شكوى خروف في الهوى لخروف

عيسى الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 17:27
المحور: كتابات ساخرة
    

يتبادل الناس فيما بينهم السباب والشتائم ،واصفا أحدهم الآخر بهذا الحيوان أو ذاك للتقليل من شأن المقابل الخصم ، وربما وصل الامر الى محترفي السياسة ، والمعنيين بها والمتحدّثين بامورها من الأتباع المتحمّسين لهذا الحزب ، أو لتلك الكتلة . وإزاء هذا الوضع المزري بخلق الله من الحيوانات والاعتداء على حقوقهم الحيوانية ، رفع أحد الخرفان شكوى الى من يهمّه الأمر من الساسة ،طالبا إنصاف بني جنسه من هذه الفصيلة ، وقد جاء في عريضته ما يأتي :
مولانه .. إننا معشر الخرفان ذو فضل على الإنسان ، فهو ينسج ملابسه من صوفنا ،ويصنع من جلودنا مركوبا لأدنى موضع في بدنه ، ويتفنّن في تقطيعه وصنعه ، فمنه (ابو القيطان) والآخر (القبغلي) ، ناهيك بألوانه ، الأسود والأحمر ، والأصفر ، ولا أريد أن أتحدّث عن البساطيل وفضلها على الجنود والضباط ، فهم أعرف بفوائدها في ساحات العرضات ،وفي سوح المعارك ،وفوق هذا يأكلون لحمنا شيّا وقليا وسلقا بلا رحمة وبدون أن تأخذهم رأفة ولا شفقة بنا ، وفي كثير من الأحيان يستعجلون ذبح صغارنا ولم يبلغوا مبلغ الفطام بعد ،لعمل (القوزي ) وتقديمه في الولائم والعزائم والحفلات الخاصة ، وفضل عن ذلك يلتهمون ما في بطوننا من أكباد وكلى و(كرشات) ، ثمّ إنهم يطبخون من رؤوسنا وأيدينا وأرجلنا (الباجة) التي يتهافتون عليها في آخر الليل وهم منتشون حتى الثمالة ،ويا ليت الأمر قد توقف عند هذا الحد ، فهم يأخذون (مصاريننا) ويصنعون منها أوتارا لآلاتهم الموسيقية ، يضربون عليها في أفراحهم وليالي ملاحهم ، نعم مولانه ، ويفيدون كذلك من قروننا فيعملون منها قبضات لخناجرهم ومسدّساتهم ، وآخر الامر يرمون عظامنا لكلابهم أو في مكبات القمامة ، مولانه ، هل رأيت ظلما مثل هذا ؟ ومع ذلك فقد رضينا به وسكتنا عنه ، وقبلنا بجور السكاكين الباشطة التي تمزّقنا إربا إربا ، وبخطافات القصابين وغلظتهم في معاملتنا ، ولكن الأمر الذي يمسّ عزّة نفوسنا ، ويجرح كرامتنا ، ولا يمكن السكوت عليه ، هو إنهم يصفون قادتهم وسياسييهم وأعضاء برلمانهم بنا ، فيقولون : هذا خروف ،وذاك مخرف .. زين هاي لوّيش .

#عيسى_الصباغ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات