يكفيها بقية عمرها. ومن السهل عليها اثبات انها تضررت عاطفيا ونفسيا من جراء فقدها لدجاجتها التى هى بالنسبة اليها اغلى من الحياة نفسها. اى قاضى سيحكم لها بكل بساطة. ورزق الهبل على المجانين.
وفى هذا السياق علينا ان نتساءل بطيبة قلب هل نفوق الدجاجة نتيجة عقاب الهى بسبب تركها بنات جنسها يرزحن تحت عبودية قاسية فى مزارع الدجاج سواء لأطعام البشر المولعين بذبح الدجاج اللذيذ الطعم او من اجل البيض ذا الاستخدامات الكثيرة لكى تصير حيوانا اليفا عند احدى المخبولات. متحدية بذلك كل الاعراف والقوانين الطبيعية.
لقد اردت ان اطرح قضية الدجاجة المغدورة امام كتاب الحوار المتمدن لكى يتصدوا لها بالشرح والتحليل واخذ العبر المناسبة منها, حتى نكون نحن العرب مجهزين على نحو كامل لهذا النوع من القضايا عندما يجتاح بلادنا العربية فى المستقبل القريب. وقد وضعت امامهم كثير من المعلومات المهمة تفيدهم فى تحقيق هدفهم المنشود.
تخيل عزيزى القارئ لو ان زعيما عربيا قرأ خبر نفوق الدجاجة فى صحف الصباح ماذا كان سيكون تعليقه. سيقول احدهم يالسخافتهم, ويقول اخر هبل امريكان. او تفاهة امريكية, او ناس فاضية مش لاقية حاجة تعملها.
ولكن هناك درس فائق الاهمية نستخلصه من ذلك الخبر الطريف:
ان هناك فى امريكا والغرب الكافر يثمنون الحياة اليشرية وان الدم البشرى لايحق سفكه بدون عقاب. وعندما تنص القوانين هناك عن انه لو دجاجة قضت نحبها بسبب نباح كلب فعلى اصحاب هذا الخطأ الغير مقصود ان يقدموا للعدالة لكى تقتص منهم . ان هذا ايها الاخوة يعلمنا درسا. فعندما تقرر ان حيوان اليف وحتى لو كان دجاجة له الحق فى الحياة وان من ينزع هذا الحق عنه ينبغى تجريمه. هذا درس بالغ الاهمية. فكم بالاحرى حياة الانسان.
هذا الدرس لن يفهم فى عالمنا العربى والاسلامى لسنين لا يعلمها الا الله قادمة, لن يفهم بسهولة’.
خصوصا امام الدم الذى يسفك انهارا فى سوريا الحبيبة.
وفى النهاية ندعو للدجاجة المغدورة التى تنطبق عليها كل شروط الشهادة ان يسكنها الله فى فسيح جناته ويلهم اهلها الصبر والسلوان.
ونطلب لشهداء سوريا حقوق الدجاج.



#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 2 - 2 )
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 1 - 2 )
- التقمص العاطفى - حاجة انسانية
- حكاية افريقية من بنين
- سبل لمعالجة الكابة ( 2 - 2 )
- مد يد العون للمكتئبين (1 - 2)
- القاعدة الذهبية - تعليم عالمى
- ما تعلمناه من اندرو - قصة حقيقية
- الذباب البغيض - هل تظنون انه مفيد؟
- التقمص وعقيدة النفس الخالدة
- هل تؤمنون بالتقمص؟ ( 1 - 2 )
- العدل الحقيقى
- نظرة الكتاب المقدس الى عقوبة الاعدام
- الشيخ عمران حسين - ونهاية العالم
- التعلم يبتدئ فى الرحم
- الانطباع الاول هل هو جدير بالثقة ؟
- كيف اسبحت اللغة العربية لغة اهل العلم؟
- الذهب الذى نقل الجبال
- الكون المهيب : شئ ما ناقص - ماهو؟ الجزء الثانى
- الكون المهيب : شئ ما ناقص - ماهو؟


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجدي زكريا الصايغ - دجاجة تصاب بازمة قلبية